Saturday, February 23, 2008

تبت أيديكم – عن الضمير العربي و الغناء العربي




خاص ثروةمصر - كتب: محمد عطية

فى وسط الحصار وفى عز البرد و تحت آنين و بكاء الأطفال و عويل النساء تطالعنا إحدى الفضائيات كل ساعه و تعلن عن أوبريت يدعى الضمير العربى.

أولا تلك هى المرة الأولى منذ أن تفتحت عيناي على الدنيا أسمع عن شىء اسمه "الضمير العربي" و كأن الضمير العربي طفل تائه و الآن جهابذه الفضائيات ينادون عليه! و يبدو أن موسم البكاء و العويل على طريقة: (جايز ظلام الليل يبعدنا يوم إنما يقدر شعاع النور يوصل لأبعد سما) بدأ و مع الاسف. و لا شوفنا شعاع و لا حسينا بنور و لا حتى فتيل لمبة جاز توحد ربها فى تلك الأيام القارصة البرودة بينما حكامنا على رأى عمنا احمد فؤاد نجم:

"مارأيكم دام عزكم يا انتيكات

يا محبوسين فى المأكولات والملبوسات

يا دافينين ومولعين الدفايات

يا بتوع نضال آخر زمن فى العوامات"

وكأن الحال لم يتغير جيفارا مات وغزة تحت الحصار و العراق يموت و هم لازالوا على شاكلتهم و إن تغيروا فالحال واحد. بالطبع حكامنا ميئوس الأمل فيهم (مرمي طوبتهم) و لا ننتظر منهم أى تحرك مهما كانت أهميته و من الأجدى توفير الوقت و المجهود فى الإتصالات الرسمية و غير الرسمية لوقف المعاناة حيث لن تجدى و لن تنفع.

أما بسلامتهم مطربينا الأفذاذ عجيب أمرهم بيتعاملوا مع القضايا الوطنيه و بالأخص القضيه الفلسطينية بمنطق السبوبة و أهي مشاركة و السلام و كأن دور المطرب هو الغناء داخل المذبحة و فوق أتلال الخراب و تحت قصف الطيران فى وقت لا صوت فيه إلا صوت المعركة.

استوقفنى خبر عن قصيده غنتها الرائعه جوليا بطرس (لبنانيه – مسيحيه) لسماحه السيد حسن نصر الله (مسلم – شيعى) بعنوان (أحبائى) و تبرعت بإيرادات مبيعات السى دى الخاص بالقصيدة و قامت بعمل جوله فنيه بغرض جمع مليون دولار لأهالي شهداء الجنوب في القصف الإسرائيلى إبان الحرب على لبنان و قد وفقها الله و قامت بجمع 3 مليون دولار و قامت هى بنفسها بتسليم تلك المبالغ يدا بيد لأهالى الجنوب و هذا ليس بجديد على جوليا بطرس فالمتابع الجيد لأعمالها بدءا من (إحنا الثورة والغضب) مرورا بـ (وين الملايين الجيش العربى وين) و حتى رائعتها (أحبائى) سيجدها حتما لا تغنى وسط الهوجه أو تهرول لعمل أغانى تتحدث عن قضايا مهمة و وطنيه وهى بعيدة كل البعد و كل الفهم عما يحدث و للأسف فالكل يعتقد أن لبنان هى هيفاء و نانسي و باسكال و دومنيك و نسوا أن لبنان الحقيقى فيروز و الرحبانية و جوليا بطرس و مارسيل خليفة.

أستوقفني خبر أدهشنى عن قيام المطربه الكولومبية (شاكيرا) ببناء مؤسسه تدعى (آليس) وتعنى بالأسبانية (الأجنحة) وتخصيص مبلغ 30 مليون دولار حسبما جاء فى الخبر لصالح تطوير التعليم والصحه فى دولتين من دول امريكا اللاتينيه و ادهشني أكثر هو أن مطربة مثل شاكيرا لا نرى فيها سوى جسد يتلوى و يتراقص أمام الجميع على المسرح على دراية كاملة بأوضاع فقراء قارتها و اهتمامها بأن يكون التعليم و الصحه هو حق و واجب لكل طفل و قامت بتسمية المؤسسة "اليس" حيث اشارت الى ان التعليم والصحه هما الجناحان اللذان نحلق بهما نحو تنميه أفضل و نحو مجتمع سليم.

