Tuesday, June 30, 2020

ثورة ٣٠ يونيو.. خط فاصل في تاريخ المرأة المصرية

المرأة المصرية


في ربيع ٢٠١٢، تلقيت دعوة غريبة من الحملة الرئاسية لمرشح جماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي، لحضور اجتماع تنظمه قيادات الحملة مع العاملين في مجال حقوق الإنسان والمجتمع المدني من أجل طرح أجندة الإخوان في ملف حقوق الإنسان، وخصوصاً قضايا حقوق المرأة والحريات الدينية، وبالرغم من غرابة الدعوة، وبعد طول تفكير وتردد، قررت أن أحضر الاجتماع، خصوصاً أن عدداً لا بأس به من الحقوقيين المصريين كانوا حاضرين بالفعل. 

بدأ الاجتماع في فندق فيرمونت بمحاضرة نظرية مملة جداً وطويلة جداً عن رؤية الإخوان تجاه حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية، قدم المحاضرة جهاد الحداد، الإخواني ابن الإخواني، فأبوه هو عصام الحداد القيادي المسؤول عن العلاقات الخارجية بالجماعة آنذاك، وجهاد الحداد لمن لا يتذكر هو ذلك الشاب الذي تكرر ظهوره على القنوات الأجنبية أثناء اعتصام رابعة وهو يصطحب مراسلي القنوات الأجنبية في جولة داخل أوكارهم، وهو يكرر أكذوبة أن الاعتصام سلمياً، برغم ما رصدته الكاميرات من أكفان ونعوش وأسلحة وذخائر وأدوات تعذيب، كان يقول أنها موجودة فقط للدفاع عن النفس! 

بعد المحاضرة سأل أحد الحقوقيين المنصة عن رؤية الجماعة لحقوق المرأة خصوصاً أن الرؤية الدينية التي تتبناها الجماعة تجاه المرأة متناقضة تماماً مع المواثيق الدولية في هذا الشأن، فجاء الرد من المنصة صادماً بأن الجماعة تحترم المرأة وتقدرها، ثم أردف المتحدث قائلاً: "مثلاً نحن نرى أن من حق المرأة أن تطالب زوجها بأجر مقابل تنظيف بيته وإرضاع أولاده ورعايتهم"، وهذا طبعاً رأي مبني على نظريتهم التحقيرية القائمة على فكرة أن المرأة هي كائن تابع سخره الله لإمتاع وخدمة الرجل. وبينما ضجت القاعة بالضحك، شعرت وقتها بأن أحدهم قد غرس خنجراً في صدري، وقلت لنفسي إننا – كنساء – مقبلون على أيام سوداء، لو حدث وفاز مرشح الإخوان في هذه الانتخابات. وقد كان!

ما أن وصلت جماعة الإخوان للحكم في يونيو ٢٠١٢، إلا وأخرجت الجماعة كل عقدها تجاه المرأة، بل وحاولوا أن يمنحوا أفكارهم المريضة شرعية قانونية من خلال البرلمان الذي احتله السلفيين آنذاك، فلم يمر يوماً واحداً منذ توليهم الحكم دون المطالبة بمنع المرأة من مزاحمة الرجل في حقل العمل، وإلغاء القوانين التي تعطي المرأة الحق في حرية السفر والتنقل دون إذن الأب أو الأخ أو الزوج، وإلغاء قانون الخلع الذي يعطي المرأة الحق في تطليق نفسها، بل وأبشع من كل ذلك كان هو سعيهم المستميت لإلغاء القوانين التي تجرم ختان الإناث وزواج القاصرات. والطريف إلى حد البكاء هنا، هو حقيقة أن المتحدث الأشهر باسم الجماعة في هاتين القضيتين تحديداً (ختان الإناث وزواج القاصرات) كانت امرأة وليس رجلاً، هي عزة الجرف، أم أيمن، مسؤولة تجنيد المجاهدات في الجماعة، والتي أصبحت، بقدرة قادر، عضو بالبرلمان المصري، تحت حكم الإخوان. 

