Wednesday, September 30, 2020

Frenemies in the Caucasus: Turkey vs. Russia and Iran


After long three months of over-heated summer in the eastern Mediterranean, the conflict between Turkey and Greece came to a point of cautious calm. The Hellenic Navy Forces retreated to Salamis Base, a few days after Turkey withdrew its Oruç Reis research ship and escorting frigates back to Antalya, in mid-September. Yet, the Turkish military, hardly, had a chance to breathe before it finds itself involved in the renewed war on the Caucasus Mountains.

On September 27th, the world woke up to the disturbing news of the re-eruption of the decades-long conflict between Armenia and Azerbaijan, over the occupied Nagorno-Karabakh region. In August, Armenia launched an attack on the Azerbaijani border city of Tovuz, which led to the killing of 12 Azerbaijani soldiers and one civilian. Because of the intense mobilization of Syrian mercenaries, by both parties, the current episode of war between Armenia and Azerbaijan is expected to be the deadliest; even worse than the 1990s conflicts, which left behind tens of thousands of dead, from both sides.

Turkey is backing Azerbaijan, due to several historical, cultural and political reasons. Azerbaijani people are Turkic by ethnicity. The Turkish military is the de facto parent organization of the Azerbaijani military. In 1990s, the two countries signed bilateral agreements on defense cooperation and strategic partnership. According to these agreements, the two countries should provide “military support” to each other “upon demanding the right to self-defense under Article 51 of the United Nations Charter.” In that capacity, the Turkish military works closely with Azerbaijani military, through providing technical military consultations and personnel training in Turkish military institutions. In addition, Turkey and Azerbaijan armed forces are constantly executing joint military drills in Azerbaijan. 

On the most recent meeting between Azerbaijani President, Ilham Aliyev, and Turkish Minister of Defense, Hulusi Akar, in August; Aliyev said that his country aims to use the “powerful military-industrial potential” of Turkey, and thus, “Turkey will become Azerbaijan’s number one partner in the field of military-technical cooperation.” Russia, which is currently Azerbaijan’s top military exporter, felt threatened. The Russian officials and media, last month, warned against Turkey’s plans to establish a military base in Azerbaijan. If true, the proposed Turkish Military Base shall counterbalance the intensive and extensive Russian military presence in Armenia. 

Armenia is politically, economically, and militarily controlled by Russia. In Armenia, Russia plays the traditional role of the protector state of Orthodox Christians. Russia controls Armenian economy, culture, and politics. There is a strong long-term military presence of Russia, including militia deployment and training, inside Armenia. Russia has a military base in Armenia, which serves Russia and its ally Iran, more than it serves Armenia. In that sense, the hardline Islamist regime in Iran, is supporting the Orthodox Christian Armenia against the Muslim Azerbaijan. Although it might sound counterintuitive, but it is just another proof on how Armenia is merely seen as a province of Russia, rather than an independent state. 

Long story short, this new episode of war in south Caucasus is much bigger in size and influence than Armenia and Azerbaijan. It is a war between old frenemies: Turkey on one side versus its closest allies/competitors, Iran and Russia, on the other side. For the international community, Turkey is doing the world a favor by confronting America’s top enemy (Iran) and Europe’s and NATO’s top enemy (Russia). For the Middle East, North Africa, and the Mediterranean, this war shall give the region a chance to breathe and work quietly on finding political solutions to chronic crises, particularly in Syria and Libya, free from the pressure of Turkish political and military intervention.


أبعاد المواجهة بين تركيا وروسيا وإيران في القوقاز

 


بعد ثلاثة أشهر صيفية طويلة ومزعجة في شرق البحر المتوسط، وصل الصراع بين تركيا واليونان إلى نقطة الهدوء الحذر، حيث تراجعت قوات البحرية اليونانية إلى قاعدة سلاميس، بعد أيام قليلة من انسحاب سفينة الأبحاث التركية "ريس عروج" والفرقاطات المرافقة لها إلى شواطئ أنطاليا، في منتصف سبتمبر. ولكن قبل أن يلتقط الجيش التركي أنفاسه، وجد نفسه متورطًا في الحرب التي تجددت مؤخراً في جبال القوقاز.


في ٢٧ سبتمبر، استيقظ العالم على نبأ تجدد الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان، في إطار الصراع المستمر منذ عقود حول منطقة "ناغورنو-كاراباخ"، وكان قد سبق ذلك أن أرمينيا شنت، في أغسطس، هجوماً على مدينة "توفوز" الحدودية الأذربيجانية، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن ١٢ جندي أذربيجاني، من بينهم لواء وعقيد، بالإضافة إلى مدنيين، ومن المتوقع، أن يكون الصراع الحالي بين البلدين هو الأكثر دموية، بسبب نشاط كلا الدولتين مؤخراً في تجنيد ونقل ألاف المرتزقة السوريين إلى منطقة النزاع، ربما أكثر شراسة حتى من الحرب التي جرت بين الدولتين في حقبة التسعينات وحصدت أرواح عشرات الألاف، آنذاك.


