Sunday, April 29, 2007

مبتدى الغرام - قصيدة جديدة من داليا زيادة




أحيانا يتملكنا ذلك الإحساس اللانهائي بالحب, لحبيب يستحيل أن نلقاه على أرض الواقع, حبيب لا يتعدى كونه مجرد فكرة تخطر على البال ثم ترحل بعد أن تفعل فعلتها و تصب في شرايين القلب العاجز من سمها الذي يتسرب إلى العين فيعميها عن كل البشر إلا ذلك الحبيب الوهمي, و إليه أهدي قصيدتي:




مبـتـــدى الغـــرام


داليا زيادة




ما بين أرض و سما

ما بين فجر و ضلام


و عيون متبسمة


و قلوب تنزف حطام


لقيتك جوه مني


فكرة و كات تايهة عني


يا منتهى الألم


و مبتدى الغرام

------------

حرمت نفسي منك


و نسيت إنك معايا


لو مهما بعدت تفضل


أنت أصل الحكاية


و الطعم اللي لساني


عمره ما داق مثيله


و العاشق اللي يرضى


من محبوبه بقليله


و عرفت إني منك


حوا من ضلع أدم

و إن فراقنا حرام


------------


يا منتهى الألم

و مبتدى الغرام


----------

بيننا مسافات كتير


مهرة و النخل عالي

و لقانا المستحيل


لكني عايشة بيك


عاشقة و الحلم زادي


و الصبر صار قليل


و معاك لحظة ميلادي

معنى الوجود و سببه


شجن الليل الطويل


لأني بيك أكون

و نار بعدك جنون


كأني بقيت كتاب


لكن هجره الكلام


كأني صرت قمرة


ناقصها الابتسام


------------


يا منتهى الألم


و مبتدى الغرام



Thursday, April 26, 2007

الحب و الوقت.. من يقتل من؟



عندما قرأته و أسرت بروعته قررت أن تشاركوني فيه:


الحب و الوقت.. من يقتل من؟


بقلم أسامة غريب


نشر في المصري اليوم بتاريخ ٢٦/٤/٢٠٠٧




بيقولوا الحب بيقتل الوقت، بيقولوا الوقت بيقتل الحب، يا حبيبي تعا تا نروح.. قبل الوقت وقبل الحب. هكذا حدثتنا فيروز وأخبرتنا بالحدوتة.



كتب في مذكراته: عزيزتي ندي.. المرات التي التقينا فيها قليلة، وتاريخي معك قصير، وعلاقتنا كلها عبارة عن أربعة لقاءات فقط.. في المرة الأولي جمع بيننا حوار عابر في مكتبة الديوان، ثم استكملناه في المحل المجاور، هل تذكرين؟ جلسنا نشرب القهوة وأدهشني أنك فتحت قلبك وتحدثت إلي بصدق نادر،


كنت أخشي أن تفضحني عيناي، حيث أحببتك في صمت منذ استمعت إليك تعزفين في تلك الليلة الشتوية في بيت صديقنا المشترك.. الفنان التشكيلي، لم أشأ أن أُطلعك علي ما اعتراني وفضّلت أن أحتفظ به لنفسي علي أمل أن تتكفل الأيام بتذويبه كما تفعل دائماً!..




ولكن ها أنت تجلسين أمامي تروين لي فصولاً من حياتك، وإذا بالأمور تندفع في اتجاه لم أتحسب له، حدثتيني عن ندي الإنسانة.. التي لا يعرفها أحد. تعود من العمل إلي وحدتها القاتلة داخل القوقعة الاختيارية، عرفت منك أن طاقتك الشعورية قد تحولت نحو العمل، لأن الحب الحقيقي لا يأتي.. طفرت من عينيك الدموع بينما تحكين عن ملابس الأطفال التي تغزلينها وينقصها فقط.. وجود الأطفال، قلت لي: هل تعرف أن كل نجاح أصيبه يشعرني بالأسي بدلا من أن يفرحني، وحتي عندما أنظر للمستقبل لا أري نفسي فيه إلا وحيدة، مازلت أتذكر أسئلتك الحيري: ما فائدة الجمال،



وما جدوي الذكاء؟ ما قيمة شخصيتي التي تجذب الناس إلي مع أنها لم تمثل لي سوي لعنة دائمة، الرجال يقتربون وعندما يكتشفون أنني مستقلة مادياً ولا أدّعي السذاجة والأهم.. لا أكذب، لا يستطيع أحدهم أن يصمد في خطوبة تفضي إلي الزواج.