أما مطربونا العظام الذين يتجولون فى أسواق دبى و باريس و لندن و يركبون السيارات الفارهة و يتركون شركات إنتاج ليذهبوا إلى شركات أخرى مقابل دولار زيادة فى العقد لم يفكروا سوى فى سبوبة الضمير العربى و بعد أن أفقنا من غيوبه الحلم العربى الذي تعاملوا معه فى وقتها على أنه حدث الألفية و من يقتنى تلك الأغنية كأنه اقتنى جرام زئبق أحمر اتحفونا بالضمير العربى فالمطرب الكبير سوف يتنهد و يكشر و يعقد حاجبيه و هو يلقي بالجزء المخصص له في الاستديو ثم تتبعه المطربه الفاتنة و هي متخلية عن ميكياجها الصارخ وقارا و إجلالا للحدث ثم تزرف دمعتين لزوم التصوير و تلقي بالكلمتين و تذهب إلى بيتها تنام نومة هادئة لا تبالي و كأن دورهم أقتصر على الغناء بل قل المزايدة على القضية بتلك الأوبريت الأهبل الذي لن يختلف عما سبقه و بعد ذلك كما يقول المثل الشعبى خالتى و خالتك و اتفرقوا الخالات!!

الحلم العربى الذى بنى من أساسه على مصالح فنيه بين حميد الشاعرى و فرقته و بين حلمي بكر و فرقته بعد إيقاف حميد الشاعرى عن العمل جاء إلينا هذا الوهم العربى ليعلن حالة المصالحة فى أغنية من ألحان صلاح الشرنوبى و حلمي بكر و من توزيع حميد الشاعري و كانت تلك فرصة و نقطة إنطلاق لبعض المطربين الذين لم يكن لهم أي جمهور مصرى.

أما الضمير العربى فتطالعنا شاشه زووم يوميا بإعلانات تلك الأوبريت ثم تستأنف الهرج الفنى الذى تبثه يوميا دون أدنى حس و تتعامل معه بمنطق إعلاني بحت حيث أن يوم بث الأوبريت ستكون نسبة المشاهدة عالية و هذا سيجر من ورائه إعلانات و أرباح لا طائل لها و كأن دورهم هو الغناء والمساندة بالبلدى كده (بؤيئى).

المقاومة بالغناء له أصول و قواعد إنما باوبريت لن يسمعه سوانا إذن (إحنا بنغنى ونرد على نفسنا) لا الغرب استمعوا و أدركوا فداحة المذابح و لا تحركنا نحن و أنقذنا الموقف هل القائمين على الكليب أدركوا أن مسألة التعاطف وحدها لا تكفى الأمة العربية التي تصحو فيها كل يوم على مذابح في العراق و اغتيالات في لبنان و حصار فى غزه هل هذا الاوبريت سيفيقها من غيبوبتها؟ أشك نحن لم تعد تأثر فينا لا أخبار مذابح أو اغتيالات أو حصار نحن فقدنا القدرة على البكاء حتى من كثرة المصائب و لم نعد نندهش مما يحدث.

يا جهابذه الفضائيات و يا مطربينا الأفاضل فكوا عنا أنتم الآخرون لن يفيدنا غناكم فى شيء لن يمنع الحصار و لن تتوقف المذابح و لن يشفي مرضانا و لن يرحم شيوخنا و يهدىء من لوعة أراملنا أو يضحك أطفالنا. يا جهابذة الفضائيات و يا مطريبنا الأفاضل الموت و الحصار و البرد سبق كل شيء و مات الكلام و لم يعد يفيد الغناء في شيء.

و استعير هنا كلمات الأستاذ الفاضل حمدي قنديل في حلقته الممنوعة من برنامج رئيس التحرير:

فلسطين لا تحتاج إلى دعم ...

فلسطين لا تحتاج إلى مال ...

فلسطين لا تحتاج إلى اجتماعات...

فلسطين لا تحتاج إلى بيانات...

فلسطين لا تطلب سوى السلاح ...

أعطوها السلاح أو فلتفكوا أيديكم عنها...

تبت أيديكم تبت أيديكم تبت أيديكم!