تركيا تقف إلى جانب أذربيجان، في هذه الحرب، لأسباب تاريخية وثقافية وسياسية، إذ أن الشعب الأذربيجاني ينتمي للعرق التركي، والجيش التركي هو عملياً المؤسسة الراعية للجيش الأذربيجاني، حيث كان البلدان قد وقعا، في التسعينيات، اتفاقيات ثنائية حول التعاون الدفاعي والشراكة الاستراتيجية، تلزم البلدين بتقديم "الدعم العسكري" لبعضهما البعض "عند المطالبة بحق الدفاع عن النفس بموجب المادة ٥١ من ميثاق الأمم المتحدة"، ومنذ ذلك الحين، يعمل الجيش التركي بشكل وثيق مع الجيش الأذربيجاني، على تقديم الاستشارات العسكرية الفنية، وتدريب الضباط والجنود الأذربيجانيين في المؤسسات العسكرية التركية، كما تنفذ تركيا وأذربيجان باستمرار مناورات عسكرية مشتركة في أذربيجان.


وفي أخر اجتماع بين الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، مع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في أغسطس، قال علييف إن بلاده تهدف إلى استخدام "الإمكانات العسكرية الصناعية القوية لتركيا"، مما يعني أن "تصبح تركيا الشريك الأول لأذربيجان في مجال التعاون العسكري"، وهذا ما أثار قلق روسيا، من خسارة سوق السلاح الأذربيجاني لصالح تركيا، حيث أن روسيا هي أكبر مُصدّر عسكري لأذربيجان حالياُ، حتى أن بعض المسؤولين ووسائل الإعلام الروسية، خرجوا محذرين من خطط تركيا لإنشاء قاعدة عسكرية في أذربيجان، بدعوى موازنة الوجود العسكري الروسي الكثيف في أرمينيا.


أما روسيا فتقف إلى جانب أرمينيا، في هذه الحرب، حيث تسيطر روسيا، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، على أرمينيا، وتتعامل روسيا مع أرمينيا، بشكل رئيسي، عبر دورها التقليدي كدولة حامية للمسيحيين الأرثوذكس في العالم، كما تسيطر روسيا على الاقتصاد والثقافة والسياسة داخل أرمينيا، ويترتب على ذلك بالطبع الوجود العسكري الكثيف والقديم لروسيا، بما في ذلك نشر الميليشيات وتدريبها، في داخل أرمينيا، ولروسيا قاعدة عسكرية في أرمينيا تخدم روسيا وحليفتها إيران أكثر مما تخدم أرمينيا نفسها، وربما لهذا السبب فإن النظام الإسلامي المتشدد في إيران يدعم أرمينيا المسيحية الأرثوذكسية ضد أذربيجان المسلمة، فيما يبدو لكثيرين أمر غير منطقي بالنظر إلى السياسة العقائدية المتطرفة المعروفة عن إيران، لكن بالنسبة لإيران وغيرها من الدول، فإن أرمينيا ينظر إليها عادة كمقاطعة تابعة لروسيا أكثر منها دولة مستقلة، وبالتالي فإن دعم إيران لأرمينيا هو دعم غير مباشر لروسيا وسياستها في المنطقة.


باختصار، فإن هذه الحلقة الجديدة من الحرب في جبال القوقاز هي في الواقع أكبر حجمًا وتأثيرًا من أرمينيا وأذربيجان، إنها حرب بين الأعداء-الحلفاء: تركيا من جانب في مواجهة إيران وروسيا على الجانب الأخر. بالنسبة للمجتمع الدولي، ربما يميل أكثر لمباركة تدخل تركيا، ويعتبر أن تركيا تقدم خدمة للعالم من خلال مواجهة أكبر أعداء أمريكا (إيران) وأكبر أعداء أوروبا وحلف الناتو (روسيا). أما بالنسبة لنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وكذلك في حوض البحر المتوسط، ستمنح هذه الحرب، وانشغال تركيا بها، فرصة للمنطقة لالتقاط الأنفاس والعمل بهدوء على إيجاد حلول سياسية للأزمات المزمنة، لا سيما في سوريا وليبيا، بعيدًا عن ضغوط التدخل السياسي والعسكري التركي.

Saturday, September 26, 2020

فشل دعوات التظاهر واستغلال الأطفال من قبل جماعة الإخوان المسلمين



في مداخلة تليفونية مع برنامج على مسئوليتي للإعلامي أحمد موسى على قناة صدى البلد، يوم الثلاثاء ٢٢ سبتمبر، تناولت الدكتور داليا زيادة، مدير مركز دراسات الديمقراطية الحرة، ردود فعل الاخوان حول فشل دعواتهم للتظاهر، والأسباب وراء استغلال الجماعة للأطفال بكثافة في المسيرات التي يدعون إليها. 