لهذا لم يكن مستغرباً أن تكون نساء مصر في مقدمة الصفوف التي قادت ثورة ٣٠ يونيو ضد الإخوان، وكن هن الأعلى صوتاً والأكثر انتشاراً، وهن بذلك لم يرغبن فقط في الثورة على القمع باسم الدين الذي حاولت الجماعة الإرهابية ممارسته ضدهن، ولكن أيضاً استرداد الهوية المصرية الأصيلة التي حاولت الجماعة الآثمة طمس ملامحها من خلال إخماد صوت المرأة، واعتبارها هي وصوتها عار وعورة. 

كانت ثورة ٣٠ يونيو خط فاصل بين مرحلة كفاح ومرحلة حصاد، فقبلها مرت المرأة المصرية بعقود مؤلمة كانت فيها تكافح من أجل أخذ مساحة مناسبة لها في مجتمع يتعمد وضعها تحت مقصلة التمييز على أساس النوع طوال الوقت، بسبب عقلية جمعية تشوهت بفعل أفكار أبوية متوارثة شديدة التعنت وأفكار دينية شاذة شديدة الجهل، ولم تفلح أي من المبادرات الجبارة التي أطلقت في عهد السيدة الأولى سوزان مبارك، فيما قبل ثورة يناير ٢٠١١، والتي أنصفت المرأة على مستوى القوانين والتشريعات بشكل لا يقبل الجدل؛ لم تنجح في إحداث أي تغيير حقيقي على مستوى القواعد الشعبية من حيث نظرة المجتمع وطريقة تعامله مع المرأة. 

أما بفضل ثورة ٣٠ يونيو، ثم تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، محب المرأة ونصيرها، رئاسة البلاد، فقد دخلت المرأة المصرية وبعد طول انتظار في مرحلة الحصاد الحقيقي؛ حصاد عقود من الحلم المصحوب بالعمل والإخلاص لأم الدنيا مصر، فأصبحت المرأة صانعة قرار وسياسية وإعلامية يشق لها الغبار، ولأول مرة في تاريخ مصر ينعقد برلمان تحتل فيه المرأة نسبة ١٥٪، ولأول مرة في التاريخ تتصدر المرأة المناصب السياسية العليا بالدولة بهذا العدد، فلدينا في الحكومة الحالية على سبيل المثال ثماني وزيرات، ولأول مرة أيضاً يتم تعيين المرأة المصرية في منصب محافظ، ناهيك عن تزايد عدد القاضيات، والأمر المهم هنا هو أن كلهن أصحاب كفاءة، وأن مهاراتهم في مجال تخصصهم، وليس نوعهن، كانت هي المعيار الرئيسي في اختيارهن لتلك المناصب. 

وحتى على المستوى الاقتصادي، أصبحت المرأة، من كل المراحل العمرية والطبقات الاجتماعية عنصر فاعل ومؤثر في إدارة عجلة الاقتصاد، إما في مناصب عليا أو حتى على مستوى مبادرات الأعمال الناشئة التي تجد لنفسها أرض خصبة في السوق المصري في السنوات الأخيرة، وكذلك الأمر على مستوى المبادرات الاجتماعية والمجتمع المدني، والأنشطة الإعلامية سواء عبر قنوات الإعلام التقليدي أو وسائل الإعلام الجديدة على الأنترنت. 

لقد كان للمرأة المصرية دور لا يغفله التاريخ في خلق أسطورة ٣٠ يونيو، وكذلك كان لثورة ٣٠ يونيو دور لا ينكره أحد في تمكين المرأة المصرية من استعادة حقوقها وتفعيل دورها من أجل رفعة الوطن، كتفاً إلى كتف بجانب الرجل. فالمرأة والرجل كجناحي طائر، إذا اجتمعا، حلق الوطن في أعالي المجد. طوبى لقائد عظيم أدرك هذه الحقيقة ولم يتردد لحظة في تصحيح ميزان الأمور، وإعادة المرأة إلى المكانة التي تستحقها. 

Thursday, June 18, 2020

An Episode of an American Spring

George Floyd Protests


The massive popular protests sparked by the killing of the black American citizen, George Floyd, by a police officer in Minneapolis, late in May, continues to gain a momentum enhanced by medium-intensity waves of political change. The movement calls for justice for black citizens, and regulating the use of physical violence by policemen during arresting or chasing suspects. Racial discrimination is an old social problem in the United States, which threatens the lives of black people and affects their access to political and economic opportunities as equal citizens. 