Thursday, February 21, 2008

حكاية عصفور أدرك مؤخرا أن له جناحين



سأحكي لك حكاية.. حكاية عصفور أدرك مؤخرا أن له جناحين


يحكى أنه في زمن يشبه فصول الصيف و مكان يشبه تلك الأماكن كان هناك عصفور صغير يحيا حياة طيبة بين أمه و أخوته داخل العش المثبت فوق فرع شجرة،حياة لم يعيبها إلا أنها كانت مجرد حياة، و لأن العصفور لم يكن كبقية أقرانه، دفعه طموحه إلى معرفة المزيد عن هذا العالم، لذلك كان يضيق دائما بالحدود التي وضعتها لأجله أمه بالتآمر غير المعلن مع الظروف المحيطة، و دفعه هذا إلى استعجال أمره.. فبمجرد أن تعلم المشي، وجد في نفسه الشجاعة لأن يقفز من فوق الشجرة غير مكترث بما قد يترتب على ذلك، توقع كل المخاطر الممكنة و استعد لمواجهتها لكنه أبدا لم يتوقع أنه ربما يسقط على الأرض فيموت، كانت ثقته في جناحيه كبيرة جدا. وطبعا كان مخطئا!


في لحظة غفلة من الأم، قفز العصفور الصغير و عندما وجد نفسه يسقط، فرد جناحيه عن أخرهما لكنهما كانا ضعيفين جدا، خاناه! فمازال المسكين غضا صغيرا و ضعيفا.. و أخذ يسقط و يسقط حتى اقترب جدا من الأرض و علم حينها أنه ميت لا محالة فأغمض عينيه و توسل إلى الله أن ينقذه. و بالفعل أستجاب له "الرحمن" و دفع برَجُلٍ طيب (أو هكذا كان يبدو) ليمر من تحت الشجرة في هذا التوقيت تحديدا، و إذا بالعصفور يسقط على كتف هذا الرجل بدلا من أن يسقط على الأرض، و من رحمة الله بالعصفور المسكين أن جعل الرجل يحبه، فعطف عليه و عامله برفق و احتضنه بين يديه و أبقاه هناك طويلا جدا و أصبحا – العصفور و الرجل - صديقين حميمين أقرب ما يكونا إلى عاشقين متلازمين لا يفترقان أبدا!


كان العصفور الصغير يرى في هذا الرجل اختصارا لكل المعاني الطيبة في هذا الكون، مثلا كان يرى فيه الأمان المطلق، إذ بات كف الرجل للعصفور الصغير بيتا بديلا عن العش الموجود هناك فوق الشجرة، و أصبح العصفور الصغير يرى أن قبضة كفي الرجل القوية عليه مصدرا جيدا للشعور بالدفء الذي يحتاجه ليعيش، بينما كان يرى الآخرون أن إحكام الرجل قبضته على العصفور بهذا الشكل قد تقتله! و كان يرى العصفور الصغير أن في نسائم الهواء الزهيدة الممزوجة برائحة جسد صديقه و التي كانت تتسلل إليه عبر أصابع كفيه المطبقتين عليه.. كان يرى أن في هذه النسمات القليلة جدا ما يكفيه لكي يتنفس و يعيش! الغريب و ربما المضحك أيضا أن العصفور الصغير كان راضيا و سعيدا تماما و يشعر بحريته الكاملة في هذه الحياة التي كانت في حقيقتها حياة داخل سجن و الموت خير منها! طبعا كان مخطئا!


و الغريب و المضحك أيضا أن الرجل الذي كان العصفور الصغير – نتيجة لعدم الفهم الصحيح لحقيقة البشر – يرى فيه اختصارا لملذات العالم، كان هو بدوره لا يرى العصفور على أنه ذلك المخلوق الجميل القادر على الطيران و التحليق بعيدا كيفما شاء، بل كان يراه دائما مجرد "كتكوت" و اختار له هذا الأسم، و بات يناديه به طوال الوقت، و تجاهل كل احتياجاته الأخرى التي خلقه الله بها لأنه عصفور، إلى أن اقتنع كل من العصفور الصغير و صديقه الرجل بأنه مجرد "كتكوت" بدليل أن اجنحته لم تحمله عندما حاول الطيران للمرة الأولى، و بدليل أنه راض بالحياة الزهيدة تلك بين كفي صاحبه – راض بأن يكون مجرد تابع و ليست هذه شيم العصافير! لماذا فعل الرجل الذي كان يبدو طيبا هكذا بالعصفور؟ لا أحد يعرف، لكن الجميع عرفوا بما يشبه اليقين أن العصفور الذي توهم خطئا أنه مجرد كتكوت كان يعشق هذا الرجل و لا يرى في الكون ملاذا سواه، و كان يتوهم أن الابتعاد عنه هو مرادف آخر للموت. و طبعا كان مخطئا!