حيث قالت د. داليا زيادة، أن "تنظيم الإخوان الإرهابي، والذي يتميز قياداته بالغباء الشديد، متخيل أنه عندما يشعل تويتر بالهاشتاجات، فإن الشعب المصري سوف يلقي بنفسه في النار من أجلهم، وفي كل مرة، لا الشعب يستجيب ولا نارهم تحرق أحداً غيرهم." 

وأضافت "لكن علينا الانتباه لنقطة مهمة هنا، وهي أن الإخوان لن يتوقفوا عن تكرار الدعوة للتظاهر في المستقبل، وفشلهم المدوي في الحشد الشعبي داخل مصر لن يوقفهم عن تكرار الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي وتكريس كل الوسائل لتضخيمها ونشرها على أوسع نطاق، لأنهم بهذه الأكاذيب وبالصوت العالي، حتى لو كان مجرد طحين بلا دقيق، قد بدأوا يحققون الهدف الرئيسي من هذه الدعوات وهو لفت أنظار ممولي التنظيم في الخارج، وإثبات أنهم ما زالوا موجودين، وظهروا من جديد بكثافة على الساحة الإعلامية والسياسية بعد فترة هزيمة وتشتت وانزواء طالت حوالي أربع سنوات." 

وأردفت "اعتقد أن استراتيجيتهم في الفترة القادمة، ستعتمد على تكرار الحالة التي أفتعلوها في ٢٠١٤ و ٢٠١٥، من حيث جعل كل يوم جمعة هو يوم حراك لهم، يدعون فيه للتظاهر وعمل مسيرات، وتدريجياً يقومون بالاشتباك مع الأهالي الرافضة لوجودهم، ونعود لنفس حالة الفوضى التي كانت موجودة آنذاك، لهذا يجب علينا في داخل مصر التوقف عن التفاعل مع دعواتهم، خصوصاً على  منصات السوشيال ميديا، فكلما صارت الحياة بشكل طبيعي، خصوصاً في أيام الجمعة، سواء على أرض الواقع أو في فضاء الأنترنت، كلما كان هذا فشل أكبر لهم، وسيجبرهم على الانزواء من جديد، وهذه المرة غير ٢٠١٤، حيث كان هناك قيادات وسطى وقتها تتولى عملية التعبئة في داخل مصر، ولم تتوقف أعمال العنف الإخوانية إلا عندما تم القبض عليهم، أما الآن فكل من يقومون بهذه الدعوات هم في خارج مصر، وليس لهم عناصر قادرة على التنظيم والحشد هنا، أي أن حربنا معهم هي حرب إليكترونية خالصة، كلها على فضاء الانترنت، ويجب التعامل معها على هذا الأساس، بحيث لا يجرونا مرة ثانية إلى ملعبهم هم، حيث العنف والاكاذيب، ونجد أنفسنا في موقف دفاعي مرة ثانية." 

وفيما يتعلق باستغلال الجماعة للأطفال والنساء في أنشطتهم السياسية وأعمال العنف التي يقومون بها، قالت د. داليا زيادة: "إن الاستخدام التنظيمي للنساء والأطفال هو أمر اعتادت عليه جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها، حتى أن دعوة حسن البنا نفسها كانت أول ما بدأت بين الأطفال والمراهقين في المدارس التي كان يعمل بها هو كمدرس، وفيما بعد كان هؤلاء الأطفال هم المنفذ الذي نفذ من خلاله إلى أباءهم وقام بتجنيدهم لخدمة الجماعة."

وذكرت أنه "في العصر الحديث، رأينا كيف استغل الجماعة الأطفال والنساء بكثافة شديدة للترويج لدعوتهم، ثم استخدامهم كحائط أمامي في مواجهاتهم المسلحة ضد القوى النظامية للدولة سواء الجيش أو الشرطة، وتجلى ذلك بوضوح في وقت عقدهم لوكر رابعة الإرهابي في عام ٢٠١٣، حيث قاموا بإحضار الأطفال من ملاجيء الأيتام التابعة للجامعة وألبسوهم الأكفان وعرضوهم لتجربة نفسية قاسية أدانها وقتها المنظمات الحقوقية ليس في مصر فقط ولكن بعض المنظمات الدولية أيضاً. 

ومؤخراً، رأينا الإخوان يستحضرون الأطفال والمراهقين في التجمعات التي قاموا بحشدها لتصويرها وإيهام العالم أنهم يقومون بثورة، على غير الحاصل على أرض الواقع، وكان هدفهم من الوجود الكثيف للأطفال في مظاهرتهم هو أولاً إعطاء وهم عددي، وثانياً جذب أولياء أمور وأباء هؤلاء الأطفال إلى هذه التجمعات لحماية أطفالهم، وبالتالي عمل زيادة وهمية لهذه التجمعات التي يختلقونها هنا وهناك."

