Saturday, February 27, 2010

حوار معي في جريدة الأهرام عن التسامح الديني وحوار الحضارات



"الآخر"بين زاويتى الرؤية فى الشرق والغرب
حوار: محمد عبد القادر
نشر في جريدة الأهرام بتاريخ 14 فبراير 2010


مدير مكتب الكونجرس الإسلامى الأمريكى بالقاهرة وشمال أفريقيا:

"لابد من التركيز على ما نمتلكه بالفعل من أرضية مشتركة نقف عليها

جميعا.. والسعى نحو توسيع رقعتها من خلال التعاون المستمر فيما بيننا"


داليا زيادة:

.علينا مواصلة الدعوة إلى تقريب وجهات نظر الوسطيين من كلا الجانبيين

.على الجميع تعلم مراعاة عدم تعدى حدود حريته الخاصة على حريات من حوله

.رحلة تغيير صورتنا يجب وأن تبدأ من نقطة الداخل لدينا

.نحتاج إلى إعادة التواصل المفتقد مع أبناءنا بالخارج..وتأصيل هويتهم



"دين تخلف وإرهاب.. رسوم مسيئة للرسول..رفض للحجاب.. إضطهاد وإستهداف..وأخيرا- وليس أخرا- جريمة قتل".. تلك جميعها سلسلة من المشاهد الملتطقة مؤخرا من داخل الغرب فى إطار مسلسل(الإسلاموفوبيا)، الذى بدأ تصوير أولى حلقاته - المعد السيناريو الخاص له مسبقا- فيما بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر، والتى كانت بمثابة إشارة البدء لإنطلاق أقوى الحملات الغربية شراسة ضد الإسلام والمسلمين..هاتيك الحملة التى تجسد بجلاء كيف يرانا الغرب من خلال مفكريه ومستشرقيه، كذا تباين وجهات نظرهم تجاه الإسلام كعقيدة دينية نظرية، وكممارسة عملية منعكسة على أرض الواقع لتشمل ميادين الحياة المختلفة بشقيها الدينى والدنيوى.

وفى ظل إستمرار تلك الحملة، التى تجلت أحدث مشاهدها فى صورة حادثة مقتل الدكتورة مروة الشربينى الوحشية بساحة محكمة دريسيدن بألمانيا، وخاصة فيما بعد أيام قليلة فقط من دعوة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لفتح صفحة جديدة بين العالمين الإسلامى والغربى..ثار التساؤل مرة أخرى فى الأذهان حول ما هو المطلوب والواجب عمله..الحوار أم المواجهة؟. فريق يرى أن الحوار لا جدوى من ورائه، خاصة وأن العلاقة ما بين العالمين الأن لم تعد متكافئة وفي جميع المجالات سواء السياسية أو العسكرية والاقتصادية أو التكنولوجية…إلخ، ومن ثم فلا فائدة من الحوار حيث إنه لا صوت للضعفاء..


ذلك فيما يصر الفريق الآخر على إستمرارية الحاجة إلى الحوار، ويرى أن عدم الحوار يعنى الهروب من الواقع وإعطاء الفرصة للمتربصين بالإسلام وأعدائه ليفعلوا ما يشاءون بقيمه المثلى وتعاليمه الإنسانية السمحة، ومن ثم فإن عدم الحوار هو بمثابة التنصل من مسئولية كبيرة، وهى شرح وتفسير الإسلام والدفاع عنه وتقديم حقيقته للآخر.


هذا الأمر خاصة هو ما دفعنا للتعرض بالحديث عن تلك الإشكالية ومحاولة البحث عن إجابات للعديد من التساؤلات المطروحة.. نحو محاولة الحسم بين وجهتي النظر، بل والبحث عن الجواب للسؤال: ما هى أسباب الصراع ومن أين يمكن لنا بدأ الحوار؟!..


تلك الأسئلة وغيرها هى ما حملناها وتوجهنا بها إلى أ/داليا زيادة مدير مكتب منظمة الكونجرس الإسلامى الأمريكى بالقاهرة، والتى كان لنا معها هذا الحوار على هامش زيارتها الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية...


.بداية أود أن تصفى لنا كيف كانت رؤيتكم للمجتمع الغربى كفتاة شرقية وخاصة قبل زيارتكم الأولى للولايات المتحدة؟

..مثلى مثل أية فتاة شرقية أخرى ترى الغرب عبر ما تسمعه وتقرأه وتشاهده من خلال وسائل الإعلام المختلفة لدينا، حيث الكره للمسلمين والمحجبات على وجه الخصوص، بل وأتذكر وقتها تحذيرات إحدى الصديقات، التى كانت تدرس بإحدى الجامعات البريطانية، وما ذكرته لى عن معاناتها وكم الصعوبات التى واجهتها كفتاة مسلمة محجبة ومنذ أول يوم دراسى لها، حيث حاول إحدى الطلبة خلع حجابها من على رأسها، وهو ما جعلها تقرر بالفعل عدم الذهاب به مرة أخرى إلى الجامعة.. وذلك ربما يكون نموذج بسيط مما حدث ولازال يحدث.


..وماذا عن تأثير ذلك عليكم؟

..الحقيقة إنه وعلى الرغم من ذلك ظلت تجربة التفاعل مع الآخر.. تجربة مختلفة تماما بالنسبة لى، وهو ما أخذت قرارا قاطعا بشأنه وقتها، حيث ضرورة التجربة الواقعية على منوال المثل الشعبى لدينا"اللى شاف غير اللى سمع"، بل ويحضرنى هنا أيضا ما ذكره د.علاء الأسوانى من خلال روايته (شيكاجو)، حيث تملك الدهشة منه فور عبوره للضفة الأخرى أو البر الغربى، ورؤيته حينها لما كان يهيأ ويصور له دائما على إنه عدو .. رؤيته له كأشخاص عاديين جدا.. يحيون حياة طبيعية.. بنى أدمين مثلنا لا فرق بيننا فى الطبيعة أو التكوين الجسمانى. وهذا هو ما لابد وأن نتعامل نهاية على أساسه، حيث إنه وكيما ندعى الحرية فى ممارستنا للأنشطة الحياتية المختلفة..فهم أيضا لديهم ذات الحرية، بل وربما كانت بقدر ونضج أكبر من حيث النظرة للمفهوم والتطبيق. أيضا فإنه وكما نغضب فهم يغضبون..إلى غيره من المشاعر المختلفة التى يتشارك البشر جميعا فى الشعور بها، لكن ربما يأتى الإختلاف فى كيفية التعبير عنها.


