Monday, December 12, 2016

هيومان رايتس ووتش والتنظيمات الإرهابية يد واحدة


تفجير الكنيسة البطرسية مصر

لم يفوت كينيث روث مدير "هيومان رايتس ووتش" فرصة أن يصطاد في الماء العكر كالعادة، وبمنتهى الجهل بأبسط قواعد حقوق الإنسان التي يتستر وراءها، نشر تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر بعد دقائق معدودة من تفجيرات الكنيسة البطرسية صباح يوم الأحد، تلاعب فيها بدم بارد بمصاب المصريين المفجع في تفجير المصلين الأبرياء العزل، وحول الأمر من مصيبة وطن إلى قضية طائفية، وأخذ يلوم أقباط مصر كطائفة – لا كمواطنين – على دعمهم لوصول الرئيس السيسي لحكم مصر ومناهضتهم لحكم الإخوان، وراح يدّعي بنبرة تشفي واضحة أنهم الآن يدفعون ثمن اختيارهم! 

كينيث روث الذي يقود واحدة من أقدم منظمات حقوق الإنسان في العالم لم تدفعه مشاعره الإنسانية – إن وُجدت أصلاً – لتقديم ولو كلمة تعزية لأسر الشهداء، ولم يدفعه ضميره – إن وُجد أيضاً – أن يقدم ولو كلمة إدانة واحدة ضد الإرهابيين الذين فجروا كنيسة بها نساء وأطفال آمنين دخلوا إليها ليصلوا.  

هيومان رايتس ووتش منظمة تسيء استغلال قيمة سامية مثل حقوق الإنسان لخدمة أجندات سياسية حقيرة تستهدف أمن واستقرار الدول لخدمة مصالح أطراف بعينها، تماماً مثلما يستخدم الإرهابيون الدين ستاراً لإجرامهم الذي يتم توظيفه من أصحاب نفس المصالح الخبيثة. مثلها في ذلك مثل قناة الجزيرة التي نقلت بالحرف كلام روث وشكلته كما يحلو لها لتلوم المصريين على وقفتهم التاريخية في وجه نظام جماعة الإخوان الإرهابية. 

وليست هذه المرة الأولى التي يستغل فيها هؤلاء مصائب المصريين ليلحقوا اللوم بالقيادة السياسية والرئيس السيسي شخصياً، الذي يعرف القاصي والداني ما يفعله هو وفريقه من مستحيلات لوضع مصر على قطار التنمية، والصعود بنا نحو الديمقراطية الحرة التي ثرنا مرة من أجل الحصول عليها، وثرنا مرة ثانية حين حاول الإخوان سرقتها منا. 

ما زلنا نذكر لهيومان رايتس ووتش وصديقاتها موقفهم من ذبح داعش لعشرات المصريين في ليبيا قبل عامين، والذي صمتت عنه طويلاً حتى لم تعد تقوى على مواجهة ما تلقته من انتقادات، فخرجت ببيان هزيل يصف الشهداء بأوصاف طائفية ويلصق تهمة قتلهم، لا لتنظيم داعش الذي ذبحهم واستحل دمهم على مرأى ومسمع العالم، بل بالظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها مصر، والتي كان لهذه المنظمات يد في وصولنا لها من البداية مستغلين تلهف المصريين للتنعم بمزيد من الحقوق والحريات. 

حاشا لله أن يُفهم كلامي على أنه استهانة بالمصيبة الكبيرة التي أدمت قلب الوطن، بل هو محاولة لتفتيح عيوننا على ما يتعرض له وطننا، فقد حاول أعداء الوطن الشهر الماضي إسقاط مصر عن طريق اللعب على وتر الصعوبات الاقتصادية، وغضب الناس من غلاء الأسعار وتحرير سعر الدولار، فخذلهم الشعب المصري العظيم ولم يستجب لدعواتهم المغرضة بإشاعة الفوضى. 

فانتقل أعداء الوطن على الفور إلى الخطة باء، باللعب على وتر القضية الطائفية، واستغلال تفجيرات الكنيسة البطرسية لإخراج الأمور عن سياقها وتوجيه ماسورة مدفع الغضب نحو القيادة السياسية التي تحارب الإرهاب، بدلاً من توجيهها نحو من أرتكبوه في الأصل، لكن هيهات أن يسقط المصريون في نفس الفخ مرة أخرى. 

إن معدن المصريين الأصيل لا يظهر إلا في أوقات الشدائد، وستشهد الأيام القادمة كيف سيحول المصريون هذه الانتكاسة إلى قوة دفع نحو المستقبل الذي نطمح إليه ونريده. رحم الله شهداء الوطن وأسكنهم فسيح جناته، وسيبقى المصريون على قلب رجل واحد وسنحقق ما نريد لوطننا مهما حاول المغرضون تشتيتنا أو إرباكنا.