 واختتمت قائلة: "إن ما يقوم به الإخوان من استغلال الأطفال في مظاهراتهم هو انتهاك صريح لحقوق الطفل، ولا يجب السكوت عليه، ويجب إدانته، وتوعية الأباء والأمهات بعدم ترك أطفالهم فريسة سهلة لمخططات هذه الجماعة الشيطانية." 

Wednesday, September 23, 2020

إمارة الدم.. قطر ودعم الإرهاب في الشرق الأوسط



مقابلة للدكتورة داليا زيادة، مدير مركز دراسات الديمقراطية الحرة، مع برنامج هذا الصباح على قناة أكسترا نيوز يوم الثلاثاء ٢٢ سبتمبر حول دور قطر في دعم الإرهاب مادياً ولوجستياً وإعلامياً لتنفيذ مخططات مشبوهة، تستهدف استقرار دول المنطقة، بما فيها مصر ودول الخليج العربي التي أعلنت مقاطعتها لقطر قبل ثلاث سنوات على خلفية دعم قطر المتواصل للإرهاب.

وتناولت المقابلة أيضاً علاقات قطر مع إيران ومع تركيا والتنسيق فيما بين الدول الثلاث لدعم التنظيمات الإرهابية، على تنوعها،  في الشرق الأوسط وأفريقيا، وأسباب قطر من وراء ذلك.

Sunday, September 20, 2020

Turkey’s New Mission on the Cyprus/Egypt Front

 

Hulusi Akar, Mevlüt Çavuşoğlu, Hakan Fidan

With the increasing pressure from the European Union (EU), and the growing instability in Libya, Turkey decided to shift its pursuits in the Mediterranean from western waters to south basin. Turkey is temporarily resigning from the complicated Greece/Libya front, and is seeking a new simpler battle at the Cyprus/Egypt front. 

On September 13th, Turkey withdrew its seismic research ship “Oruç Reis,” which its navigation in the disputed exclusive economic zone (EEZ) between Turkey and Greece caused a lot of troubles, recently. The military tensions aroused in the Mediterranean attracted several foreign powers (e.g. France, Russia, China, and the United States), who came to take advantage of the ongoing tragedy. Pushed by France, the European Council will hold a special meeting, on September 24-25, to discuss, among other issues, imposing economic sanctions on Turkey to force it to de-escalate the tension. 

Meanwhile, Turkey’s position in Libya is weakening, due to the instability and the complicated internal politics of the Government of National Accord (GNA). Turkey is the only country backing GNA against the Libyan National Army (LNA). Technically speaking, Turkey shall inevitably lose in Libya. It is standing alone, leaning on the fragile GNA, in face of a powerful regional coalition of Russia, UAE, and Egypt, which backs LNA. With the alleged coup attempt against GNA president, Fayez Al-Serraj, followed by his resignation, in mid-September, Turkey realized it has already wasted a lot of money, time, and energy on a battleground that may fruit no tangible benefits, in the near or far future. 

GNA’s resigning president, Al-Serraj, is the one who signed the invalid maritime agreement with Turkey in November, last year. The so-called agreement was easily annulled by an internationally recognized EEZ agreement between Greece and Egypt, ratified in August. As a result, Turkey cannot use its defective agreement to acquire gas-drilling rights in the Mediterranean, anymore. It is not a secret that gas-drilling in the sea is the main undeclared purpose of Turkey’s intervention in Libya, from the start. 

Hence, Turkey is putting the Greece/Libya front on hold, while pursuing more activities in the basin south its borders, where Cyprus and Egypt are key players. However, the flawed strategy of militarizing foreign policy, which Turkey adopted as the only strategy to handle its affairs in the Aegean Sea, would not work at the Cyprus/Egypt front. Only concentrated diplomacy could accomplish the mission. Turkey already occupies Northern Cyprus, since 1974, which gives it a limited space to conduct research or navy exercises around the divided island, without much resistance from Nicosia. On the other hand, the seven years of political rift between Turkey and Egypt needs to be addressed through wise diplomatic efforts.

Over the past two weeks, many statements were made by Turkish writers and politicians about the importance of restoring relationships with Egypt. Earlier this month, Kemal Kılıçdaroğlu of the Republican People's Party in Turkey said, in a televised interview, that “Turkey made a mistake by cutting ties with Egypt. Egypt is the door to winning in eastern Mediterranean.” Similar statements were echoed by the creator of Mavi Vatan doctrine, Retired Admiral Cem Gürdeniz, in an interview with Agence France Press. Even Erdogan’s Advisor Dr. Yasin Aktay made a video interview in Arabic, wherein he asserted the need to restore political affairs between Turkey and Egypt. Despite that, it is highly unlikely that El-Sisi’s Egypt would desire to reconcile with Erdogan’s Turkey, so easily. The rift, which Erdogan imprudently created by his support to the Muslim Brotherhood against the current regime in Egypt, is terribly wide.

