كنت أبحث في الأنترنت عن أخبار تتعلق بمصر و إضراب اليوم الذي لم ينجح للأسف الشديد، أو لنقل كما كان متوقعا إلى حد ما، لكني وقعت بالصدفة الشديدة على ما جعلني أشعر بصدمة و خيبة أمل أكبر بكثير، دون أن أشعر وقفت دقائق طويلة في حالة ذهول أمام مقال كتبه رجل كنت أنا شخصيا واحدة من أشد المعجبين به، لكن كان هذا الإعجاب يتبدد قطرة قطرة مع كلة كلمة كتبها هو و قرأتها أنا في مقاله الذي يمكنكم الاطلاع عليه بالضغط على هذا الرابط:
الأستاذ المحترم فيصل القاسم يعتب على الحكومات في الوطن العربي و العالم سماحها لكل من هب و دب باستخدام الإنترنت و الكتابة و النشر عليه، و أخذ يشكر و يسهب في مدح الحكومات العربية التي اتخذت ردود فعل قاسية و مشددة تجاه كتاب الأنترنت الذين تجاوزوا الحدود، تذكرت للأسف صديقي كريم عامر الذي يقضي الآن عقوبة بالسجن أربع سنوات الآن بسبب كلمات كتبها على مدونته.
ما علينا، سؤالي للأستاذ الكبير و الإعلامي القدير الذي قضيت أمامه – للأسف الشديد – ساعات طويلة من عمري الذي مضى أعاهد الله أن لا تتكرر: أي رقابة تلك التي تنادي بها؟ و من هو الرقيب إذا؟ و من له الحق في وضع القوانين التي ستتم على أساسها الرقابة و معاقبة المذنبين – ولاد ال.... – ممن يتجرأون على كتابة أفكارهم – التي لا تعجب سيادتك - على الأنترنت؟
يا أستاذ أجمل ما في الأنترنت أنه المكان الوحيد الذي يمكن فيه تطبيق المعنى الكامل لكلمة حرية! لأنه المكان الوحيد الذي استطاع فيه الناس التعايش معا مع الحفاظ التام على و الاحترام الكامل للاختلافات العقائدية و الفكرية و المرجعيات التي يتبناها كل منهم، فضلا عن أن أنفتاح عالم الأنترنت هذا لا يمنع المتلقي أو القاريء من حقه الكامل في أن ينتقي من بين كل ما يكتب ما يحبه هو و ما لا يحبه أو ما لا يتناسب مع ميوله يتركه.
باختصار مقالك أزعجني بشدة.. ربنا يسامحك! بجد