إلى أن جاء يوم و ألقى الرجل بالعصفور في الهواء دون سابق إنذار، و بلا سبب يذكر، يبدو أنه مل اللعبة، أو وجد له بديلا، و أصبح كل شيء يراه جميلا في العصفور – أو الكتكوت كما كان يحلو له أن يسميه – بالأمس هو كل شيء قبيح يستحق لأجله العصفور هذا النبذ اليوم، و فعلا طوح الرجل بالعصفور بعيدا جدا في الهواء، فراح العصفور المسكين – بينما كان معلقا بين السماء و الأرض – يبكي و يتوسل إلى صاحبه لكي يبقيه بين يديه التي لم يعرف سواهما له وطنا، لكن هذا الصاحب أدار له ظهره و تجاهله بعد أن نطق جملة واحدة: "أنت السبب! أنت من فعل بنا هذا يا كتكوت!" و أدار وجهه و رحل، دون أن يلقي بالا لما قد يواجهه العصفور الصغير من مصاعب.. و يا للعجب!


بينما كان العصفور معلقا في الهواء، و بداخله يقين بأنه مجرد كتكوت ذو أجنحة كسيحة لا تقوى على حمله و الطيران به، ثم الهبوط به سالما إلى الأرض، كان يظن بشدة أنه ساقطا لا محالة و أن لحظة الموت حانت، لكن الرغبة في البقاء على قيد الحياة كانت أقوى من كل شيء، فقرر العصفور أن يتوسل إلى الله من جديد لينقذه، فألهمه الله أن يكف عن الاعتماد على الآخرين هذه المرة و أنه ما من سبيل لإستعادة صاحبه الذي غدر، بل إن على العصفور أن يبحث في داخله و يتعرف على قدراته بنفسه و يستغلها، و بالفعل بين لحظة و أخرى، و بينما كاد العصفور أن يلامس الأرض و يموت وتنتهي قصته إلى الأبد، فرد جناحيه فوجدهما يرفعانه فعلا و قادرين فعلا على حمله، فأخذ يطير و يرتفع حتى وصل آفاقا أبعد و سماءا أرحب، و هناك أدرك أنه حقا عصفور، و أنه لم يعد صغيرا ليسمح للآخرين بإيهامه أنه شيء آخر غير عصفور جميل و حر. و كانت تلك المرة الأولى التي لم يخطئ فيها!


و هناك بعيدا في أحضان السماء الواسعة جدا، أكتشف العصفور الذي أصبح كبيرا أن دفء يدي من كان صاحبه ما هو إلا مجرد شرارة ناتجة عن احتكاك حجرين إذا ما قورنت بروعة الدفء الذي تمنحه له الشمس، التي راحت أشعتها الجميلة تداعب وجهه و تخبره سرا بأن الشمس أشرقت اليوم لأجله هو فقط على سبيل الاحتفال بتحريره أخيرا من قبضة الرجل، و أدرك العصفور الذي بات كبيرا أن دفعات الهواء المتدفقة إلى رئتيه هنا أجمل ألف مرة دون أن تكون ممزوجة برائحة كف صديقه الذي غدر! و في هذه المرة لم يكن مخطئا أبدا!


و بينما غاص العصفور في إحساس النشوة الجميل في احضان الطبيعة، تذكر صديقه و بدلا من أن يشعر بالحنق و الغضب تجاهه وجد أنه واجبا عليه أن يشكره، مرة لأنه أنقذه (غير قاصدا) من السقوط عندما كان صغيرا، و مرة لأنه طوح به في الهواء (مع سبق الإصرار و الترصد) و منحه تلك الفرصة العظيمة جدا للتعرف على روعة العالم الحقيقي بعيدا عن كفيه الضيقين جدا، فنظر العصفور للأسفل بحثا عن صاحبه القديم، نظر إليه فوجده بعيدا جدا جدا و صغيرا جدا جدا، فتعجب كيف أن يدي هذا الرجل العاديتين جدا كانتا تحمله! و كيف رأي فيه – و هو مجرد "رجل" – اختصارا لكل ملذات الكون!




Tuesday, February 19, 2008

الجامعة العربية تتهجم على حرية التعبير



يعرب مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان عن إدانته الشديدة للوثيقة التي اعتمدها مجلس وزراء الإعلام العرب بعنوان "مبادئ تنظيم البث والاستقبال الإذاعي والتليفزيوني الفضائي في المنطقة العربية".