Unfortunately, I strongly doubt that Turkey may succeed in its new mission in the Mediterranean. The mission requires sharp diplomatic skills and Turkey suffers from a chronic feebleness in its diplomatic bureau. Ironically, Hulusi Akar, the Defense Minister, is way more skilled in using and applying diplomatic tactics and strategies, than Mevlüt Çavuşoğlu, the Foreign Minister. Needless to mention the injudicious statements that Erdogan makes, every now and then, and their extremely negative influence on Turkey’s foreign affairs.

Perhaps, if Erdogan shuts his mouth up for a couple of months, and let wise leaders like Hulusi Akar take the lead, Turkey may have a chance to finally attain some of its lost rights in the Mediterranean. But, we know this would not happen. Erdogan loves to talk and the more he talks the more he hurts his own nation.


معركة تركيا الجديدة على جبهة قبرص/مصر

 

Hulusi Akar, Mevlüt Çavuşoğlu, Hakan Fidan

مع الضغط المتزايد من جانب الاتحاد الأوروبي، وتصاعد حالة عدم الاستقرار في داخل ليبيا، قررت تركيا تحويل مساعيها في البحر الأبيض المتوسط من المياه الغربية إلى الحوض المتاخم لحدودها الجنوبية، حيث تخلت تركيا مؤقتًا عن أنشطتها على الجبهة اليونانية / الليبية المعقدة، وتسعى للدخول في معركة جديدة، تظنها أكثر سهولة، على الجبهة القبرصية / المصرية.

في ١٣ سبتمبر، سحبت تركيا سفينتها البحثية "ريس عروج" والتي تسببت ملاحتها في المنطقة البحرية المتنازع عليها بين تركيا واليونان في كثير من المشكلات، مؤخراً، وأدت إلى اشتعال التوترات العسكرية في البحر المتوسط، التي اجتذبت بدورها العديد من القوى الأجنبية (مثل فرنسا وروسيا والصين والولايات المتحدة)، الذين جاءوا بحثاً عن أي منفعة اقتصادية أو عسكرية أو سياسية من المأساة الجارية هناك. وبضغط من فرنسا، قرر المجلس الأوروبي عقد اجتماع خاص، يومي ٢٤ و٢٥ سبتمبر، لبحث مسألة فرض عقوبات اقتصادية على تركيا لإجبارها على تهدئة التوتر في شرق المتوسط. 

بالتزامن مع ذلك، أصبح موقف تركيا في ليبيا أضعف من ذي قبل، بسبب تصاعد حالة عدم الاستقرار والسياسات الداخلية المعقدة لحكومة الوفاق الوطني، إذ أن تركيا هي الدولة الوحيدة التي تدعم حكومة الوفاق ضد الجيش الوطني الليبي، وهذا يعني، على الأقل من الناحية الفنية، أن تركيا سوف تخسر في ليبيا عاجلاً أو أجلاً، فهي تقف بمفردها، مستندة على حائط حكومة الوفاق الهش، في مواجهة التحالف الإقليمي القوي، الذي يضم روسيا والإمارات ومصر ويدعم الجيش الوطني الليبي. وربما أدركت تركيا، بعد محاولة الانقلاب المزعومة ضد رئيس حكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، وإعلانه عن استقالته، في منتصف سبتمبر، أنها أهدرت بالفعل الكثير من المال والوقت والجهد على معركة لن تجني منها أي غنيمة قيمة، لا في المستقبل القريب أو البعيد. 

كما أن فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني المستقيل، هو الذي وقع الاتفاقية البحرية الباطلة مع تركيا في نوفمبر الماضي، وهي الاتفاقية التي تم إلغاءها بمنتهى السهولة من خلال توقيع اتفاقية تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة المعترف بها دوليًا بين اليونان ومصر، والتي تم التصديق عليها ودخلت حيز التنفيذ في أغسطس. وليس سرأ أن الغرض غير المعلن من تلك الاتفاقية المعيبة بين تركيا وحكومة الوفاق في ليبيا، ومن تدخل تركيا في ليبيا بشكل عام، هو أن تحصل تركيا على حقوق التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، وهو ما لم يعد ممكناً الآن بسبب بطلان الاتفاقية بفعل الاتفاقية الموقعة بين اليونان ومصر. 

نتيجة لذلك، قررت تركيا مغادرة الجبهة اليونانية / الليبية إلى حين، وأن تكثف أنشطتها في الحوض الجنوبي، الذي تعد مصر وقبرص أهم لاعبين فيه. إلا أن استراتيجية "عسكرة السياسة الخارجية" التي اعتمدتها تركيا كاستراتيجية وحيدة للتعامل مع شؤونها في بحر إيجه، لن تنجح في التعامل على الجبهة القبرصية / المصرية، حيث أن تركيا بالفعل تحتل شمال قبرص، منذ عام ١٩٧٤، مما يمنحها مساحة محدودة لإجراء البحوث أو التدريبات البحرية حول الجزيرة المنقسمة على نفسها، دون مقاومة كبيرة من نيقوسيا، ومن ناحية أخرى، فإن تركيا بحاجة إلى تبني إجراءات دبلوماسية حكيمة وصادقة بهدف رأب صدع عمره سبع سنوات في العلاقات التركية المصرية. 