أدهشني أنك لم تخجلي من الاعتراف بزيارتك للطبيب النفسي في محاولة لإعادة التوازن إلي نفس مبعثرة، هل تعرفي أنك عصفت بي عندما قلت أنك تحدقين في المرآة عندما تشتد بك الوحدة حتي تتعرفي علي شكل العذاب!.



قلت أنك مستعدة أن تتركي الدنيا كلها وتنضوي تحت جناح رجل حقيقي يحترم ضعفك ويحنو عليه ولا يضيف منه إلي رصيد عظمته الزائفة، عندما ألقيت بأحمالك علي أعتابي سمعت نفسي أقول لك: أحبك وأتمني أن أقضي العمر معك.. أحب الأطفال مثلك وأريد أن أصير أباً، أحلم برفقة إنسانة ذكية ومتفوقة وحنونة، مازلت أتذكر دهشتك وارتباكك والتماع عينيك ببريق الفرحة.



في اليوم التالي التقيتك في مطعم «برستيج»، كنت في غاية الروعة، ورغم الحيرة البادية كان وجهك رائقا ينطق بالسعادة، كنا لا نزال تحت تأثير مفاجأة الأمس، ورأيتك تنهضين لفتح بابك بعد أن سمعت طرقاتي عليه، وارتفعت توقعاتي من الدنيا لتصل عنان السماء حين فاجأتني بقولك: هل تعرف أن ما قربني منك هو أن لك موسيقي داخلية هامسة مضبوطة علي موجتي؟. ومع ذلك فقد أخافني سؤالك: «أيدوم لنا بستان الزهر؟».

في اللقاء الثالث علي النيل كان الأمر مختلفاً.. ظلال الفرحة التي رأيتها قبل أيام رحلت.. بقيت الحيرة وأضيف إليها القلق والتوتر، وبدا لي أن رغبة في المقاومة قد حلت محل الرغبة في المضي نحو السعادة، كنت تصمتين كثيراً وتشردين بعيداً، ولم يفلح اجتهادك ادعاء المرح في أن يخفي حقيقة أنك تتألمين


في اللقاء الرابع كان التدهور قد بلغ مداه، ذهبت إليك في الأقصر، حيث كنت تعزفين في حفلة رجل الأعمال التي أقامها لأصدقائه بين الآثار، عندما طلبت حضوري أحسست أنك تستنجدين بي، يومها لم تكن ملاحظتي بشأن رجل الأعمال الذي يأتون له بالفيليه المشوي والأرز بالخلطة والموسيقيين الموهوبين في صحن واحد.. لم تكن هي ما أغضبك..



كنت غاضبة من الحياة ذاتها، كان حديثنا في تلك الليلة بطعم جهنم، وأعترف بأني لم أعرف التعاسة كما عرفتها حين رأيتك تفتحين حقيبة يدك وتفرغين محتوياتها علي المائدة قائلة: ماذا تريد مني؟ هذا هو ما ستجده عندي.. توفرانيل وبروزاك ومضادات للتعاسة و.. قيئا أغالبه طول الوقت، وقتها شعرت أن نصف ندي يحارب نصفها الآخر،



وتمنيت أن أعرف أيهما النصف الحقيقي، لشد ما وددت أن يكون هو النصف الذي أحببته، إذاً لحاربت الدنيا من أجل أن أحميه وأصونه، حاولت أن أخفف عنك وقلت صادقاً: إن لديك الكثير الذي لا تدركينه، لديك ذلك العطر الإنساني الفريد الذي تسلل عبيره إلي نفسي وأخذني إليك، لديك كل ما يحتاجه إنسان ليكون إنساناً.



من أغرب الأشياء أن أحد الأشخاص من معارفك مر بنا في تلك اللحظات.. هل تذكرين؟ وجدتُ ابتسامتك تظهر وكآبتك تستحيل مرحاً وكأنك ترفعين «الأفيش» المبهر في وجه الدنيا!.. عارفة يا ندي أحيانا أحس أنك مستاءة مني بسبب أنك أطلعتني علي دخيلة نفسك وفتحت لي نافذة علي روحك فلم يعد بوسعك أن تنعمي برؤيتي مبهوراً بالفنانة الجميلة المرحة ذات الحضور والشخصية.



ندي.. مر وقت طويل ولا أدري ماذا أفعل، أنا لا أشعر بالوحدة، بل أشعر بما هو أقسي وأمّر.. أشعر بالوحشة. الوحدة يكفي علاجاً لها العثور علي رفيق، أما الوحشة فتحتاج لتغيير العالم!.


