منذ حوالي شهرين كانت أختي الصغرى مي تشاهد مسلسل "نور" بشغف كبير، و كنت أتشاجر معها دائما لأنها كانت تمنعني من مشاهدة العاشرة مساءا، إلى حين أن رماني زماني و قررت أن أشاهد هذا المسلسل الذي لحس عقل مي أختى!
ويا ليتني لم أفعل! فقد أدمنت المسلسل مثل مي و أكثر.... ولا تسألوني عن السبب لأني أنا لا أعرفه، و الحمد لله أني أكتشفت بعد ذلك بفترة قصيرة أني لست المريضة الوحيدة بهذا الإدمان.. فامثالي كثر في مصر و الوطن العربي بأكمله.
حتى في المصيف، حين يأتي موعد مسلسل نور يختفي الناس من على الشاطئ و حمام السباحة و الشوارع و الأسواق بشكل غير معقول، حتى المقاهي حين يأتي موعد مسلسل نور تحول التليفزيون إلى محطة إم بي سي فور!! حاجة تجنن طبعا. لكن ما علينا.
بطبيعة الحال، فإن أي شجرة مثمرة لازم الناس يحدفوها بالطوب و أي حد ناجح لازم تلاقي ناس بتشتم فيه، إنها هواية و طبيعة في البشر.. لهذا لم أستغرب كثيرا حين رأيت على بعض المنتديات الخليجية والسعودية على الإنترنت أفراد تهاجم بطل المسلسل الوسيم "مهند" بدعوى أنه شاذ جنسيا و أنه بطل أفلام بورنو!
تجاهلت هذه المنتديات لأنها في الغالب تتناول تلك المواضيع وتبالغ فيها.. لكنني أندهشت بشدة حين وجدت مجموعة على الفيس بوك أطلقها مصريين تتهم "مهند" بأنه شاذ جنسيا... وفجأة ظهرت مجموعات أخرى على الفيس بوك تهاجم مهند و مسلسل نور بأكمله و تدعي أنه مسلسل من الدرجة الثالثة، إلى آخره.
فركت عيني و دققت النظر.. إنه هو هو نفس الفيس بوك الذي كان مزدحما أمس القريب بعشرات المجموعات التي تهيم عشقا في مسلسل نور و في بطل المسلسل مهند!
فيه أيه يا جماعة؟ فكروا شوية قبل ما تروجوا إشاعات "إذا آتاكم فاسق بنبأ...." وفرضاً إن الممثل التركي كيفانش تاد ليتوند الذي يؤدي دور "مهند" شاذ جنسيا، إحنا مالنا؟ المهم إنه قدم عمل كويس زي مسلسل نور قدر يجذب الناس في العالم العربي بأكمله ليه.
العرب دول حاجة غريبة و الله العظيم! أزاي بيقدروا يحولوا مشاعرهم من قمة الإعجاب لمنتهى الإحتقار في ليلة و ضحاها.. لمجرد كلمة أتكتبت على منتدى و لا فيس بوك، أو لمجرد موقف بياخدوه من تصرف شخصي لا يخص إلا شخص بعينه وليس لهم عليه أي وصاية. ربنا خلق لنا عقلنا ده ليه لو إننا بنسيب غيرنا يفكر لنا و إحنا ننفعل على الفاضي؟