خلال الأسبوعين الماضيين، أدلى العديد من الكتاب والسياسيين الأتراك بتصريحات كثيرة حول أهمية إعادة العلاقات مع مصر. في وقت سابق من هذا الشهر، قال كمال كليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي، في مقابلة تلفزيونية، إن "تركيا ارتكبت خطأ بقطع العلاقات مع مصر؛ حيث أن مصر هي مفتاح الفوز في شرق البحر المتوسط". وصدرت تصريحات مماثلة من قبل مبتكر مبدأ "الوطن الأزرق"، المقرب من أردوغان، الأدميرال المتقاعد جيم جوردينيز، في مقابلة له مع وكالة الأنباء الفرنسية. وحتى مستشار أردوغان الدكتور ياسين أقطاي، المعروف بانتقاده الدائم لمصر وسياستها، أجرى مقابلة عبر الفيديو باللغة العربية أكد فيها على ضرورة إعادة العلاقات السياسية بين تركيا ومصر لمصلحة البلدين. ولكن تبقى حقيقة، أنه وبالرغم من كل ذلك الكلام الجميل، فمن غير المرجح أن ترغب مصر السيسي في المصالحة مع تركيا أردوغان بهذه السهولة، لأن الصدع الذي أحدثه أردوغان بسبب دعمه للإخوان المسلمين ضد النظام الحاكم حالياً في مصر، هو صدع كبير جداً ويحتاج الكثير من الوقت والمجهود لإصلاحه.

مع الأسف، أشك بشدة في أن تركيا قد تنجح في مهمتها الجديدة في البحر المتوسط، إذ أنها تتطلب مهارات دبلوماسية عالية، بينما تركيا تعاني من ضعف مزمن في سلكها الدبلوماسي، يكفي أن خلوصي أكار، وزير الدفاع، أكثر مهارة في استخدام وتطبيق التكتيكات والاستراتيجيات الدبلوماسية على مستوى العلاقات الخارجية لبلاده، أكثر من وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، ناهيك طبعاً عن التصريحات غير الحكيمة التي يصدرها أردوغان بين الحين والآخر وما لها من تأثيرات سلبية للغاية على سياسة تركيا الخارجية وعلاقاتها مع العالم. ربما لو صمت أردوغان قليلاً لمنح تركيا فرصة لتنجح في مساعيها الخارجية عبر القنوات الدبلوماسية الهادئة. 


Thursday, September 10, 2020

Pax Mediterranea or a Spark of Hell?

Mediterranean conflict Turkey and Greece


Despite diplomatic pressures by the European Union and calls for dialogue by NATO, the conflict in eastern Mediterranean does not seem to settle down, in the foreseeable future. The infuriation ignited by Turkey’s President Erdogan in the quiet basin is now attracting military intervention by heavy-weighted players in the international community. In less than seven days, France, the United States, Russia, and China jumped into the east Mediterranean battlefield through the faux window of forcing peace or “Pax Mediterranea” as the French President Macron labeled it. Slowly but surely, the conflict in eastern Mediterranean is growing bigger than Greece and Turkey; turning the region into a scene similar to the open-end proxy wars of the Middle East. 


First, France deployed its flagship, the nuclear-powered aircraft carrier “Charles de Gaulle” to eastern Mediterranean, under the claim that Erdogan did not commit to the “red lines” imposed by Macron. It is unclear when and how Macron got the right or the capacity to impose “red lines” on any of the conflicting parties in the Mediterranean. Turkish Defense Minister, Hulusi Akar, after he completed a flight on an F-16 fighter jet over northern Aegean, on September 3rd, said: “those who came from thousands of kilometers to act as guardian angels are not accepted. They should leave as they came. France is not a guarantor country, it holds no agreement, it is not the representative of the European Union. What brought [France] here?" Meanwhile, the Greeks are applauding France for intervening!


Two days after France’s “redline” military intervention, the United States decided to partially lift the arms embargo imposed on Cyprus since 1987, and US Secretary of State vowed to deepen security cooperation with Nicosia to counter the Turkish threat. One week before that, the United States Navy joined Turkey and Greece on two separate naval exercises in eastern Mediterranean.   


The next day, Turkey issued two navigational telex alerts (Navtex) in eastern Mediterranean for Russian navy to conduct live-fire exercises on the second and third weeks of September. The eastern Mediterranean basin is already packed with Turkish research and navy ships, as well as Hellenic Navy frigates and fighter jets and frigates of Greece allies, such as Emirates, France, and Italy. If the Russian Navtex is applied, a clash or an accident is inevitable and it could be the spark that kindles hell. 