ويؤكد المركز أن الوثيقة التي تتستر وراء لافتات أخلاقيات العمل الإعلامي تستهدف بالدرجة الأولى منح غطاء قومي وأخلاقي زائف لتقليص هامش الحرية الذي تمتعت به وسائط البث في عدد من البلدان العربية، تحت تأثير ثورة الاتصالات والمعلومات، أو نتيجة للضغوط الخارجية وأشكال الحراك المجتمعي من أجل الديمقراطية.


ومن المثير للسخرية أن جامعة الدول العربية، التي فشلت في إحراز إنجاز واحد في قضايا العرب المصيرية من فلسطين للعراق والصحراء المغربية وجزر الإمارات المحتلة، وصولا إلى لبنان وجنوب السودان ودارفور، يجري استخدامها كمنصة لهذه الهجمة "الوحدوية العربية" على حرية التعبير.


ولا يخلو من دلالة في هذا الصدد أن تأتي هذه الوثيقة بمبادرة من الحكومة المصرية التي تشهد فيها الحريات الإعلامية تدهورا خطيرا، تمثلت ابرز مظاهره في أحكام السجن التي تتهدد خمسة من رؤساء تحرير الصحف الحزبية والمستقلة دفعة واحدة، بخلاف مئات الدعاوى القضائية بحق الصحفيين التي ما تزال محل نظر من قبل المحاكم أو جهات التحقيق، فضلا عن حملات التحريض على الصحافة والفضائيات، التي يشارك فيها مسئولون ووسائل إعلام حكومية، تحت دعوى الخروج عن أخلاقيات المهنة والإساءة إلى سمعة مصر، من خلال نشر تجاوزات الشرطة بحق المواطنين ووقائع التعذيب. كما لا يخلو من دلالة أيضا أن ينضم لهذه المبادرة الملكة السعودية، التي تمارس سطوتها ونفوذها ليس فقط على الوسائط الإعلامية داخل المملكة، بل على العديد من وسائط الإعلام في المنطقة العربية.


و يؤكد المركز في هذا الإطار أن أية قواعد وثيقة الصلة بأخلاقيات العمل الصحفي والإعلامي ينبغي أن تستمد من المشتغلين بالمهنة ومؤسساتهم النقابية، كما ينبغي أن توكل مهمة تقييم الأداء الإعلامي ومدى التزامه بمواثيق الشرف المهنية إلى هيئات تتمتع بالاستقلال والنزاهة، ولا تخضع لنفوذ الحكومات.


و يلاحظ المركز أن الوثيقة تطلق يد الحكومات في استصدار ما يعن لها من تشريعات لإعمال المبادئ والقواعد التي تضمنتها الوثيقة، واعتماد ما تراه من تدابير بحق الوسائط الإعلامية، التي تخرق هذه القواعد، بما في ذلك مصادرة أجهزة البث وسحب أو وقف أو إلغاء تراخيص البث.


وعلى حين يروج أصحاب هذه المبادرة إلى أنها تستهدف الارتقاء بالأداء الإعلامي، وحماية القيم الأخلاقية والتصدي لدعاوى الجهل وإشاعة الخرافة والدجل، فإن هدفها الأسمى يتبدى في تحصين النظم العربية وسياساتها وممارساتها ورموزها من النقد والحيلولة دون مناقشة المشكلات الكبرى التي تعانيها المجتمعات العربية، والتي تجعلها أكثر مناطق العالم تخلفا.


ومن ثم لم يكن غريبا أن الوثيقة رغم ادعائها الالتزام باحترام حرية التعبير، بوصفها ركيزة أساسية من ركائز العمل الإعلامي العربي، فإنها سرعان ما تبادر إلى التملص من هذا الالتزام بالتأكيد على أن "تمارس هذه الحرية بمسئولية بما من شأنه تعزيز المصالح العليا للدول العربية". ومن ثم فقد استدعت الوثيقة كافة التعبيرات الإنشائية غير المنضبطة، التي تحفل بها التشريعات العربية والتي اعتادت الحكومات توظيفها دوما لمصادرة الحريات الإعلامية وحرية التعبير. مثل "الامتناع عن بث كل ما يتعارض مع توجهات التضامن العربي، واحترام كرامة الدول وسيادتها الوطنية، وعدم تناول قادتها أو رموزها الوطنية والدينية بالتجريح"، وغيرها من العبارات المطاطة المماثلة.