Sunday, April 22, 2007

سقوط ضحية جديدة من طيور التدوين المصريين الأحرار

M1






















نقلا عن موقع ثروة_مصر

سقوط ضحية جديدة من طيور التدوين المصريين الأحرار


اعتقال عبد المنعم محمود هو القشة التي قسمت ظهر حرية التعبير في مصر



القاهرة – 21 أبريل 2007



في الساعات الأولى من يوم الأحد 14 أبريل 2007, التهمت سجون النظام الجائعة لكل صاحب رأي مغاير وليمة سمينة كان الطبق الرئيسي فيها شاب مصري يبلغ من العمر 27 سنة, أحترف مهنة الصحافة الخطرة و هوى لعبة التدوين الأكثر خطورة, في حين تشكلت بقية الوجبة من دفعة جديدة من معتقلي جماعة الأخوان المسلمين التي يصفها النظام و سبق و أن وصفها رئيس الجمهورية في تصريح صحفي له بـ "الجماعة المحظورة", أما الشاب المصري الذي يفتخر بالانتماء إلى تلك الجماعة "المحظورة" فهو عبد المنعم محمود محرر مدونة أنا أخوان, و الذي أشتهر بين الجميع بدماثة خلقه و لين جانبه.



يقبع الآن عبد المنعم في سجون النظام على ذمة قضية هو أبعد ما يكون عنها, حيث وجهت له نيابة شبرا الخيمة التي أجرت التحقيق معه في اليوم التالي مباشرة لاعتقاله تهمة "عضوية منظمة محظورة و تمويلها", و قضت النيابة بحجزه على ذمة التحقيق 15 يوما قابلة للتجديد. في حين يؤكد المقربين من عبد المنعم أن السبب الحقيقي من وراء اعتقاله هو تناوله لموضوعات و قضايا مدعمة بالصور تفضح عمليات التعذيب التي تمارس ضد المواطنين في مصر و التي كان هو نفسه أحد ضحاياها عند تم القبض عليه في قضية أخرى عام 2003. حيث كانت وسيلة عبد المنعم في ذلك هي عمله الصحفي و مدونته التي تعد من أشهر المدونات التي تتحدث عن جماعة الإخوان المسلمين و تغطي فعالياتها.



أتت الملاحقة الأمنية و التي انتهت بالقبض على المدون الإخواني عبد المنعم محمود في أعقاب الحكم بالسجن على المدون العلماني كريم عامر بالحبس أربع سنوات, و الذي سبق و دافع عبد المنعم عنه من باب إيمانه بحرية الرأي و التعبير و بطلان سجن المدونين أيا كانت انتماءاتهم لمجرد تعبيرهم عن رأي منافي لما تراه الحكومة. و لعل القبض على الشابين المختلفين تماما في كل شيء – عدا أن كليهما مصري و كليهما مدون – هو بمثابة تأكيد على بطلان الاتهامات التي وجهتها النيابة لكل منهما, و أن التهمة الحقيقية التي لهم و لنا جميعا كل الشرف في أن تنسب إلينا ما هي إلا حب الوطن و الدفاع عنه و لو بكلمة.



تقول داليا زيادة محررة ثروة_مصر "إن اعتقال عبد المنعم محمود, المدون و الصحفي و الناشط بجماعة الإخوان المسلمين هو القشة التي قسمت ظهر حرية الرأي و التعبير في مصر. الأنظمة القمعية فقط هي التي تعطي لنفسها الحق في سجن أي إنسان عقابا على كلمات, مجرد كلمات, خرجت من فاه أو كتبت على الإنترنت أو نشرت في جريدة, لا يجوز أبدا أن يكون السجن سلاحا لقتل الكلام" و تساءلت زيادة "بالأمس كنا ندافع عن كريم عامر و اليوم ندافع عن عبد المنعم محمود, و لن نكل أبدا من الدفاع عن ألاف المدونين و الصحفيين المنتقدين للنظام حتى ينال كل مواطن على بساطته حقه المطلق في حرية الرأي و التعبير الذي يضاهي الحق في الماء و الهواء"



من بين تلك الغيوم التي لا تبشر بأي خير على مستقبل مصرنا الغالية, تعيد ثروة_مصر مطالبتها للحكومة المصرية برفع أيديها عن المدونين و الصحفيين و المعارضين على اختلاف توجهاتهم و معتقداتهم, لأن جزءا من الحرية و الديمقراطية التي تدعيها الحكومة المصرية و التي تنادي بها أغلب الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها مصر, تلزمها بذلك. كما نطالب النيابة بإعادة النظر في قضية المدون و الصحفي عبد المنعم محمود و التعجيل بإثبات إدانته في التهم المنسوبة إليه أو تبرئة ساحته و الإفراج عنه فورا.