The movement, with the slogan “Black Lives Matter,” has already succeeded in influencing decision-makers, in the United States and beyond, to amend legislations that allow policemen to use physical violence to control suspects during arrest. The movement has also encouraged film production industry to withdraw classic titles from American film libraries, such as "Gone with the Wind," because of scenes showing the practice of racial discrimination against black people, which was socially tolerated at the time of film production.

The movement’s impact is not limited to the United States. Protesters in Britain and some European countries showed up on streets, forcing policymakers to consider amendments to laws governing police systems. The news about the George Floyd protests has greatly alienated the overwhelming news about the spread of the Coronavirus and its devastating effects on the economic and social statuses of nations and individuals. 

In the Arab world, the “Black Lives Matter” movement is, also, attracting a lot of attention. People, here, are gloating over the growing protests with an overwhelming sense of dejavu. The gloating, which I despise, is emerging from a conspiracy theory adopted by many in the Arab world claiming that the United States is the mastermind behind the series of revolutions known as “the Arab Spring;” and, thus, for them, the U.S. is responsible for Arab Spring’s damaging consequences, such as civil wars and the spread of terrorist organizations.

However, the dejavu is, legitimately, aroused among Arab viewers, due to the extreme similarity between the iconic scenes of the George Floyd protests and the iconic scenes of the Arab Spring revolutions, that took place nine years ago. The National Guard deployment to streets and their cordial and sympathizing conversations with protesters, and the Muslim mass performing prayers in a New York street during protests, are two examples of many. Even, the incident of George Floyd being killed by a policeman, which sparked the “Black Lives Matter” movement, is almost identical to the incident of the killing of the young Egyptian Khaled Said by a policeman, which sparked the Egyptian revolution in 2011. 

Ironically, some of my fellow Egyptians called the George Floyd protests the “American Spring” and prospected the fall of the Trump administration. Actually, the fall of the regime (the American regime!) was one of the trends that the democratic rivals of the republican President Trump attempted to leak into the movement. On the third day of the eruption of peaceful protests, paralleled by acts of riot and violence by an intruding anarchist group, the hashtag “America or Trump” was trending on Twitter. 

At the same day, famous democratic leaders issued media statements pointing at President Trump, and his republican agenda, as the main motivator for racial discrimination against the black people. That clearly unfair and politicized stance by the democrats is contradictory to the fact that racial discrimination is a historical challenge that is as old as the foundation of the United States. Over centuries, both democratic and republican administrations failed to totally end racial discrimination in America.

But, soon, the movement’s organizers realized that their endeavors may be doomed to failure if they do not exclude those trying to hijack the momentum of their protests. That does not only include the democrats, who are competing against Trump in the next presidential elections, in November, but also the Muslim Brotherhood organizations who are seeking to have an upper hand in their continued conflict with the police apparatus.

Excluding those trying to over-ride the protests with their own slogans and political interests, while exclusively focusing on the main goal of the movement, is one reason why the protests are already succeeding in getting stronger and more influential. An equally important reason for the success of the “Black Lives Matter” movement is denouncing violence and showing high commitment to nonviolent discipline by the protesters. Over history, the nonviolent discipline has always been an essential factor in the success of nonviolent movements, including the American civil rights movement, led by Martin Luther King, Jr. in 1950s. 

The George Floyd protests shall come to an end, sooner or later, but their positive impact on the United States’ domestic policy shall remain for decades. In that sense, one can comfortably claim that the “Black Lives Matter” movement has initiated an episode of an American Spring.


لماذا نجح الربيع الأمريكي وفشل الربيع العربي؟

احتجاجات جورج فلويد أمريكا


ما زال الحراك الشعبي الذي نتج عن حادثة مقتل المواطن الأمريكي الأسود "جورج فلويد" على يد ضابط شرطة، في مدينة "منيابوليس" في الأسبوع الأخير من شهر مايو، مستمراً في كسب مؤيدين وإحداث موجات متوسطة الشدة من التغيير السياسي، ليس فقط في داخل الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن أيضاً امتد أثره إلى بريطانيا وبعض الدول الأوروبية، في مشهد غيّب كثيراً أخبار انتشار فيروس كورونا وأثاره المدمرة على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية في حياة الأمم والأفراد. ولا يبدو أن هذا الحراك سيتوقف عن قريب. 