..لكن المؤكد أن هوة الإختلاف قد زادت وخاصة على مستوى"كيفية التعبير" فيما بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر عن ما قبله؟

..بالطبع لأنه لم يكن حدث عادى وبكل المقاييس، خاصة مع النظر إلى مكان الحدث نفسه وهو أمريكا رمز الغرب والقطب الأوحد فى عصرنا الحديث، كذا إستهدافه لرموز الكرامة والعزة والفخر للأمة الأمريكية حيث برجى التجارة العالمية ومبنى البتناجون، ومن ثم زعزعة الثقة لدى العالم الغربى فى مدى قوته الإقتصادية والعسكرية، وهو ما كان لابد وأن يعقبه ضرورة النظر إلى كيفية إستعادتها مرة أخرى. على هذا فلم يكن أحد ليتخيل إنه وفيما بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر وما صاحبها من تشويش إعلامى كبير وتعمد لخلط الأوراق وتزييف للكثير من معان المصطلحات.. لم يكن بالطبع من المتصور بعدها أن يتسامح الغرب مع المسلمين، وهو ما أكدته بعض الأحداث المتفرقة ضدهم فى مختلف العواصم الأوروبية وداخل الولايات المتحدة نفسها ومن إناس عاديين لا علاقة لهم بالسلطة ولا يحملون أى توجه سياسى، حيث أصبح الإسلام بالنسبة لهم مرادفا فقط ل"الإرهاب".


..وكيف ترون دعوة الرئيس أوباما الأن.. تلك التى أطلقها مؤخرا من القاهرة لإعادة فتح صفحة جديدة بين العالمين الغربى والإسلامى؟

..نعم لقد قالها: New beginning with the Muslims . وتلك الدعوة من وجهة نظرى هى تأكيد عملى على أن هاتيك هى الدنيا.. نخطأ ونتعلم ويمكننا أن نتغير ونغير ما بأنفسنا، وهو ما يجعلنا قادرين نهاية على التعايش إلى جانب بعضنا البعض. وهنا يجب على الجميع أن يعى تماما المقصود من وراء مفهوم الحرية وهى إنك حر طالما لا تتعدى على حرية الأخرين..لابد وأن يعمل كل منا جاهدا على رسم حدود حريته الخاصة وفقا لنشأته وتعاليمه وإنتماءاته الدينية أو السياسية.. وفقا لأفكاره وأحلامه وطموحاته.. على أن يراعى فى هذا عدم المساس أو التعدى على حدود من حوله.


..لكن ألا تتفقين معى إنه وعلى الرغم من عدم إنكار أهمية المبادرة للحوار إلا إنها ربما جاءت متأخرة أو كتعبيرا عن رؤية خاصة ومن ثم عدم جدواها أو تأثيرها فى الوقت الحالى؟

..ربما يكون هذا صحيح، لكن لابد من الإلتفات إلى نقطة فى غاية الأهمية وهى إننا نتشارك سويا فى مسألة إستمرار عدم وضوح الرؤية للآخر، وأقصد ب(سويا) هنا العالمين الإسلامى والغربى. من ثم فإنه يأتى من أهم أسباب عدم جدوى المبادرة أن المسألة قد أصبحت متعلقة بثقافة متراكمة، وهذا فى ظل إستمرار القصور فى التعريف ب"الإسلام والمسلمين" فى الغرب. أيضا إستمرار النظرة للغرب لدينا على إنه السيد ونحن العبيد.. حيث هو يملك ونحن لا نملك، بل والأكثر الأن هو النظر إلى إطراء البعض علينا وكأنه حدث جلل وعلامة فارقة فى تاريخ الأمة. فقد أصبح الحديث الجيد والصحيح حتى وإن كان على سبيل النفاق..أصبح مصدر للغبطة والسعادة لدينا، وخاصة على المستوى الحكومى. هذا على الرغم من إننا أقدم حضارات الدنيا، بل أن مبدعو ومؤسسو تلك الحضارة هم أنفسهم من كانت إسهاماتهم وفى شتى المجالات..كانت ولازالت بمثابة شعاع النور الذى أضاء للغرب أفاق تاريخه الحديث، وذلك بإعترافهم هم.. فكيف تناسينا هذا الأن؟!!.


..أعتقد أن هذا إنعكاس طبيعى للعديد من أوجه القصور التى ذكرتم الأن بعضها ويأتى منها أيضا مسألة عدم قدرة الجاليات العربية والإسلامية فى رسم صورة صحيحة عن "المسلم" بالغرب؟

..بالطبع، وهذا على الرغم من أن الصورة فى الخارج قد تبدو وردية لدى البعض، لكنها وللأسف غير ذلك تماما. حيث لا يأتى الإنتماء إلى ذات الكيان أو الدين كعامل ربط لمجموع هاتيك الجاليات فيما بين بعضها البعض، بل العكس تماما..لاسيما وإنه ربما كان السبب المباشر لزرع الفتنة والفرقة بينهم، حيث سيادة النعرات الشخصانية والتنافس الأعمى على نيل شرف الأقدر والأجدر أو الأفضل، هذا كما نراه بين دولهم فى الواقع.. فهم نهاية يعانون التأثر بهذه الخلافات الكبرى.

نتيجة لهذا فإن الأغلبية هناك صنعت صورة سيئة أكثر مما كانت عليها، لعدم قدرتها على معرفة كيفية الإندماج فى مجتمعاتهم الجديدة.. فقد أرادوا أن يحيوا عليها بذات النمط السائد لديهم فى مجتمعاتهم الأصلية، حيث إنعدام النظام والقانون والقصور المعرفى وتدنى المستوى الثقافى والتعليمى، والدليل على ذلك النجاحات الفردية للعرب والمسلمين فى الخارج، وهى فى مجموعها نجاحات غير مؤثرة ولم تستطع وحدها أن تضيف لملامح صورة العربى المسلم بالخارج لإفتقادها إلى كيان واحد يمتلك أدوات الإستفادة منها وكيفية توظيفها بالشكل المطلوب.


