Saturday, September 26, 2020

فشل دعوات التظاهر واستغلال الأطفال من قبل جماعة الإخوان المسلمين



في مداخلة تليفونية مع برنامج على مسئوليتي للإعلامي أحمد موسى على قناة صدى البلد، يوم الثلاثاء ٢٢ سبتمبر، تناولت الدكتور داليا زيادة، مدير مركز دراسات الديمقراطية الحرة، ردود فعل الاخوان حول فشل دعواتهم للتظاهر، والأسباب وراء استغلال الجماعة للأطفال بكثافة في المسيرات التي يدعون إليها. 

حيث قالت د. داليا زيادة، أن "تنظيم الإخوان الإرهابي، والذي يتميز قياداته بالغباء الشديد، متخيل أنه عندما يشعل تويتر بالهاشتاجات، فإن الشعب المصري سوف يلقي بنفسه في النار من أجلهم، وفي كل مرة، لا الشعب يستجيب ولا نارهم تحرق أحداً غيرهم." 

وأضافت "لكن علينا الانتباه لنقطة مهمة هنا، وهي أن الإخوان لن يتوقفوا عن تكرار الدعوة للتظاهر في المستقبل، وفشلهم المدوي في الحشد الشعبي داخل مصر لن يوقفهم عن تكرار الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي وتكريس كل الوسائل لتضخيمها ونشرها على أوسع نطاق، لأنهم بهذه الأكاذيب وبالصوت العالي، حتى لو كان مجرد طحين بلا دقيق، قد بدأوا يحققون الهدف الرئيسي من هذه الدعوات وهو لفت أنظار ممولي التنظيم في الخارج، وإثبات أنهم ما زالوا موجودين، وظهروا من جديد بكثافة على الساحة الإعلامية والسياسية بعد فترة هزيمة وتشتت وانزواء طالت حوالي أربع سنوات." 

وأردفت "اعتقد أن استراتيجيتهم في الفترة القادمة، ستعتمد على تكرار الحالة التي أفتعلوها في ٢٠١٤ و ٢٠١٥، من حيث جعل كل يوم جمعة هو يوم حراك لهم، يدعون فيه للتظاهر وعمل مسيرات، وتدريجياً يقومون بالاشتباك مع الأهالي الرافضة لوجودهم، ونعود لنفس حالة الفوضى التي كانت موجودة آنذاك، لهذا يجب علينا في داخل مصر التوقف عن التفاعل مع دعواتهم، خصوصاً على  منصات السوشيال ميديا، فكلما صارت الحياة بشكل طبيعي، خصوصاً في أيام الجمعة، سواء على أرض الواقع أو في فضاء الأنترنت، كلما كان هذا فشل أكبر لهم، وسيجبرهم على الانزواء من جديد، وهذه المرة غير ٢٠١٤، حيث كان هناك قيادات وسطى وقتها تتولى عملية التعبئة في داخل مصر، ولم تتوقف أعمال العنف الإخوانية إلا عندما تم القبض عليهم، أما الآن فكل من يقومون بهذه الدعوات هم في خارج مصر، وليس لهم عناصر قادرة على التنظيم والحشد هنا، أي أن حربنا معهم هي حرب إليكترونية خالصة، كلها على فضاء الانترنت، ويجب التعامل معها على هذا الأساس، بحيث لا يجرونا مرة ثانية إلى ملعبهم هم، حيث العنف والاكاذيب، ونجد أنفسنا في موقف دفاعي مرة ثانية." 

وفيما يتعلق باستغلال الجماعة للأطفال والنساء في أنشطتهم السياسية وأعمال العنف التي يقومون بها، قالت د. داليا زيادة: "إن الاستخدام التنظيمي للنساء والأطفال هو أمر اعتادت عليه جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها، حتى أن دعوة حسن البنا نفسها كانت أول ما بدأت بين الأطفال والمراهقين في المدارس التي كان يعمل بها هو كمدرس، وفيما بعد كان هؤلاء الأطفال هم المنفذ الذي نفذ من خلاله إلى أباءهم وقام بتجنيدهم لخدمة الجماعة."

وذكرت أنه "في العصر الحديث، رأينا كيف استغل الجماعة الأطفال والنساء بكثافة شديدة للترويج لدعوتهم، ثم استخدامهم كحائط أمامي في مواجهاتهم المسلحة ضد القوى النظامية للدولة سواء الجيش أو الشرطة، وتجلى ذلك بوضوح في وقت عقدهم لوكر رابعة الإرهابي في عام ٢٠١٣، حيث قاموا بإحضار الأطفال من ملاجيء الأيتام التابعة للجامعة وألبسوهم الأكفان وعرضوهم لتجربة نفسية قاسية أدانها وقتها المنظمات الحقوقية ليس في مصر فقط ولكن بعض المنظمات الدولية أيضاً. 

ومؤخراً، رأينا الإخوان يستحضرون الأطفال والمراهقين في التجمعات التي قاموا بحشدها لتصويرها وإيهام العالم أنهم يقومون بثورة، على غير الحاصل على أرض الواقع، وكان هدفهم من الوجود الكثيف للأطفال في مظاهرتهم هو أولاً إعطاء وهم عددي، وثانياً جذب أولياء أمور وأباء هؤلاء الأطفال إلى هذه التجمعات لحماية أطفالهم، وبالتالي عمل زيادة وهمية لهذه التجمعات التي يختلقونها هنا وهناك."

 واختتمت قائلة: "إن ما يقوم به الإخوان من استغلال الأطفال في مظاهراتهم هو انتهاك صريح لحقوق الطفل، ولا يجب السكوت عليه، ويجب إدانته، وتوعية الأباء والأمهات بعدم ترك أطفالهم فريسة سهلة لمخططات هذه الجماعة الشيطانية."