لقد سبق لمركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان أن أكد في دراسة حديثة منشورة حول فرص تحرير الإعلام في العالم العربي*، أن الطريق ما يزال طويلا أمام الانتقال لأن يجسد قطاع الإعلام السمعي والمرئي المعايير المتعارف عليها في المجتمعات الديمقراطية، لضمان حرية وتعددية واستقلالية البث الإعلامي.


ولو أراد وزراء الإعلام العرب بحق إعادة هيكلة وتنظيم وسائط البث في إطار داعم لحرية التعبير وحرية الإعلام، فإننا ندعوهم إلى العودة إلى حكوماتهم وإقناعها بتبني حزمة من التوصيات التي انتهت إليها الدراسة، والتي تشكل أساسا مشتركا لتعزيز الحريات الإعلامية، وفي مقدمتها:


1- مراجعة كافة النصوص التشريعية غير المنضبطة التي تفتح بابا واسعا لتجريم الرأي والنشر وتداول المعلومات عن طريق النشر أو البث.

2- إعادة النظر في مختلف القيود التشريعية التي تقف عائقًا أمام حرية تداول المعلومات والنفاذ إليها، والتي تصادر حق المواطنين في المعرفة.

3- تعزيز حق الإعلاميين في التمتع بمظلة الحماية النقابية، ومنح الإعلاميين الدور الأكبر في إعداد ومراقبة الالتزام بمواثيق الشرف الأخلاقية.

4- إنهاء سيطرة الحكومات واحتكارها لمجال البث العام، بما يضمن تحول هذا القطاع لمؤسسات خدمة عامة للجمهور، تتمتع بالاستقلالية على مستوى الإدارة والتمويل والبرامج، وبما يضمن إدارة هذا القطاع وفقا لاعتبارات المصلحة العامة للمجتمع، وبما يلبي ميول والاحتياجات المتنوعة للجمهور في مجتمع تعددي.

5- إخضاع إدارة وتنظيم قطاع البث السمعي والبصري إلى مجالس أو هيئات تنظيمية تتمتع بالاستقلال المالي والإداري، ويخضع اختيار أعضائها للأسس الديمقراطية، واعتبارات الكفاءة والخبرة. وتؤول إلى هذه الهيئات صلاحيات منح تراخيص البث، وفقا لمعايير الشفافية والعلنية. على أن يخضع عمل وقرارات هذه الهيئات لمراقبة الشعب، فضلا عن مراقبة القضاء.


* صدرت هذه الدراسة قبل نحو ستة أشهر تحت عنوان "الإعلام في العالم العربي بين التحرير وإعادة إنتاج الهيمنة".

Monday, February 18, 2008

ممكن يكون - قصيدة من داليا زيادة




ممكن يكون

داليا زيادة


أي شيء ممكن يكون

إلا إنك في حياتي ما تكون

و القاني وحدي في خوف و ليل

و درب مرعب كنت فيه كل الأمان

يوم غيابك

الشجون سرى في المكان

حاولت أصرخ أستغيث

حبيبي ما تسيبنيش أموت

ما لقيتش عندي غير سكوت

ما أنت كنت لصوتي صوت

و أنت كنت

في عمري معنى للوجود

كنت كل المعجزات

و نور ما يعرفش الخفوت

من يوم فارقت

متفرقة بيا الطرق

ما بين لقا و ما بين صدود

في جوفي قلب بيتحرق

متجرحة في أيدي الورود

و سؤال في صوتي بيرتعش

تايه و مش لاقي الردود

هل ممكن الأحلام تكون؟

هل ممكن الفرحة تعود؟

لو اتكتب لي أعيش بلاك

هاختار أموت

Saturday, February 16, 2008

ألوان طيبة يتوسطهم طائر شرير





أحمر و أبيض و أسود و نسر ذهبي... كانت تلك هى أولى الألوان التي تعلمتها في طفولتي، كانت تقول مُدرستي (و أمي الحبيبة في ذات الوقت) أن الأحمر لون دماء الشهداء الذين حرروا الأرض الطيبة منذ عهد أحمس و حتى اليوم و الأبيض لون قلوب المصريين الطيبين و الأسود لون الليل الساحر في سماء القاهرة الطيبة. أما الذهبي فهو لون النسر الموجود في منتصف العلم.