..وماذا عن دور ما نسمع عنه من روابط للجاليات ومؤسسات خاصة تحمل على عاتقها مهمة تصحيح الصورة بل والسعى نحو بلوغ التأثير السياسى؟

..أعتقد ان الغالبية منها دوره ضعيف وتأثيره محدود جدا ومفتقد أو إنه يفتقر فى الأساس إلى كيفية تحقيق مجمل هذه الأهداف، ومن يسعى إلى ذلك هناك فهو فى الغالب يمتلك مبادرات ومجهودات فردية كما ذكرت.


..إذن فماذا عن المؤسسات الأخرى التى أنطلقت من الغرب ذاته خاصة من أمريكا وبدأت فى الإنتشار حول العالم بهدف تقريب وجهات النظر وإعادة رسم الصورة الصحيحة مثل مؤسستكم (الكونجرس الإسلامى الأمريكى)؟

..نظرة الأمريكى عن المسلم هى ذاتها نظرته إلى الشخص الذى يتعامل معه هناك .. فهو يحكم من خلال واقع وتجربة عملية. من ثم فقد كانت رؤيتنا هى أن رحلة تغيير صورتنا يجب وأن تبدأ من الداخل لدينا، حيث الإسهام فى تقديم نماذج مشرفة لنا تمثلنا.. وليس فى الخارج فقط، لكن وفى الداخل أيضا، لذلك فلابد من النظر الأن إلى ما بات ينقصنا والبدء فى العمل على إستكماله كى نستطيع وأن نتماشى مع ما أصبح العالم عليه، مع إحتفاظنا بهويتنا الأصلية فى ذات الوقت.


.وكيف السبيل إلى هذا؟.. أو بمعنى آخر: من خلال تواجدكم بالقاهرة (عاصمة العرب) وإحدى مراكز الثقل فى العالم الإسلامى.. ما هى أبرز المعوقات لدينا أمام الوصول لما ذكرتموه من "التماشى مع ما أصبح العالم عليه"؟

..أعتقد إنه وكما يقولون لدينا أن "مربط الفرس" أو حجر الزواية والتحدى الأبرز هنا هو فكرة إحترام الآخر، حيث إنه وبفعل مؤثرات كثيرة لم تختلف نظرتنا فقط إلى الآخر، بل وإلى بعضنا البعض. فالأن بدأنا السمع عن الخلافات بين الشيعة والسنة، والإختلافات ما بين الإتجاهات والطرق الدينية ممن على شاكلة الوهابية والصوفية والسلفية، ولكل منها مناصريها ومفكريها والمدافعين عن حقوقهم فى ممارسة ما وضعوه لهم من أطر عقائدية أو طرق يستغلون فيها أسم"الله" للترويج لها، ومن ثم إنعكاسه على وجهة نظرهم الخاصة لتعاليم الدين الرئيسية وكيفية العمل على تنفيذ أركانه. أضف إلى هذا الإحتقان السائد ما بين المسلمين والمسيحيين على خلفية إنهما عقيدتين مختلفتين كما أفتى البعض فى الداخل وصوره البعض الآخر فى الخارج على أساس كونه قضية أقليات ومسألة إضطهاد، وهذا مرجعه كما ذكرت سابقا إلى وجود العديد والعديد من أوجه وعوامل القصور لدينا، التى يأتى على رأسها ضعف مؤسسات المجتمع الثقافية والتعليمية والتربوية والإعلامية، وخاصة تلك الأخيرة حيث عدم قدرتها على الإضطلاع بدورها المنوط بها، بل وسعيها الدائم الأن وعلى مستوى (الفضائيات) من تكريس لكافة معانى الفتنة والطائفية. من ثم فنحن نرى أن المعادلة بسيطة: إحترامنا لأنفسنا = إحترام الآخر لنا، والعكس صحيح.


..وهل لديكم إستراتيجية خاصة لكيفية مخاطبة (الآخر)؟

..كما ذكرت إنه يأتى على رأس المحاور التى ينبغى العمل عليها هو كيفية تكريس الجهد نحو إرساء قواعد فكرة (الإحترام).. إحترام الآخر فى المجتمع لدينا، هذا من خلال عودة إحترامنا المفقود لأنفسنا أولا، ذلك مع الإبتعاد عن فكرة تعظيم الذات أو التهويل مما يبدو عليه الآخر.. فالجميع سواء أمام الله.. وجميع الأديان السماوية هى رسالات مكملة لبعضها البعض وترتكز فى دعوتها إلى الكثير من الأسس المتفق عليها وهى نبذ العنف والإبتعاد عن التعصب وإعلاء قيمة التسامح فيما بين الجميع.. ولننظر جميعا إلى أرث رسلنا وأنبياؤنا العظيم، والذى ضربوا فيه أروع الأمثال حول مختلف هاتيك القيم والمعانى. أى إنه لابد من التأكيد والتركيز والإشارة إلى ما نمتلكه بالفعل من أرضية مشتركة نقف عليها جميعا، وتلك هى التى نسعى إلى توسيع رقعتها بمرور الوقت ومن خلال التعاون فيما بيننا..سواء من الشرق أو الغرب.


.وماذا عن رؤيتكم حول كيفية تحقيق هذا؟

..لابد من وجود مراجعات على المستوى الإعلامى والتعليمى لكل ما يبث وينشر من خلالهما، والتركيز على الإرتقاء بالمستوى الفكرى والتربوى والتعليمى والمعرفى لدى الأطفال أى البدء من المراحل السنية الصغيرة والإرتقاء بها تدريجيا داخل إطار نموذج مرحلى فى التوجيه والتعليم بما يتناسب ومتطلبات المرحلة.. تحكمه النظم والمعايير السليمة فى التنشئة والتربية للوصول نهاية إلى جيل جديد يعلى من قيم التسامح وإحترام الآخر فى المجتمع.