-----------------------------------------

الصورة: من مدونة أنا أخوان و تضم عبد المنعم محمود يمينا و مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين يسارا

Sunday, April 15, 2007

من كريم إلى منعم ولا عزاء لحرية الرأي و التعبير في مصر




بالأمس, رميتموني بأشنع التهم و أحطها و أنكرتم علي حقي في الدفاع عن كريم عامر, أشهر منتقد لدين الإسلام مؤخرا, و غدا ستتهمونني بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين لأني أؤيد عبد المنعم محمود أحد الشباب البارزين في فصيل الإخوان و سأدافع عنه بكل ما أوتيت من قوة, بينما أن ضد أفكار الجماعة – مع كامل احترامي لها – على طول الخط, و لكني سأبقى دائما ما حييت محاربة أتمنى من الله التوفيق في سبيل حرية الرأي و التعبير في بلد اشتاقت إلى نسمات الحرية بقدر ما اشتقت أنا إلى الحياة بحق

Thursday, April 12, 2007

من إمتى السجن كان سلاح قتل الكلام - قصيدة جديدة من داليا زيادة





In response to all violations committed against freedom of expression in Egypt, I wrote this poem. Hope you'll like it:

سلاح قتل الكلام

داليا زيادة




كما العبيد أسير

من أول ما أتولدت

و الأصل إني حر




زي العصفور أطير

و حولي ألف سد

و سنين عمري تمر




جوه السجن الكبير

بالحرية حلمت

و صحيت على نار و ذل



لقيت جنبي العساكر

شمال .. يمين .. أمام

ثم للخلف در




يا ناس عشي الصغير

مش أرض معسكرات

و الحلم جوه قلبي

من قبل ميلاده مات



خايفين من أيه يا أقوي

من مليون حد زيي

بيكرهوا السكات؟




أملاكنا كلام هزيل

ع النت و ف الجرايد


و شوية لافتات



يا ريت بس تسيبونا

نفضفض و السلام

من أمتى السجن كان

سلاح قتل الكلام؟


Wednesday, April 11, 2007

نفسي بس ارتاح شويه

على فكرة كده كتير, أنا تعبت من الكلام في السياسة و نفسي أستريح شوية, هو فيه أيه بالظبط, أنا بالطريقة دي ممكن يجرى لي حاجة
لكن أزاي بس هبطل كلام ف السياسة و احنا بلدنا في تدهور يوم بعد التاني
لا أنا ما ليش دعوة أنا لازم أخد هدنة, يعني مش هيبقى الشغل سياسة في سياسة و هتبقى الحياة كمان سياسة و في الشارع و في البيت و مع أصحابي و مع أخواتي و في التليفزيون و مع ماما و كمان ع البلوج
واضح إني اتجننت فعلا, عموما معلش استحملوني, و ممكن تتفرجوا معايا على الكليب ده؟ و أنا بهديه عموما لإنسان عزيز قوي على قلبي, مش هينفع أقول أسمه علشان ما ندخلش في السياسة بردوه ... يا ربي فيه أيه اللي أنا بقوله ده؟
معلش يا جماعة تاني مرة, شوفوا الكليب و أنا هسكت خالص أحسن


Monday, April 09, 2007

بهدوء: ما آلت إليه بعض الحكايات في مصر

Questionmark




















كتب: وليد راشد

waleedrahed83@hotmail.com





دعوني أسألكم تساؤلات ليس مضمونها أنني صاحب فكر أو عقيدة أريد أن أقنعكم بها؛ بالعكس تماما أرى أنني أكتب للوصول للحقيقة و ليس لإدراكي الحقيقة ... و الحقيقة كما قال نجيب محفوظ بحث و ليست وصولا ... و إلا ما كان سلمان الفارسي باحثا عن الحقيقة.




عموما أريد أن أعرف ما آلت إليه بعض الحكايات في مصر و منها




- ما هي نتيجة التحقيقات في قضية المبيدات المسرطنة ... أقصد قضية يوسف والي؟



- من هو المسئول عن مذبحة بني مزار بالمنيا بعد صدور الحكم ببراءة المتهم الوحيد فيها؟



- ما هي نتيجة التحقيقات في حريق قصر ثقافة بني سويف؟



- أو مثلا ما نتيجة التحقيقات في تصادم قطار قليوب؟ و قبلها قطار الصعيد؟



- و ما نتيجة التحقيقات في قضية في حادثة غرق العبارة السلام؟



- و ماذا حدث في قضية أكياس الدم الملوثة؟




متأكد أن ذاكرتي خانتني وفقدت الكثير من الأحداث و التساؤلات التي لا أعرف لها إجابة





وهكذا هي مصر حدث و ثورة تتبعه هي كبلونة الاختبار لا تعدو أكثر و لا أقل و بعد كل ثورة ننسي الحدث حتى نستيقظ على حدث جديد!