منذ فترة طويلة و أنا أحب اقتناء العلم المصري، عندي علم صغير في البيت، و علم متوسط الحجم في مكتبي، و بالرغم من ذلك لم أستطع أن أمنع نفسي منذ أيام فقط من شراء علم كبير جدا لأغطي به المقعد الخلفي في سيارتي.. و أصبحت من حين لأخر ألتفت إليه في فخر و كأني أريد كالمجنونة أن أتوقف في الشارع و ألتقط صورا للشباب الذين يلفون أنفسهم بعلم مصر عقب مباريات المنتخب في بطولة كأس الأمم الأفريقية.

يتجدد عشقي لعلم جمهورية مصر العربية مع مباريات كرة القدم التي يخوضها المنتخب, لست متابعة جيدة لبطولة كأس الأمم الأفريقية التي كان يلعبها الأبطال، لكني متابعة جيدة جدا لردود أفعال المصريين و فرحتهم و هتافاتهم التي تنم عن عشق أصيل لهذه البلد نادرا ما تجد له مثيل في كل العالم.

لكن ما يؤرقني حقا و يفسد علي سعادتي بتأمل مشهد العلم هو النسر الموجود في المنتصف إذ أنني لا أجد أي علاقة أو رابط بين النسر بلونه الذهبي و بين كل الألوان الطيبة الأخرى الموجودة في العلم.. فإن كان الأحمر لون دماء شهداء الأرض الطيبة و الأبيض لون قلوب المصريين الطيبة و الأسود لون الليل الساحر في القاهرة الطيبة فما الذي أتى بالنسر الذهبي وسط كل هؤلاء الطيبين و هو النسر من الكواسر – أي من الطيور التي تأكل اللحم – و أكيد أكيد شرير.

و بالرغم من أن الأيام أخبرتني بعد ذلك (سرا طبعا) أن الأحمر هو لون الحب و الأبيض لون السحاب و الأسود لون الظلام، فإنها لم تخبرني حتى اليوم بما يدل عليه اللون الذهبي أو ضرورة وجود نسر في قلب العلم أصلا!!

Thursday, February 14, 2008

ملك يديك أنا - قصيدة من داليا زيادة



إلى رجل أقتحم حياتي فعشقته و خرج منها فأدمنته: (أبويا الله يرحمه)

ملك يديك أنا

داليا زيادة


تقسو على قلبي الأيام

أبحث في نفسي عن مأوى

أجد ملاذي في عشقك!

أنا داخل غرفة جمعت يوما قلبينا

شهدت أني أمَــتُك

ملك يديك أنا

أو ملك يداي أنت

لا أبغي منك عتقا.

تملؤني الذكرى

أستشعر أحضانك

أتذكر كلماتك

و أدندن بالآهات حروفا من اسمك.

أدمنتك يا شمس الليل و قمر الفجر

حبك في قلبي يغمرني كفيضان النهر

منك بدأت .. فيك أذوب ..

لو عنك أغيب ..

يغيب العمر

Sunday, February 10, 2008

ألف مبروك لمصر .. و يعيش المصريين




العاشر من فبراير يوم تاريخي بكل المقاييس، أولا لأني أنتصرت على نفسي و قدرت آخد قرار نهائي بعدم الاستسلام لضعفي و هانفذه، و ثانيا لأن مصر فازت ببطولة أفريقيا عن جدارة .... النصر ده شيء أكثر من رائع

ألف مبروك لأم الدنيا مصر

بحبك يا مصر ... بالرغم من كل قساوتك ... بحبك


Invitation to HAMSA Conference on Non-Violence Activism


Dear friends and colleagues,

The American Islamic Congress (www.aicongress.org), working in conjunction with the International Center on Nonviolent Conflict (www.nonviolent-conflict.org), presents a five-day workshop on principles and techniques of nonviolent activism. The event will take place in Amman, Jordan (April 7-12).

The session is limited to two dozen participants. All costs (travel, hotel, food, and visa) will be covered. We seek to recruit open-minded individuals who are interested in learning and in putting ideas into action.

To apply to participate in the seminar, fill out the application (download application from here: APPLICATION) as soon as possible (deadline: Feb 23rd, 2008) and email it back to me

(DaliaZiada: dalia@aicongress.org)

or to

(conferences@hamsaweb.org)


Please, feel free to circulate.

Saturday, February 09, 2008

لأن المصائب لا تأتي فرادى ... مجدي مهنا و رجاء النقاش











لا أدري حقيقة لماذا نتوهم أحيانا أن العظام أصحاب الفكر ليسوا بشرا و ليس من حقهم المرض و الموت كالآخرين!

رجاء النقاش و مجدي مهنا في يوم واحد!