..وهل أستطعتم ك(منظمة) الإقتراب من تحقيق هذه الرؤية؟

..كمنظمة لن نستطيع الوصول إلى هذا وحدنا، لكن أستطيع القول إنه قد نجحنا وعلى مدار الفترة الماضية فى الوصول إلى نقطة أخرى غاية فى الأهمية، وهى الإستمرار فى طرح القضية أو بمعنى آخر إستمرارية تسليط الضوء عليها، أى إنه لم يعد مجرد إثارتها وإعادة الحديث عنها مرتبطا بحادثة هنا او هناك أو بعض الأعمال الفردية، ومن ثم إعادة طرحها مجددا وكأنها قضية جديدة علينا ولم نسمع بها قبل والتعامل معها بمنتهى السطحية والسذاجة كونها حادثة فردية، ذلك كما حدث مؤخرا مع حادثة مروة الشربينى. كذا فإنه يمكن لنا أن نضف إلى ذلك نقطة هامة أخرى وهى إرتباط هذا النجاح فى تسليط الضوء على القضية دون المساس بالأديان .. لعدم إثارة الآخر وإستنفاره .. فكما أتفقنا: لدينا الأرضية المشتركة التى يمكننا البناء عليها. وأعتقد إنه قد أصبحنا نرى الأن الكثير من الإحتفاليات التى تعقد تحت عنوان:"التسامح"، بل ويعد ظهور بعض الفرق الغنائية التى تحمل ذات الأسم مثل فرقة"أنا مصرى".. وغيرها من الظواهر الجديدة الإيجابية فى هذا الخصوص.


..لكن ربما يبقى ما تحقق من نجاح مشار إليه فقط على مستوى النخبة.. فماذا عن المقابل له على مستوى القاعدة الشعبية العريضة؟

..نعم ربما تأتى الإشكالية هنا بالفعل فى كيفية الوصول بهذه الفكرة وتعميمها ونشرها على مستوى الطبقة القاعدية..القاعدة الشعبية أو الطبقات الدنيا، التى تمثل الأساس فى المجتمع، وهى واحدة من الصعوبات التى لازالت تواجهنا وتحتاج منا إلى جهد أكبر على مدار الفترة القادمة لإنتقاء الوسائل والرسائل المناسبة واللازمة للوصول إليها، والتى لا تتعدى حدود الموروث الفكرى والثقافى لديها.. أو العادات والتقاليد المتعارف عليها.. والتأكيد على إننا نؤكد عليها ولا نتعارض معها.


..كلمات أخيرة:

..نحتاج إلى تبسيط الأمور أكثر على خلاف ما يصوره البعض من تهويل، كذا فإننا فى حاجة ماسة إلى العودة مرة أخرى إلى قيم وسماحة وتعاليم الإسلام الحق الصحيحة والتى لا لبث فيها ولا خلاف عليها. نحتاج الى التواصل مع أبناءنا بالخارج..وتقوية الجذور لديهم وتأصيل هويتهم.


جدير بالذكر أن منظمة الكونجرس الإسلامى هى منظمة مدنية غير دينية تهدف إلى إستبدال الصورة السلبية التى دأب الأمريكيون والغرب عموما على النظر إلى المسلمين من خلالها، ذلك من خلال إنشاء حوار متكامل الأركان بين أبناء الديانات المختلفة. وقد تم تأسيسها فيما بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر مباشرة، حيث كان الهدف الرئيسى لها هو تحسين صورة المسلمين داخل المجتمع الأمريكى على وجه الخصوص، وذلك من خلال دعوة المسلمين أنفسهم إلى تحسين سلوكياتهم والإهتمام بإيضاح وإظهار الصورة الحقيقية لهم من خلال الإلتزام بأداب وتعاليم دينهم، وقد بدأت المنظمة نشاطها بالقاهرة منذ سبتمبر2007.



Thursday, February 25, 2010

نص كلمتي عن المرأة وحقوق الإنسان في ندوة السفارة الأمريكية الأخيرة



إليكم نص كلمتي عن المرأة وحقوق الإنسان والتي ألقيتها في ندوة نظمتها السفارة الأمريكية بالتعاون مع جمعية الصداقة الأمريكية يوم الأربعاء 17 فبراير في إطار احتفالاتهم السنوية بأعياد المرأة.. أتطلع بشغف إلى تعليقاتكم:

أولاً أحب أشكر السفارة الأمريكية وجمعية الصداقة المصرية الأمريكية على هذه الدعوة الكريمة للحديث عن المرأة وحقوق الإنسان،

في الحقيقة أنا عاوزة أركز في كلمتي اليوم على نقطة أساسية بتتحكم في الدور الذي يتوجب على المرأة لعبه لتنمية المجتمع من منظور مدني، آلا وهي:

الكفاح من أجل الحصول على مزيد من الحقوق السياسية والإقتصادية بالمواجهة أو بالأحرى التحدي مع الموروثات الثقافية وأشكال التشدد الديني التي أصبحت ذات تأثير كبير على المجتمع المصري مؤخراً.

أحب أبدأ كلامي بخبر أذيع على مسامعنا من يومين فقط ومن شدة سخافته أعتبره أقرب للنكتة، والخبر هو:

"الجمعية العمومية لمجلس الدولة ترفض تعيين المرأة كقاضي بنسبة 380 صوت ضد 42 صوت، وامتناع 4 عن التصويت"

الطريف هنا أن هذا حدث داخل مجلس الدولة والمصوتين هم السادة القضاة المنوط بهم تطبيق قواعد المساواة وعدم التمييز التي يكفلها الدستور.

لو كان ذلك حدث من رجل الشارع العادي الذي يعاني من التخبط والتضارب بين فتوة دينية متشددة وغير مؤسسة هنا وقمع سياسي أو اقتصادي هناك، لكان الأمر مبرر.. لكن للأسف هذا الكلام صدر عن مجموعة نعتبرهم من النخبة ونظنهم على قدر من الثقافة وتفتح العقل تسمح لهم بكسر الصورة التقليدية للمرأة والوقوف إلى جانبها لتقلد مناصب قيادية غير معتادة في مجتمعنا مثل منصب القضاء

في الحقيقة، هنا مربط الفرس، وهنا الأزمة والمشكلة الحقيقية.. لا أحد ينكر أن مصر واحدة من الدول الرائدة في مجال حقوق المرأة، ولكن هذا على مستوى الدولة والدستور، وبعض القوانين فقط، والتي تصطدم دائماً بالحقيقة المرة لصعوبة تحقيقها أو تطبيقها على أرض الواقع:

