أثار تكريم رئيس الشيشان "رمضان قاديروف" لنجم كرة القدم المصري "محمد صلاح"، ومنحه وسام المواطنة الفخرية، موجة عاتية من الجدل بسبب نشر بعض الصحف الغربية وبعض المنظمات الحقوقية، المعروفة بتوجهاتها السياسية المغرضة ضد مصر، مقالات وبيانات تلوم فيها محمد صلاح على قبول التكريم من رئيس الشيشان، لأن قاديروف - حسب إدعائهم - له تاريخ في انتهاك حقوق الإنسان.
وقد انزعجت بشدة بينما كنت أشاهد، بالأمس، مذيع رياضي على قناة فضائية، تعبر عن توجهات الدولة المصرية، يستشهد بكلام منظمة "هيومان رايتس ووتش" رغم كونها أكبر المتاجرين بحقوق الإنسان في العالم، وغيرها من الصحف والمنظمات المغرضة، في هجومه على محمد صلاح واتحاد الكرة المصري لقبولهما بالتواجد في الشيشان من أصله! ناهيك عن هجومه على محمد صلاح نفسه لقبوله بالتكريم ووصفه لصلاح بأنه مجرد لاعب كل همه يعلي سعره لدى الأندية الأوروبية أكثر ما يهمه يعلي أسم مصر... وفي هذا ظلم كبير لصلاح بصراحة! في البداية ظننت أنه يتهكم أو يتحدث بسخرية، لكن للأسف كانت صدمتي الكبرى أنه طلع بيتكلم جد!
على أي حال، أرجو أن لا نقع في الفخ المنصوب لنا بواسطة بعض المنظمات الحقوقية الدولية المغرضة ومموليهم من دول تعادي مصر ومصالحها صراحةً، حيث قاموا باستغلال الاهتمام الإعلامي والشعبي الكبير بأحداث كأس العالم، لدس أخبار وبيانات ملتوية تستهدف تشويه مصر وضرب مصالحها لدى المجتمع الدولي، وللأسف جاءت الضربة في أجمل من فينا: محمد صلاح.
وإليكم بعض الحقائق في هذا الموضوع، لعلها تفيد في فهم ما يجري:
وإليكم بعض الحقائق في هذا الموضوع، لعلها تفيد في فهم ما يجري:
أولاً: الشيشان هي مقاطعة فيدرالية (محافظة يعني) تابعة لدولة روسيا الاتحادية، يعني ليس لديها جنسية مستقلة لتمنحها لمحمد صلاح، الوسام الذي قدمه قاديروف لصلاح هو شكل من أشكال التكريم والضيافة لا أكثر، وسبق وقدمه لعشرات من الرموز العالمية في كل المجالات.
ثانياً: لقد تحدثت بالتفصيل في هذا المقال الذي نشرته يوم 28 مايو عن التربص الحقوقي بمنتخب مصر في كأس العالم، لكن حتى لو صدقنا هذه الادعاءات واعتبرنا أن رئيس الشيشان يرتكب انتهاكات لحقوق الإنسان، ما دخل محمد صلاح في الموضوع؟! ولماذا نتوقع أن يضر هذا التكريم الشيشاني بصورة محمد صلاح لدى جماهيره في الغرب، خصوصاً أنهم جماهير رياضة وليسوا جماهير سياسة، وربما كثير منهم لا يهتم بقراءة الصحف أصلاً وأول مرة يسمع اسم رئيس الشيشان.
ثالثاً: لقد وقع الغرب في غرام محمد صلاح رغم كونه مسلم مصري عربي، وهذا أمر - لو تعلمون - عظيم! أحبوه لأنه مجتهد ومبدع، ولم يأخذوه بذنب المتطرفين الإسلاميين، وطبعاً لن يأخذوه الآن بذنب رئيس الشيشان، هذا لو سلمنا جدلاً بصحة ما يشاع عن انتهاكه لحقوق الإنسان.
ثالثاً: لقد وقع الغرب في غرام محمد صلاح رغم كونه مسلم مصري عربي، وهذا أمر - لو تعلمون - عظيم! أحبوه لأنه مجتهد ومبدع، ولم يأخذوه بذنب المتطرفين الإسلاميين، وطبعاً لن يأخذوه الآن بذنب رئيس الشيشان، هذا لو سلمنا جدلاً بصحة ما يشاع عن انتهاكه لحقوق الإنسان.
أتمنى أن يساعد هذا المقال على فتح أعين المصريين على المكيدة التي نصبوها لنا، تحت شعار حقوق الإنسان، وأن نتوقف عن مجاراتهم فيها، ولعلكم تدركون أن وسائل إعلام الغرب ليست دائماً على حق، وأن تجار حقوق الإنسان في الغرب أكثر فساداً وأوسع انتشاراً مما نتخيل.