تحمل الحركة الشعبية التي تقود الحراك السياسي في الشارع الأمريكي هذه الأيام شعار "أرواح السود مهمة"، وهي تسعى إلى تحقيق العدالة للمواطنين أصحاب البشرة السمراء، والذين يتعرضون لتمييز عنصري يهدد أرواحهم ويؤثر على جودة الفرص المقدمة لهم بشكل مستمر، لا سيما في دول ذات تاريخ عنصري ضد السود، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا. 

وقد نجحت الحركة بالفعل في التأثير على صناع القرار في تغيير العديد من القوانين التي تسمح لقوات الشرطة باستخدام العنف الجسدي في ملاحقة المشتبه بهم أو في أثناء القبض عليهم، بل وامتد تأثير الحركة إلى سحب أفلام كلاسيكية من مكتبات الأفلام الأمريكية، مثل فيلم "ذهب مع الريح" الشهير، نظراً لما يحتويه من بعض المشاهد التي يتجلى فيها التمييز العنصري ضد السود، والذي كان أمراً مقبولاً داخل المجتمع الأمريكي في حقبة إنتاج الفيلم.

أما في الدول العربية، فقد كان موقف المتابعين للحراك السياسي الأخير في الشارع الأمريكي يتميز في أغلبه بحالة من الشماتة التي نبغضها ونرفضها، وإن كانت دوافعها مفهومة. فهناك كثيرون في العالم العربي يعتقدون تمام الاعتقاد أن الولايات المتحدة هي من صنعت سلسلة الثورات المعروفة باسم "الربيع العربي" والتي أعقبتها سلاسل لا نهائية من أحداث الخراب والدمار، التي لم تترك بلداً واحداً في منطقة الشرق الأوسط على حاله، وأوقعت الإقليم في ويلات حروب أهلية وانتشار التنظيمات الإرهابية في ربوعه. 

وقد جعل التطابق الشديد في المشاهد التي انتقلت إلينا من الشارع الأمريكي، مؤخراً، مع أحداث ومشاهد ثورات الربيع العربي، التي حدثت قبل تسع سنوات، حالة من الـ "ديجافو" لدى المتابع العربي، خصوصاً مشاهد الاحتجاجات أمام البيت الأبيض، ومشاهد المصلّين المسلمين وهم يقيمون الصلاة في شوارع نيويورك وغير المسلمين يحيطون بهم في صمت، ثم نزول قوات الحرس الوطني للسيطرة على أعمال العنف والتخريب في الأيام الأولى للمظاهرات. حتى أن البعض قد وصف الحراك السياسي في أمريكا اليوم بأنه "الربيع الأمريكي" على غرار مصطلحات "الربيع العربي" و"الربيع الأوروبي"، وبالغ البعض بتخيل أن ثمة ثورة شعبية سوف تسقط إدارة ترامب.

إلا أنه ومع مرور الأيام، استطاع الحراك الشعبي المطالب بإنهاء التمييز العنصري ضد المواطنين السود وتحقيق العدالة وإصلاح قوانين الشرطة، أن يتماسك وينجح ويستمر، متجاوزاً كل المشكلات التي سبق ووقعت فيها ثورات الربيع العربي. 

فقد حاول الديمقراطيون ركوب الموجة وتوجيه غضب الشارع نحو منافسهم الجمهوري الأشرس والرئيس الأمريكي الحالي ترامب، مدّعين أنه هو السبب في انتشار ظاهرة التمييز العنصري، رغم كونها ظاهرة قديمة وقائمة منذ تأسست الولايات المتحدة قبل خمسة قرون. 

وكذلك حاولت جماعة الإخوان المسلمين، المنتشرة بشكل واسع داخل الولايات المتحدة ولها نشاط كبير في منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدينية الإسلامية وفي بعض الجامعات هناك، ركوب الموجة نظراً لخلافاتها التاريخية مع أجهزة الشرطة، في مشهد مشابه جداً لمحاولتهم سرقة ثمار الثورات العربية قبل تسعة سنوات، مستغلين الغضب الشعبي وحماسة الثائرين، لتحقيق أهداف جماعتهم السياسية، وهي المهمة التي نجحوا فيها مع الأسف، نظراً لأسباب كثيرة أهمها عدم تماسك الحركات الشعبية التي قادت الثورات العربية آنذاك. 