- مع بداية الألفية الجديدة حصلت تطورات رائعة على المستوى القانوني فيما يخص حقوق المرأة، وتفعيل دورها في المجتمع: قانون الأحوال الشخصية تم تعديله بما يسمح للمرأة بمزيد من حرية الحركة والسفر، حرية البقاء مع الزوج أو تركه (قانون الخلع)، حرية وضع شروط على الزوج ضمن عقد الزواج، وفي سنة 2004 أصبح من حق المرأة منح الجنسية لأبنائها، صدرت قوانين تجرم عادة الختان، والزواج المبكر للبنات، قوانين ضد التحرش الجنسي، والعنف ضد المرأة... إلى آخره

لكن لمشكلة الحقيقية هو أن القوانين التي تم تعديلها بالفعل تعتبر – على الرغم من أهميتها – قشور بالنسبة للقوانين الواجب فعلياً الاهتمام بها والعمل على تغييرها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

- المادة 11 في الدستور التي تلزم المرأة بالتوفيق بين عملها وواجباتها المنزلية، مع غياب وجود مادة مماثلة للرجل مثلاً
- كما ينص الدستور على أن المرأة مكفول لها كل الحقوق السياسية والإجتماعية والإقتصادية بما لا يخالف الشريعة الإسلامية، وهذا الشرط للأسف يختلف تفسير هذه المادة وفقاً لإختلاف درجة التدين أو لنقل التشدد في المجتمع
- مازال الرجال يحصلون على عقوبات مخففة فيما يعرف خطأً بجرائم الشرف
- مازالت المرأة تساوي نصف الرجل في الشهادة والميراث على الرغم من أن الدكتورة زينب رضوان عضو مجلس الشعب وأستاذة متخصصة في دراسة الشريعة الإسلامية أثبتت خطأ التفسيرات للنصوص المقدسة والتي تحرم المرأة من التعامل على نفس قدم المساواة مع الرجل أمام القضاء لا لشيء إلا بسبب أنها إمرأة
- مازالت المرأة الغير مسلمة لا تستطيع أن ترث من زوجها المسلم، بينما يستطيع الرجل المسلم أن يرث من زوجته غير المسلمة
- مازالت المرأة لا تستطيع نقل جنسيتها لزوجها الغير مصري، بينما يستطيع الزوج المصري فعل ذلك لزوجته الغير مصرية
- القانون يكفل للمرأة فرص اقتصادية وتعليمية متساوية، لكن المرأة بدافع ديني وثقافي (أي وفقاً للعادات والتقاليد) ما زالت تُمنع قسراً أو تمتنع عن ممارسة عمل تنموي في المجتمع وبالتالي تتحول من كائن منتج لكائن مستهلك وخامل بحجة أن الرجل هو المسؤول عن كسب الرزق
- كمان حدث ولا حرج بالنسبة للقوانين التي تم تعديلها لتجرم أفعال مرتبطة بالعنف ضد المرأة مثل الختان وجرائم الشرف والتحرش الجنسي فالحديث فيها يطول، وربما لن يتسع له وقتنا هنا، فالبرغم من وجود تلك القوانين تبقى المشكلة الكبيرة وهي أن تلك التعديلات الرائعة لم تجد سبيلا لتفعيلها على أرض الواقع، لعدة أسباب أهمها الدوافع الدينية المتشددة والنظرة الدونية للمرأة داخل المجتمع الأبوي المحافظ الذي يجبرها على عدم الإفصاح عن ما تتعرض له من عنف خشية الفضيحة، وأحياناً بدافع التضحية والحفاظ على بيت الزوجية.

منذ أعوام قليلة قامت جمعية نهوض وتنمية المرأة بعمل ملجأ للنساء اللواتي يتعرضن لعنف أسري أو أي شكل آخر من أشكال العنف، وبالفعل لجأ إليه رقم كبير من النساء لكن الجمعية واجهت انتقادات ومضايقات غير عادية من الصحف وبعض أجهزة الدولة بوصل بعضها إلى تشويه سمعة الجمعية واتهامها بالعمل في الدعارة وتشويه سمعة النساء اللاتي يلجأن إليها أيضاً، بحجة أنهم يخبأون النساء، وبسبب عدم رغبة الجمعية عن الإفصاح عن مكان النساء لحين إتمام إعادة تأهيلهم نفسياً وضمان حمايتهم في حالة عودتهم لأسرهم..

وهنا تطرح مشكلة الثقافة المجتمعية نفسها من جديد، فالبرغم من نبل وعظمة فكرة هذا المشروع، مازال المجتمع ينظر للمرأة على أنها ملك للرجل وليس من حقها اللجوء لغيره أو طلب الحماية إذا ما تعامل معها بعنف!!

تحضرني هنا أيضاً قصة نهى رشدي، الشابة الشجاعة التي لم تتجاهل أحد المتحرشين بها في الشارع وهو سائق سيارة نقل وأصرت على أن تأخذه للقسم.. لكن كانت المفاجأة أنه على الرغم من أن نهى كانت ضحية تسعى لاسترداد كرامتها ممن أهانها، كان الجميع يلومها على ما تفعله بدءاً من الناس اللي في الشارع لغاية ضابط الشرطة الذي تردد كثيراً في تحرير محضر تحرش لإثبات الواقعة

وعندما أصدرت الدولة قانون يجرم ممارسة ختان الإناث بعد موت طفلة أثناء إجراء العملية لها عام 2007 خرج علينا رجال الدين بفتاوي تجرم القانون الذي يجرم الختان، في نفس الوقت الذي تورطت فيه جماعات سياسية مثل الإخوان المسلمين في انتقاد القانون ومحاولة إثبات أن عادة ختان الإناث أمر محمود وأنه لو طبق القانون وتوقفنا عن تقطيع أجساد النساء ستعم الرذيلة في المجتمع!!

يعني كمان الناس مش تحت رحمة الفتاوى الدينية والأعراف الإجتماعية لكن كمان أصبحوا عرضة لتأثير الجماعات السياسية.
-----------------------------

هذا على المستوى القانوني، خلونا نستعرض سريعاً الجانب السياسي

على المستوى السياسي، فلا ننكر أننا أحرزنا تقدم ملحوظ أيضاً، فقد أصبحت المرأة منخرطة بدرجة أو بأخرى في تقلد مناصب قيادية وفي الأنشطة العامة للشارع السياسي المعارض أيضاً. فقد أصبح لدينا: أول مرأة تشغل وظيفة مأذون، أصبح لدينا ثلاث وزيرات (وزيرة العمل، وزيرة الأسرة والإسكان، وزيرة التعاون الدولي) وأصبح لدينا قضاة نساء على الرغم من إنحسارهم في محاكم الأسرة فقط، لكن هذه خطوة لا يستطيع أحد تجاهلها، وهناك تعديلات بشأن وضع حد أدنى لتمثيل النساء في البرلمان، إلى أخره..