عاجزة هي الكلمات عن التعبير عما يدور في قلبي المجهد حدادا على وفاة الأستاذين.

لا حول و لا قوة إلا بالله.. إنا لله و إنا إليه راجعون.

Monday, February 04, 2008

إطلاق مسابقة "حلم مؤجل لكتابة المقال" للعام 2008



تعلن همسة عن إطلاق مسابقة المقال للعام الثالث على التوالي بعنوان حلم مؤجل. تطلب المسابقة من المشاركين الشباب إعلان موقفهم في الكفاح من أجل الحقوق المدنيةفي الشرق الأوسط. و ترحب المسابقة بكافة الكتاب الشباب من جميع أنحاء الوطن العربي و تدعوهم لتقديم مقالاتهم باللغات الإنجليزية و الفرنسية و الفارسية و العربية.


تقدر جوائز المسابقة هذا العام بعشرة آلاف دولار، و خمسين كتاب أخرى تقدم للمقالات المتميزة. كما سيتم عرض أهم المقالات على لجنة تحكيم مكونة من شخصيات هامة في العمل المدني، منهم على سبيل المثال لا الحصر أذار نفيسي مؤلف الكتاب الأكثر مبيعا ("قراءة لوليتا في طهران") و نجمة إم تي في الشهيرة باريسا مونتازران ("العالم الحقيقي") و المعارض السوري و البلوجر عمار عبد الحميد.


يطلب من المشاركين الإجابة على أحد الأسئلة التفاعلية المذكورة على موقع المسابقة الإليكتروني في صورة مقال. من بينها مثلا كتابة مقال عن الآلام المترتبة على قمع الحقوق المدنية، و عمل خطة لحملة فاعلة تدعو إلى تطبيق الحقوق المدنية، أو كتابة مقال تدور أحداثه في المستقبل يصف نجاح العمل من أجل الحقوق المدنية.


آخر موعد للتقدم في المسابقة هو 30 مارس. قدم مقالك اليوم! أدخل على موقع المسابقة الإليكتروني على:

http://www.hamsaweb.org/essay/ar-index.html


__________________________________________



“Dream Deferred Essay Contest” Launches 2008 Edition



HAMSA announces the launch of the third annual Dream Deferred Essay Contest. The contest asks young people to take a stand on the struggle for civil rights in the Middle East. Young writers from over 20 countries are welcome to enter the contest and can submit essays in English, French, Farsi, and Arabic.



This year’s contest offers $10,000 to ten winners, as well as 50 book prizes for other outstanding essays. Top essays will be reviewed by a panel of celebrity judges, including bestselling author Azar Nafisi (“Reading Lolita in Tehran”), MTV star Parisa Montazaran (“The Real World”), and Syrian dissident blogger Ammar Abdulhamid.


Participants are asked to answer one of several provocative questions. Options include writing about the pain of civil rights repression, outlining a plan for an effective civil rights campaign, or writing an article from the future describing a civil rights success.


The contest deadline is March 30. Submit your essay today! Enter online at http://www.hamsaweb.org/essay



Saturday, February 02, 2008

طفلة ساذجة رغم شيب الشعر - قصيدة من داليا زيادة



كتبت هذه القصيدة لنفسي في عيد ميلادي الشهر الماضي و قررت أن أنشرها الآن..


طفلة ساذجة رغم شيب الشعر

داليا زيادة


يا داليا طالت ليالي العتمة ف عنيكِ

الباب بعيد و انتِ متكتفة ايديكِ

الناس تشوفك تقول الفرح خدامك

و في الحقيقة مر الحزن ماليكِ



يا وردة عشقت لمسة كف راعيها

من كان بخمر الحب و الحنية يسقيها

دبلتي ليه لما أرتحل عنك و غاب

مش ده القدر؟ و الحقيقة؟ أقبليها



يا طفلة ساذجة رغم شيب الشعر

يا طيبة و عاقلة رغم أحترافها الشر

يا مركبة تايهة محتاجة ترسى ف بر

حياتنا مستاهلة نرويها حبة صبر



يا موجة جوه البحر استسلمت للشوق

لطير جميل يوم شافته أصبح لها معشوق

صدقتي وهم اشتباه اللون بين السما و البحر

نسيتي إن البحر تحت و حبيبك ف السما فوق!




يا داليا فوقي من سراب الوهم

و بايديكي أرسمي لي الحلم

محتاجة حاجة تدلني فين الطريق

محتاجة أشوف محتاجة بعض الفهم