One day after this, On September 4th, the NATO Secretary General Jens Stoltenberg, finally, decided to intervene. In a press briefing, he mentioned that “following discussions with Greek and Turkish leaders, the two [NATO] allies have agreed to enter into technical talks at NATO to establish mechanisms for military de-confliction to reduce the risk of incidents and accidents in the Eastern Mediterranean.” The reaction of Greece and Turkey to Stoltenberg’s statement was surprising and counter-intuitive. 


Immediately, the Greeks declined Stoltenberg statement and refused to be part of any talks until all Turkish ships are removed. There is a strong resentment and mistrust among the Greeks towards the NATO, as many Greeks believe that NATO favors Turkey to Greece. In 2019, France’s Macron called NATO “brain dead.” On the other hand, the Turks confirmed, more than once, their willingness to use the NATO initiative for dialogue and ending the conflict. On September 7th, Turkey’s Defense Minister Hulusi Akar met, in Ankara, with his British old friend Marshal Sir Stuart Peach, who acts as the Chairman of NATO's Military Committee. In the meeting Akar re-asserted Turkey’s willingness for dialogue with the Greeks, and mentioned that technical talks between soldiers of both sides should be held.  


Meanwhile, the unthinkable, or perhaps the most expected thing, has happened. China came all the way to the hot region, trying to find a space for itself in the east Mediterranean conflict, through re-activating talks with Greece’s President and Prime Minister on the Belt and Road initiative.

 

Military mobilization in eastern Mediterranean, especially by unrelated players in the international community is extremely dangerous and should not be tolerated or encouraged by any of the concerned parties; i.e. Turkey, Cyprus, Greece, and all eastern Mediterranean countries. There is not a single instance, at least in recent history, that makes us optimistic about the intense involvement of international community in regional or local conflicts. The “red lines” of France were the label under which Syria fell into the hell of a decade-long of proxy wars on its soil. France, US, Russia, and China interference will not deter Turkey or end the historical conflict on exclusive economic zones in the Mediterranean. Only wise diplomacy, dialogue, and face-to-face negotiations between Greece and Turkey, alone, can achieve peace.


السلام المتوسطي أم الشرارة الأولى للجحيم؟

 

eastern Mediterranean conflict 2020

لا يبدو أن صراع المتوسط بين تركيا واليونان سوف ينتهي في المستقبل المنظور، على الرغم من الضغوط الدبلوماسية من قبل الاتحاد الأوروبي على تركيا، ودعوات حلف الناتو الأطراف المتصارعة للحوار. فالغضب الذي أشعله الرئيس التركي أردوغان في حوض المتوسط الهادئ، قد اجتذب التدخل العسكري من قبل لاعبين ذوي ثقل في المجتمع الدولي. وفي أقل من سبعة أيام، قفزت كل من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين إلى ساحة المعركة في شرق المتوسط من خلال الادعاء الكاذب بالتدخل لفرض السلام في منطقة الصراع، أو مبادرة "السلام المتوسطي" كما أسماها الرئيس الفرنسي ماكرون، ومن ثم تحول الصراع في شرق المتوسط إلى ما هو أكبر من معركة بين اليونان وتركيا على الحدود البحرية لكل منهما؛ بما يهدد بتحويل المنطقة إلى مشهد مشابه لحروب الوكالة التي لا تنتهي في الشرق الأوسط.

 

في البداية، أرسلت فرنسا بارجتها الحربية الأشهر "شارل ديجول" حاملة الطائرات المزودة بالطاقة النووية إلى شرق المتوسط بدعوى أن أردوغان لم يلتزم بـ "الخطوط الحمراء" التي فرضها ماكرون، وفي الحقيقة ما زلنا لا نفهم كيف ومتى حصل ماكرون على هذا الحق الذي يخول له فرض "خطوط حمراء" على أي من الأطراف المتصارعة في البحر المتوسط، حتى أن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، بعد أن أكمل رحلة على متن طائرة مقاتلة من طراز أف ١٦ فوق شمال بحر إيجة، في ٣ سبتمبر، كان قد علق على الأمر قائلاً: "أولئك الذين جاؤوا من آلاف الكيلومترات للعب دور الملاك الحارس، هم غير مقبولون هنا. يجب أن يغادروا كما جاءوا. فرنسا ليست دولة ضامنة، فهي لا تحمل أي اتفاق، وليست ممثلة للاتحاد الأوروبي. ما الذي أتى بفرنسا إلى هنا؟" لكن على الجانب الأخر، رحب اليونانيون بفرنسا وصفقوا لتدخلها على الرغم مما فيه من تخطي لسلطة حلف الناتو، الذي يضم في عضويته كل من فرنسا وتركيا واليونان.