لكن سرعان ما أدركت الحركة الشعبية الأمريكية أنه لا سبيل لإنجاح مساعيهم إلا بالتركيز على الهدف الرئيسي للاحتجاجات، ألا وهو "أرواح السود مهمة"، وبالتالي إقصاء كل الشعارات الأخرى التي تطالب بإسقاط إدارة ترامب، أو تسمح لطوائف دينية-سياسية مثل الإخوان المسلمين الأمريكيين بركوب الموجة، وأيضاً نبذ العنف كوسيلة للتعبير عن الغضب وإقصاء الجماعات الأناركية وعدم تبني موقفهم أو الدفاع عنهم، وأهم من كل هذا كان الالتزام بتطبيق أساليب وخطط المقاومة غير العنيفة، التي سبق وأنجحت الحملة التي قادها "مارتن لوثر كينج" ورفاقه في الخمسينات من أجل تحقيق العدالة للمواطنين السود والسماح لهم بالتمتع بحقوقهم المدنية، والتي كان من أبرز ثمارها أن تولى رئيس أسود، هو باراك أوباما، إدارة الولايات المتحدة الأمريكية، بعد نجاح حركة كينج بأربعة عقود.

ولعل هذا هو السبب الأعظم في نجاح الحراك الشعبي داخل الولايات المتحدة اليوم، ولا اعتقد أن تأثيره سيتوقف عند إجراء تعديلات على بعض القوانين أو اتخاذ إجراءات لإصلاح جهاز الشرطة، بل سوف يكون له تأثير كبير على مستقبل السياسة الداخلية في أمريكا بشكل واضح في السنوات القادمة، وبالتبعية سيتأثر كل من لهم مصلحة مباشرة مع الولايات المتحدة، سواء سياسية أو اقتصادية، في عالمنا العربي. 

Wednesday, June 17, 2020

نوارة نجم... أنتِ أيضاً من الأشرار

نوارة نجم


قرأت صباح اليوم مقالاً جميلاً تملؤه مشاعر طيبة وشديدة الملائكية، المقال كتبته نوارة نجم وتتحدث فيه عن علاقتها مع ساره حجازي ومصاحبتها لها ونصائحها وإرشادها لها طوال رحلة اكتشاف ذاتها والعالم من حولها، ركز المقال بشكل رئيسي على حملات التنمر التي تعرضت لها ساره - الله يرحمها - طوال رحلتها القصيرة على هذه الأرض، بينما كانت تحاول فهم علاقتها بنفسها وبالله وبالبشر، وكتبت نوارة في المقال أنها كانت دائماً ما تنصحها بتجاهل المتنمرين لأنهم بالفعل أشرار ويقصدون إيذائها. 

في نهاية المقال تشعر وكأن نوارة نجم هي كائن ملائكي نزل على الأرض بالصدفة، لكن لا يا نوارة، هؤلاء الأشرار الذين تتحدثين عنهم أنتِ واحدة منهم، وأنتِ مثلهم تماماً ترفضين كل من هو مختلف معك بل وتكيلين له بالألفاظ والسباب والتنمر، 

أقول هذا لأني أنا نفسي... أنا نفسي... كنت ضحية لتنمرك، وليس مرة واحدة بل أكثر من مرة، أولها كان حين شن عليّ جمال عيد حملة مقرفة في عام ٢٠٠٦ من أجل تحطيمي بعد انتقالي من العمل في الشبكة العربية التي يديرها هو إلى العمل مع منظمة حقوقية أمريكية، كمدير إقليمي لهم في مصر، وقد كنتِ أنتِ يا نوارة أحد الأبواق التي استخدمك جمال عيد للنيل من سمعتي وتشويه صورتي، وكنتِ تفعلين ذلك بزهو غريب لم أستطع فهم أسبابه أو دوافعه حتى اليوم! 

