Friday, November 11, 2016

مشيرة في اليونسكو وفي قلب شباب مصر



جاء لقاء الرئيس الثاني مع الشباب في غضون شهرين فقط، لمناقشة تحديات الحاضر وطموحات المستقبل، بينما يعج العالم بالفوضى إثر الضربات الإرهابية المتلاحقة، وآخرها في تركيا أردوغان، ممول داعش والأب الروحي لجماعة الإخوان الآثمة، والذي كان وما زال وسيظل يستهدف أمن واستقرار مصر، في رسالة ربانية سيذكرها تاريخ الإنسانية، مفادها أن الدول التي تنشغل ببناء نفسها هي التي يقف الله معها، أما الدول التي تنشغل بإيذاء جيرانها فلسوف تذوق مرارة ما صنعت أيديها إن عاجلاً أو آجلاً. 

على حد علمي أن تواصل الرئيس السيسي مع المواطنين الشباب بهذا الشكل المثمر والمستمر لم يحدث في أي دولة أخرى في العالم. مصر تضع نموذج جديد للعلاقة بين الدولة والشعب. اجتماعنا مع الرئيس ورموز الدولة بشكل دوري في حوارات مفتوحة وكاشفة هو تجديد مستمر للأمل في شرايين مصر، لنعود بعد كل لقاء أقوى وأقدر على مواجهة أصعب التحديات.

ومن بين كل رسالات الأمل التي ضخها مؤتمر الشباب الشهري يوم السبت في نفوس المصريين، كان تدشين حملة شبابية لوصول الناشطة الحقوقية مشيرة خطاب إلى تولي منصب رئيس اليونسكو، وهي به الأجدر من بين كل المرشحين، لتكون أول سيدة مصرية أفريقية عربية تحقق هذا الحلم العزيز على قلب مصر. 

وقد اخترت من بين كل المناصب الرفيعة التي تقلدتها هذه السيدة العظيمة في الدولة، بين وزيرة للأسرة والإسكان، وأمين عام المجلس القومي للأمومة والطفولة، وسفيرة متميزة، أن أسميها بالناشطة الحقوقية، لأن هذه الروح – روح الناشطة – هي التي صاحبتها على مدار مشوارها الحافل بالإنجازات، التي كنت أنا نفسي واحدة من المستفيدين منها، فقد فعلت هذه السيدة العظيمة لجيلي الكثير. 

كانت السفيرة مشيرة خطاب، تجوب القرى والنجوع، وتتحدث مع الأسر والأمهات عن تعليم بناتهن ونبذ عادة الختان، في الوقت الذي كان تحرك الوزراء فيه خارج مكاتبهم أمر لا نراه إلا في الأفلام الأجنبية، نجحت الناشطة الحقوقية مشيرة خطاب في عمل حملة قومية ضخمة، شاركت فيها أثناء دراستي الجامعية، نتج على إثرها تمرير أول قانون في تاريخ مصر يجرم الختان ويوعي الناس بخطورته على صحة الفتيات، لتنقذ بذلك أرواح الملايين من بنات مصر الذين وأدهم المجتمع أحياءاً بهذه الممارسة الآثمة، التي يبرأ منها الدين وأبسط قواعد الإنسانية، تحدت بروح الناشطة الحقوقية، لا بحسابات الوزيرة، مجتمع كامل يغلب عليه التعصب في صعيد مصر، لتفتح فصول لتعليم الفتيات، وضغطت بقوة منصبها آنذاك لتشريع قوانين تقضي على ظاهرة الزواج المبكر للفتيات. 

فقط راجعوا الإحصائيات الرسمية في هذه القضايا الثلاث (ختان الإناث، وتعليم الفتيات، والزواج المبكر) قبل وبعد مشيرة خطاب لتدركوا حجم الفرق الذي أحدثته. 

حتى بعد ثورة يناير، لم تتوقف الوزيرة مشيرة خطاب عن أداء مهمتها التي تؤمن بها في مناصرة حقوق المرأة المصرية، ولعل المحافل الدولية التي شاركت فيها متحدثة باسم نساء مصر ومدافعة عنهم، وكذلك التكريمات الدولية التي حصلت عليها كناشطة حقوقية تشهد لها بذلك، هذا فضلاً على وقوفها بمنتهى الشجاعة والإيثار ضمن صفوف شعب مصر في مواجهة تعنت جماعة الإخوان الإرهابية التي أرادت طمس هويتنا وإعادتنا لعصور الجهل والتخلف تحت ستار الدين.

ونحن اليوم بدعمنا كشباب مصري للسفيرة مشيرة خطاب لسنا سوى كمن يرد جزء بسيط من جميل صنعها في حق جيل بالكامل، وكلنا ثقة أن تنجح سيادتها كناشطة حقوقية أولاً ومسؤول دولي رفيع ثانياً في أن تنقل النجاح الذي حققته في مصر إلى ربوع العالم، وكلنا يقين أنها ستكون خير ممثل لمصر في هذه المهمة الثقيلة.  وما أحوج العالم المشتعل لسيدة في مثل نشاطها وحكمتها الآن.