لكن دعونا نعيد النظر هنا، فهل هذا فقط هو ما تستحقه المرأة المصرية صاحبة التاريخ الطويل في العمل السياسي.

صحيح أن الأوضاع السياسية القائمة تؤثر سلباً على الرجل والمرأة لكنها بكل تأكيد وقعها على المرأة أكبر بسبب تداخلها مع أوضاع سلبية إجتماعية وثقافية أيضاً:

فمثلاً، في انتخابات 2005 البرلمانيةكان عدد المرشحات من النساء 131 مرشحة فقط من بين 5165 مرشح رجل.. فاز منهن 4 مرشحات فقط، مع العلم بأن أغلبهن تم تقديمه لخدمة أغراض أخرى بعيدة تماماً عن الإيمان بحقوق المرأة، مثل تحسين صورة جماعة أو حزب معين، وهكذا..

وبالإضافة إلى الفائزات الأربعة، عين الرئيس مبارك خمسة آخرين ليصبح الإجمالي تسعة عضوات بالبرلمان

قبل أن تستقيل شاهيناز النجار، وقيل وقتها أن السبب في استقالتها هو ضغط زوجها أحمد عز، رجل الأعمال وعضو مجلس الشعب والحزب الوطني الحاكم... وهذا الإدعاء إن صح يثبت مرة أخرى أن الظروف الإجتماعية للناشطة السياسية تتحكم كثيراً في طموحاتها لتولي مناصب قيادية

في مسح أجراه البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة عن تقبل الشارع المصري لتقلد المرأة مناصب قيادية، جاءت النتائج كما يلي:

- أكثر من 40% كانوا ضد ترشيح المرأة في الانتخابات
- 25.7% فقط كانوا مع حق المرأة في تولي رئاسة الجمهورية والترشح لها

وهذا ربما يفسر لنا عدم اهتمام الأحزاب بترشيح أسماء نسائية بعدد كبير في الإنتخابات البرلمانية، وكانوا يكتفون بترشيح كام اسم نسائي للظهور بمظهر حضاري ومتفتح ومتفهم لحقوق المرأة،

لكن هذه ليست الحقيقة، فقد انساقت هذه الأحزاب والتكتلات السياسة وراء رغبة رجل الشارع المتأثر سلباً بتضارب الفتاوى الدينية والمورثات الثقافية للمجتمع الذكوري، فهمشوا المرأة،،،، مما أضطر بعض القياديات السياسيات لترشيح أنفسهن كمستقلات، وتحمل أعباء الحملة الإنتخابية بمفردهن، وهنا تأتي المشكلة الأهم والتي منعت عدد لا بأس به من ذوات الكفاءة والخبرة من ترشيح أنفسهن بسبب القيود الإقتصادية والإجتماعية التي تسيطر عليهن، من حيث أن الإدارة الإقتصادية لأموال المرأة هي غالبا في يد الزوج، وبالتالي يكون هو صاحب القرار هنا في أن يترك زوجته ترشح نفسها أو لا.. هذا إذا تسامح مع عامل الغيرة الإجتماعية ورفض المجتمع لأن تكون زوجته في منصب أفضل منه!

أذكر جيداً عندما أعلنت الدكتورة نوال السعداوي الناشطة النسوية الشهيرة رغبتها في ترشيح نفسها لانتخابات الرئاسة، وخرجت عليها الفتاوى الدينية كالمطر من شيوخ الأزهر وغيرهم من رجال الدين بعدم أحقية المرأة لتولي منصب قيادي مثل رئاسة الدولة. وعلى الرغم من أن مفتي الجمهورية أقر بأحقية المرأة لذلك فيما بعد.. ما زال الأمر مختلف عليه بين رجال الدين ولم يحسم حتى الآن.

هذا على المستوى القيادي، طيب ماذا عن المستوى الشعبي؟ ماذا عن المشاركة السياسية للمرأة في الشارع

تذكر التقارير الصادرة عن منظمات حقوقية محلية ودولية راقبت انتخابات 2005 البرلمانية أن إقبال النساء على لجان التصويت كان ضعيف جداً وشبه معدوم، باستثناء الناشطات في حركات سياسية أو جماعات تابعة لمرشح أو مرشحة بعينها، وكان السبب في عزوف النساء عن المشاركة باصواتهن في الانتخابات البرلمانية هو الكم الهائل من العنف وعدم تأمين لجان التصويت بالدرجة الكافية التي تكفل حماية المواطنين، فقد تعرضت بعض النساء لتحرشات ومضايقات لفظية من بلطجية، قيل وقتها أن المنافسين كانوا يدخلون بهم لجان التصويت لصرف هؤلاء النساء بعد مضايقتهم.. هذا فضلاً عن الثقافة السائدة أصلاً والتي تفيد بأن الإنتخابات والسياسة عموماً هي مسرح الرجال ولا يليق بالمرأة أن تتواجد أو تتزاحم مع الرجال هناك.

على جانب أخر، يلعب قانون الطواريء الذي تم تجديد العمل به منذ أيام قليلة دور لا بأس فيه في عزوف المواطنين عموماً والنساء خصوصاً عن المشاركة السياسية، باستئناء بعض الناشطات الشابات في صفوف المعارضة أو في مجال العمل الصحفي واللاتي لا يتجاوز دورهن الكتابة وتنظيم الحملات على الإنترنت، أو الإحتجاجات على صفحات الجرائد، فهناك تضيقات لا حصر لها يفرضها قانون الجمعيات على الرغم من أن مواد الدستور تكفل حرية التجمع وإقامة الجمعيات وهناك قيود كبيرة جداً على حرية الرأي والتعبير على الرغم من أن الدستور يكفلها أيضاً لذلك أنحصر لعب الدور السياسي المعارض بدرجة كبيرة على صفحات الإنترنت وبعض الصحف المستقلة

وعلى ذكر الإنترنت هنا، أحب أن أؤكد أنه بوصفي مدونة منذ سنوات، أعتبر أن شبكة الإنترنت أو العالم الإفتراضي هو المكان الوحيد الذي تستطيع فيه المرأة المصرية أو ربما العربية أيضاً الحصول على حريتها كاملة فيه، ففي عالم التدوين مثلاً لا يتعامل الشباب والبنات على أساس النوع ولكن على أساس الإنتماء السياسي والأفكار المطروحة بغض النظر عن كون صاحبها ذكر أو أنثى..