شاركتي جمال عيد في التنمر عليّ بسبب مقال نشر عني في أمريكا وقتها تناول تجربتي مع الختان وكيف كانت التجربة القاسية وقوداً لبداية عملي في مجال حقوق الإنسان، بل وكتبتي عني مقال طويل عريض في الدستور وقتها وصفتيني فيه بأني "هبلة ومسكوني طبلة" لأنك كنتِ – بدافع الغيرة أو كراهية الذات – غير مقتنعة أني كشابة مصرية عمرها ٢٥ سنة استحق أن أصبح مدير أقليمي لمنظمة حقوقية دولية، ولو أنك كنتِ تمتلكين نفساً سوية لكنتِ شعرتي بالفخر أو على الأقل شجعتيني، لكن طبعاً لأني كنت مختلفة فكرياً وسياسياً عن شلة اليساريين بتاعت وسط البلد التي كنتِ تنتمين لهم، لم تفكري مرتين في الإساءة لي. 

وحتى نفس التنمر الذي تعرضت له ساره عندما وصفوها بأنها كانت تفعل ما تفعل لتهاجر إلى كندا، حسب ما ذكرتيه أنتِ في مقالك، أنتِ أيضاً استعملتي نفس الاتهامات معي، ورددتيها بدم بارد حين قلتي أني بعت نفسي للأمريكان من أجل الدولار بينما أنتِ لا تعرفين عني أو عن عائلتي أو خلفيتي الاجتماعية أي شيء!  

وفي ٢٠١١ و٢٠١٣ دخلتي على حسابي على تويتر وشتمتيني لمجرد أختلافات في أراء سياسية، وأذكر وقتها أني حاولت أن أشرح لكِ وجهة نظري، بنفس سذاجة سارة بالضبط التي، كما وصفتيها في مقالك، كانت تفترض الطيبة في الجميع وتشرح لهم سبب اختلافها معهم، وأذكر أني رفضت الاستمرار في الحديث معكِ وقتها بسبب الألفاظ الخارجة والخادشة للحياء التي استعملتيها معي. 

نعم يا نوارة هذه هي الحقيقة، أنتِ نفسك واحدة من الأشرار الذين قتلوا ساره ولكن بوجه مختلف. أنتِ ظلمتيني وأهانتيني وتنمرتي عليّ وليس مرة واحدة بل أكثر من مرة، ولم يصحو ضميرك ولم تكلفي نفسك عناء الاعتذار حتى اليوم. 
والحمد لله أن روحي كانت أكثر صلابة وصموداً من روح ساره فقاومت تنمرك أنتِ وجمال عيد وأشباهكم، حتى نلت من هذه الحياة ما استحقه من إنجاز ونجاح. 
 
نوارة نجم... أنتِ أيضاً من الأشرار
  



Thursday, June 04, 2020

خواطر: باب الرضا



داليا زيادة باب الرضا


فتحت لأجلك باب الرضا


ومثلي لا يفتح أبوابه إلا نادراً


فأدخل عاجلاً 

ورمم أطلالك التي
 

ازدحمت بها أرضي


أو ابقى منكسراً في صحراءك

 حتى 
تتبخر في شمس الذاكرة

داليا زيادة



Wednesday, June 03, 2020

#BlackLivesMatter and the Montgomery Story Comic Book

Martin LutherKing Jr and the Montgomery Story Comic Book


Many decades ago (in 1956), this comic book:
"#MartinLutherKingJr and the Montgomery Story" documented the inspiring story of the nonviolent #CivilRights movement in America.


12 years ago, I translated this comic book into Arabic (thanks to my amazing colleagues at the American Islamic Congress, at that time) and it inspired young Arabs to adopt #MLK's nonviolent strategies to "nonviolently" stand up for their rights during the early years of the Arab Spring (before it gets ugly, later!):

https://www.thestar.com/news/insight/2009/05/17/can_a_comic_book_change_the_middle_east.html



Today, the American movement leading #BlackLivesMatter and #GeorgeFloydProtests need to go back to this comic book and learn about nonviolent action.


Always remember:
Committing to and showing high discipline to nonviolent action is key for your success.


PDF: MLK & the Montgomery Story:
https://www.crmvet.org/docs/ms_for_comic.pdf


And, this is the link to the Arabic version (PDF), in case you want to check it out:
https://db02f65e-4a9f-4bb4-858e-8fb75165e3d7.usrfiles.com/ugd/db02f6_4ea648f3846a4796b85da9a07c662fe9.pdf