هكذا هي مصر حتى يأتي التوريث أو قل فترات التوريث على أساس أن مدد الحكم الرئاسية ليست محدده ... فلم أعد أشك أن تلك اللحظة قادمة قادمة لا محالة!




نعم التوريث قادم حتى و إن لم يكن جمال مبارك يسعى إلية و لا يريده ... لكنني لا أرى سيناريو للمستقبل غير ذلك




أو أن يشاركني أحد في تخيل المستقبل و حينها أقنع نفسي فأستوعب و أصدق.




تعرفون لما التوريث قادم؟ لأن كل مشاكلنا و قضايانا انحصرت بين حكومة و نظام نراهم فاسدين و إخوان نراهم مقصرين و أحزاب على الطريق ممنوعة تنشد ممنوعات أحمد فؤاد نجم و حركات و أصوات و اعتصامات.




هذه كل مشاكلنا... كم عدد كل هؤلاء من مجموع الشعب المصري؟



خنقنا مصر معنا و قتلناها مع سبق الإصرار و الترصد في مجموع عشرة ألاف شخص يملكون الزمام هم من المجموع العام قليل القليل ... قتلناها يوم أن تركناها موال في غنوة و أنشودة صبر في ملحمة لا أكثر من ذلك!




عندما تابعت التقارير الخاصة بالاستفتاء الأخير سمعت ردود و تعليقات حينها فقط أدركت أين نقف و لماذا كان التوريث هو مستقبلنا لا محالة, فذاك رجل أخذ منه العمر ما أخذ وجالت به الدنيا يمينا و يسارا يرد على سؤال عن رأيه في التعديلات الدستورية قائلا: "و الله العظيم ما اعرف حاجه ولا ليّه دعوة بأي حاجه". هكذا كان رده! و كأنه ينفي عن نفسه جريمة المعرفة أو أن يدرك حقوقه ... ذاك في نظره جريمة تستحق النفي.




و تلك سيده أخرى ترد على ذات السؤال قائلة: "يمكن لما نقول موافقين و نقف جنب الريس هو كمان يقف جنبنا و يرخص الأسعار". نعم سيقف جنبا الرئيس بعد 27 سنة من حكمه كما لم يقف من قبل ... عموما هكذا كانت تفكر العقول و تدرك الأمور.




أدركت ذات يوم أن كل مشاكلنا مع النظام الحاكم تنحصر في تشجيع الناس على المطالبة بحقوقهم! لهذا كنت أعمل و لكن للأسف أدركت فجأة و بلا مقدمات و لا سلامات و لا تحيات أن الناس أصلا لا تدرك أن لها حقوق لتطالب بها, و إلى أن نصل لتلك العقول و القلوب من الناس التي نسيناها و أدركنا أننا من بلد غير تلك البلد التي يعيشون فيها نقول وقتها لا توريث و أهلا بالديمقراطية الحقيقية.




دعونا نتخيل بهدوء حكم جمال مبارك و دعونا نتوقع من سيكون رئيس وزارته الأولى؟ و بالتأكيد يهمنا معرفة من هو وزير الإعلام فالترشيحات كثيرة ... أو وزير الداخلية وهنا الترشيحات أكثر.




دعوني أقول لكم بهدوء شيئا اتهمت به كثيرا أنني متشائم و لا أرى الدنيا إلا سوداء كحلاء و أحيانا لا زرع فيها و لا ماء .... هكذا أكون في عيون الآخرين ... و لكنني و كما يعرفني كثيرون متفائل بشده و أرى الدنيا خضراء و أحيانا "بمبي" و أنشدها مع سعاد حسني كاملة ... و لكنني أريد أن أكون واقعي و أرى واقعنا كما هو حتى و إن لم يكن كما هو يسعدني ... لكن ضروري أن أراها طبيعية و واقعية حتى أستطيع أن أفكر و بهدوء.




وإذا سألك أحد من مصر عن "أيه النظام؟" و بلغة الشباب فقل له "النظام .. نظام الحزب الوطني"