وأخيراً، أحب أن أؤكد أنه يجب علينا كدولة ومجتمع مدني وحتى ناشطات مستقلات في مجال العمل على حقوق المرأة، أن نعمل على تبني خطاب جديد للمرأة:

- خطاب يسعى إلى تغيير العقليات لا إلا الإكتفاء بتغيير القوانين التي لا يمكن تفعيلها على أرض الواقع،
- خطاب نتوجه به إلى المرأة والرجل، حيث يجب علينا بنفس القدر الذي نخاطب به النساء ونعرفهن بحقوقهن أن نخاطب الرجال أيضاً وندربهم على ثقافة حقوق المرأة والمساواة الإجتماعية بغض النظر عن النوع
- خطاب يمنح المرأة المزيد من القدرات التي تتيح لها حسن إدارة مواردها الإقتصادية، وأن تتحول من عنصر إستهلاك إلى عنصر إنتاج وتنمية،
- يجب آلا تكتفي منظمات المجتمع المدني بمنح النساء قروض لمشروعات صغيرة، لأنه وعلى الرغم من أهميتها، لن تستطيع النساء الاستفادة بها إلا إذا كانت تمتلك المهارات والقدرات اللازمة
- نحن بحاجة إلى خطاب معتدل لا يخضع لتفسيرات أو اجتهادات رجال الدين الذين هم أنفسهم لا يتفقون على تفسيرات محددة وموحدة على أغلب المواضيع المتعلقة بالمرأة، يجب أن تكون مرجعيتنا مدنية في المقام الأول
- نحن بحاجة إلى تعديل القوانين التي تكفل للمرأة الحياة الكريمة سواء كانت بصحبة رجل أو بدون
- يجب أن نهتم بدور الإعلام وننمي إيجابياته ونقيم سلبياته فيما يخص نقل صور نمطية بالية وتعميمها عن النساء في مجتمعنا
- نحن بحاجة إلى خطاب يهتم بتعزيز المبادرات الشبابية وتفعيل دور نشطاء الإنترنت الذين نجحوا فعلاً في تطبيق المساواة في العالم الإفتراضي والإنتقال بهم إلى عالم الواقع
- تدريب النساء على تولي المناصب القيادية السياسية وتشجيعهن ومساندتهن من قبل الأحزاب والمجتمع المدني
- التواصل بشكل مباشر مع المرأة في الجامعة، وفي الطبقات القاعدية الفقيرة، بنفس القدر الذي نهتم به بالمرأة الناشطة أو صاحبة الرأي

إن الطريق إلى التغير الإجتماعي والسياسي والإقتصادي الإيجابي لن يحدث إلا بوجود المرأة، فالمرأة والرجل جناحان لطائر واحد.. إذا اجتمعا يطير، وإذا خمل أحدهم سقط الجميع.

Wednesday, February 24, 2010

Egypt: Three police officers tried for torturing young man


Egypt: Three police officers tried for torturing young man
By: Dalia Ziada

CAIRO: Cairo’s El Nadim Center for Psychological Treatment and Rehabilitation of Victims of Violence called upon anti-torture human rights organizations and activists to support Shady Maged Saad Zaghloul and his wife against the three police officers who tortured him at 6 October police station. Upon a prosecutor decision, the interrogation of the officers was postponed to January 18th.

Zaghloul, Egyptian young man, married with a child, a labor and a student of Law at Cairo University, was forced to leave his house at 6 October City after he suffered humiliation, torture and continuous prosecution by the three police officers working at 6 October police station: Captain Sherif Samir, Lieutenant Hazem Beltagy, and Lieutenant Samir Shaaban.

On October 14th, 2007, the police officers Sherif and Samir, stopped Zaghloul’s car at Vodafone Square in 6 October City. They checked his identity card, driving license, and car license and then asked him to accompany them to the police station. “I refused to go with them because they did not give me a reason,” he said. “Thus, they beat me in the street in a very humiliating way, and threw me into the police vehicle!”

Shady was then taken to the prosecutor and the police officers accused him of drug trafficking! “the prosecutor asked me about the bruises on my face and I told him that the police officers tortured me,” Zaghloul added. Accordingly, the prosecutor opened a new file and ordered his assistants to write a new claim from Zaghloul against the officers. Upon this claim, he was seen by the forensic doctor on October 17th, 2007 before he was taken again to jail for 15 days on remand.

“They kept beating me for 10 days. Every night they take me from jail to the investigations sections to beat me,” Zaghloul said, “then when I lose consciousness, they send me back to jail and the other prisoners wake me up.” According to Zaghloul, the officers were torturing him to remove his claim against them and confess the crime of trafficking. At the end of the 15 days of remand, they tried to treat the signs of torture on his body. “They were worried that I might die because of torture,” Zaghloul said. “When they failed, they asked the hospital to fabricate a statement that the injuries on my body are there because I slipped in the bathroom.”

After release, Zaghloul was forced to leave his house at 6 October City out of fear. But the officers did not let him go. On March 10, s009, Zaghoul visited the prosecutor with his wife and daughter to complain about abusive messages of threatening on his mobile phone. “Since, I was released I do not move without my wife and daughter,” Zaghloul said “I am very worried about them.” Once Zaghloul came out of the prosecutor’s office, the police officers arrested him again and took his wife and daughter too. Out of fear on his daughter and wife, Zaghloul removed his claim against the officers to let them go.

“After I made a statement at the notary public to remove the claim, the officers let me, my wife, and child go,” Zaghloul said. “I took them home, and then, returned back to the prosecutor on April 5th, 2008 to tell the prosecutor that I was forced to remove the claim and asked him to continue interrogations.”

The first court hearing of the case was then held at December 7th, then postponed to December 28th to notify the Minister of Interior with the civil claim upon the demand of El Nadim Center’s lawyer. Then, the case was postponed to January 18th, 2010 to notify the state attorney and add the crime of illegal confinement to the list of other accusations filed against the three perpetrators.