 

وبعد يومين من التدخل العسكري الفرنسي تحت شعار فرض "الخط الأحمر"، قررت الولايات المتحدة تطبيق رفع جزئي لحظر الأسلحة المفروض على قبرص منذ عام ١٩٨٧، وتعهد وزير الخارجية الأمريكي بتعميق التعاون الأمني مع قبرص لمواجهة التهديد التركي، وهي الخطوة التي رحبت بها اليونان كثيراً، بينما رفضتها تركيا واعتبرتها إخلال بتوازن القوى في المنطقة بما يشكل تهديد على أمن تركيا. والجدير بالذكر أنه قبل أسبوع واحد من ذلك الحدث المهم، كانت قوات البحرية الأمريكية قد شاركت في مناورتين بحريتين منفصلتين مع كل من تركيا واليونان في شرق البحر المتوسط.

 

وفي اليوم التالي مباشرةً، أصدرت تركيا إنذارين ملاحيين (نافتكس) بشأن إجراء قوات البحرية الروسية مناورات بالذخيرة الحية بالقرب من قبرص في شرق المتوسط، في الأسبوعين الثاني والثالث من شهر سبتمبر، ويعد هذا أمر في غاية الخطورة إذ إن حوض المتوسط مكتظ بسفن بحث وفرقاطات تركية ويونانية وفرنسية، بالإضافة إلى قوات طيران تابعة لحلفاء اليونان، مثل الإمارات وفرنسا وإيطاليا، وبالتالي هناك احتمال لوقوع تصادم أو أي حادثة غير محمود عواقبها، ربما تكون هي الشرارة التي تشعل الجحيم في البحر المتوسط لسنوات قادمة.

 

بعد ذلك بيوم واحد، أي في الرابع من سبتمبر، قرر الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، أخيرًا، أن يتدخل، حيث أعلن في مؤتمر صحفي، أنه "عقب المناقشات مع القادة اليونانيين والأتراك، اتفقت الدولتان الحليفتان في الناتو على الدخول في محادثات فنية تحت رعاية الحلف لوضع آليات لفض النزاع العسكري وتقليل مخاطر الحوادث المحتملة في شرق المتوسط." إلا أن رد فعل كل من اليونان وتركيا على بيان ستولتنبرج كان مفاجئًا وغير بديهي على أكثر من مستوى.

 

على الفور، أعلن اليونانيون رفضهم لبيان ستولتنبرج، ورفضوا المشاركة في أي محادثات مع تركيا حتى يتم إزالة جميع السفن التركية، وذلك ربما لأن هناك استياء شديد وانعدام ثقة بين اليونانيين تجاه حلف الناتو، حيث يعتقدون أن الناتو يحابي تركيا على حساب اليونان. وفي عام ٢٠١٩، وصف الرئيس الفرنسي ماكرون حلف الناتو بأنه "ميت دماغياً" بسبب عدم تصديه لتركيا. لكن في المقابل، أكد الأتراك، أكثر من مرة، استعدادهم لاستخدام مبادرة الناتو للحوار وإنهاء الصراع. وفي السابع من سبتمبر، التقى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في أنقرة، بصديقه البريطاني القديم المارشال السير ستيوارت بيتش، الذي يشغل منصب رئيس اللجنة العسكرية لحلف الناتو. وأكد أكار في الاجتماع استعداد تركيا للحوار مع اليونانيين، وأشار إلى ضرورة إجراء محادثات فنية بين القوات من الجانبين.

 

في غضون ذلك، حدث ما لا يمكن تصوره، أو ربما الشيء الأكثر توقعًا في مثل هذه الأحداث، حيث جاءت الصين من أقاصي الأرض إلى منطقة الصراع الساخنة، في محاولة لإيجاد مساحة لنفسها في صراع شرق المتوسط، من خلال إعادة تنشيط المحادثات مع القادة اليونانيين حول مبادرة الحزام والطريق.

 

إن التعبئة العسكرية في شرق لمتوسط، وخاصة من قبل قادة المجتمع الدولي ممن ليس لهم صلة مباشرة بالصراع، هو أمر بالغ الخطورة، ولا ينبغي التسامح معه أو تشجيعه من قبل أي من الأطراف المعنية؛ أي تركيا وقبرص واليونان وجميع دول شرق البحر المتوسط. إذ لا توجد حالة واحدة، على الأقل في التاريخ الحديث، تجعلنا متفائلين بشأن المشاركة المكثفة للمجتمع الدولي في النزاعات الإقليمية أو المحلية. فقد سبق وكانت "الخطوط الحمراء" الفرنسية هي الشعار التي سقطت تحته سوريا في جحيم لا ينتهي من جراء الحروب بالوكالة على أراضيها. مخطئ من يظن أن التدخل العسكري بواسطة فرنسا والولايات المتحدة وروسيا والصين سوف يحقق السلام أو يردع تركيا أو ينهي الصراع التاريخي على المناطق الاقتصادية الخالصة في البحر المتوسط بين تركيا واليونان، ولكن وحدها الدبلوماسية الحكيمة والحوار والمفاوضات المباشرة بين اليونان وتركيا هي التي يمكنها تحقيق السلام الدائم والمستقر.