Saturday, February 20, 2010

ElBaradei: Egypt’s dream or illusion


ElBaradei: Egypt’s dream or illusion
By: Dalia Ziada

For the last few couple of weeks, everybody in Egypt, either interested in politics or not, is talking about and expecting ElBaradei’s arrival to Cairo on Friday, February 19th. Mohamed Elbaradei, the former Director General of the International Atomic Energy Agency (IAEA), has recently announced his intention to run in the 2011 presidential elections, but only if the people succeeded in pressuring the government to change laws and constitutional stipulations preventing an independent candidate like himself from a nomination.

To applaud ElBaradei’s “provided intention,” the Independent Campaign to Support ElBaradei for 2011 Elections, decided to collect attorneys from people to authorize ElBaradei to change the constitution; although he did not show any will or intention to change any thing. His provision to nominate himself was that the people make the change of laws first, and then if they succeed, he will nominate himself.

Egyptian opposition parties, like the el-Wafd and al-Ghad parties offered him an opportunity to be nominated through them, but he did not respond with either refusal or approval. People interpreted his “neutral response of silence” as an insistence to preserve his independence. Although, logically, this is a clear sign that he is not even interested.

Egyptian state-owned media were also affected by the illusion. They launched a very short campaign to attack ElBaradei and highlight the negative points of his career and education. ElBaradei ignored the attacks. He did not even exert the slightest effort to defend himself for the sake of preserving his image in the eyes of the Egyptian public. Some writers interpreted his “neutral response of silence” again as patience and wisdom! Although, logically, this is a clear sign of apathy and inability to argue against the regime.

When they knew about his return to Cairo, after ending his time at the IAEA, the 6th of April Movement started to mobilize youth on Facebook to receive ElBaradei at the airport. Some respectable intellectuals wrote about the prospected visit in their daily and weekly columns and mobilized the public for the same purpose, too. One of them wrote that he is expecting thousands of Egyptians to go to the airport tomorrow to receive ElBaradei. Actually, I doubt that tens of Egyptians will go, that is if ElBaradei shows up at all. I have a strong feeling that he will change his flight or delay his arrival to a secret date in application of his favorite theory of “neutral response of silence.”

Before arguing this, let’s first answer the urgent question of why we should receive him at the airport. He is only an Egyptian citizen like any one of us. He has been serving abroad for most of his life and now he is returning to spend sometime at home. I did not see similar receptions for more worthy Egyptian icons like Ahmed Zweil or Naguib Mahfouz for example. So, what is special in ElBaradei to go and receive him at the airport? What has he realistically offered to Egypt that makes him deserve us to give him this very special welcome at airport?

I wonder if ElBaradei the almost “neutral silent” old man can really be the president of our dreams. I think he is only a false shadow of Egyptians’ lost hope.

Unlike historical leaders, ElBaradei is putting conditions on the Egyptian people before he rewards them by becoming their president. True leaders “lead” their people towards change not stay behind and ask people to do it before they step in the battlefield. Gandhi and Martin Luther King, for instance, were in front of their people not behind them in the “neutral silent zone.” If the Egyptians succeeded to change the laws and constitution, why should they need ElBaradei then?

If we avoided our passionate temper for a moment and think of ElBaradei in comparison to the other names on the political scene now, we will be surprised by what we will find out. If we criticize Mubarak senior for being the old president of a population of youth, ElBaradie is 68-years-old. If we criticize Mubarak junior for living abroad and lacking political sensitivity, ElBaradie had been living abroad since the 1960s and his career shows that he rarely practiced politics; except from his air-conditioned offices in academic institutions worldwide. All his life, ElBaradei has been an employee not a politician.

Until the moment of writing this article, ElBaradei did not take any tangible action towards achieving the change he asked the people to do on his behalf. It is us who mistakenly interpreted his “neutral silence” to every thing going around in Egypt according to what we want and dream of. In Egypt, we have wise-saying “the hungry man dreams of bread.” This is what we are doing. We are dreaming of democracy in the shape of ElBaradei; and mistakenly looking at him as the savior.

Wake up, my people. Wake up!


Update: according to eyewitnesses, around 300 people from Kefaya Movement, April 6 Youth, some intellectuals and artists received ElBaradei upon his arrival to Cairo Airport. Security forces tried to let him go out via the VIP gate but he refused. ElBaradei then passed quitely through the crowds to his car. He did not salute the people or talk with any one except his family.


Tuesday, February 02, 2010

ديواني الشعري الأول "لام ألف" الآن في الأسواق




لا أستطيع وصف مقدار السعادة البالغة التي تغمرني الآن بكتابي الجديد والأقرب إلى قلبي: ديوان "لام ألف" وهو ديوان شعر بالعامية المصرية، يضم عشرين قصيدة من تأليفي وهم أفضل ما كتبت أنا حسب رأي السادة النقاد والشعراء المحترمين الذين أخذت رأيهم في الديوان

الديوان موجود الآن في معرض الكتاب لدى منفذ توزيع دار شباب بوكس الملاصق لدار زاد بجوار سور الأزبكية، وأيضاً لدى منفذ توزيع دار الشركة العالمية في سرايا ألمانيا ب، المواجهة للمسجد، وهذا حسب علمي حتى الآن. وبعد المعرض إن شاء الله ستجدون الديوان في جميع مكتبات القاهرة والإسكندرية.

جدير بالذكر أن هذا الديوان هو ديوان الشعر الأول لي، وقد كنت مترددة في نشره طيلة سنتين، حتى ساعدني وشجعني على ذلك أثنين من أعز الناس لقلبي. يحمل الديوان عنوان "لام ألف" وهو عنوان إحدى القصائد التي يضمها الديوان، وهي قصيدة سياسية، بالإضافة إلى مجموعة قصائد أخرى رومانسية وفلسفية

يوجد لي في المعرض أيضاً كتاب آخر، بعنوان "مصر إلى أين" وهو تحليل سياسي يرصد حالة الحراك السياسي والشعبي في المجتمع المصري على مدار الأعوام القليلة الماضية.

أتمنى أن يعجبكم ما كتبت، وبانتظار رأيكم في ديوان الشعر الأول لي على أحر من الجمر
:)