Wednesday, June 17, 2020

نوارة نجم... أنتِ أيضاً من الأشرار

نوارة نجم


قرأت صباح اليوم مقالاً جميلاً تملؤه مشاعر طيبة وشديدة الملائكية، المقال كتبته نوارة نجم وتتحدث فيه عن علاقتها مع ساره حجازي ومصاحبتها لها ونصائحها وإرشادها لها طوال رحلة اكتشاف ذاتها والعالم من حولها، ركز المقال بشكل رئيسي على حملات التنمر التي تعرضت لها ساره - الله يرحمها - طوال رحلتها القصيرة على هذه الأرض، بينما كانت تحاول فهم علاقتها بنفسها وبالله وبالبشر، وكتبت نوارة في المقال أنها كانت دائماً ما تنصحها بتجاهل المتنمرين لأنهم بالفعل أشرار ويقصدون إيذائها. 

في نهاية المقال تشعر وكأن نوارة نجم هي كائن ملائكي نزل على الأرض بالصدفة، لكن لا يا نوارة، هؤلاء الأشرار الذين تتحدثين عنهم أنتِ واحدة منهم، وأنتِ مثلهم تماماً ترفضين كل من هو مختلف معك بل وتكيلين له بالألفاظ والسباب والتنمر، 

أقول هذا لأني أنا نفسي... أنا نفسي... كنت ضحية لتنمرك، وليس مرة واحدة بل أكثر من مرة، أولها كان حين شن عليّ جمال عيد حملة مقرفة في عام ٢٠٠٦ من أجل تحطيمي بعد انتقالي من العمل في الشبكة العربية التي يديرها هو إلى العمل مع منظمة حقوقية أمريكية، كمدير إقليمي لهم في مصر، وقد كنتِ أنتِ يا نوارة أحد الأبواق التي استخدمك جمال عيد للنيل من سمعتي وتشويه صورتي، وكنتِ تفعلين ذلك بزهو غريب لم أستطع فهم أسبابه أو دوافعه حتى اليوم! 

شاركتي جمال عيد في التنمر عليّ بسبب مقال نشر عني في أمريكا وقتها تناول تجربتي مع الختان وكيف كانت التجربة القاسية وقوداً لبداية عملي في مجال حقوق الإنسان، بل وكتبتي عني مقال طويل عريض في الدستور وقتها وصفتيني فيه بأني "هبلة ومسكوني طبلة" لأنك كنتِ – بدافع الغيرة أو كراهية الذات – غير مقتنعة أني كشابة مصرية عمرها ٢٥ سنة استحق أن أصبح مدير أقليمي لمنظمة حقوقية دولية، ولو أنك كنتِ تمتلكين نفساً سوية لكنتِ شعرتي بالفخر أو على الأقل شجعتيني، لكن طبعاً لأني كنت مختلفة فكرياً وسياسياً عن شلة اليساريين بتاعت وسط البلد التي كنتِ تنتمين لهم، لم تفكري مرتين في الإساءة لي. 

وحتى نفس التنمر الذي تعرضت له ساره عندما وصفوها بأنها كانت تفعل ما تفعل لتهاجر إلى كندا، حسب ما ذكرتيه أنتِ في مقالك، أنتِ أيضاً استعملتي نفس الاتهامات معي، ورددتيها بدم بارد حين قلتي أني بعت نفسي للأمريكان من أجل الدولار بينما أنتِ لا تعرفين عني أو عن عائلتي أو خلفيتي الاجتماعية أي شيء!  

وفي ٢٠١١ و٢٠١٣ دخلتي على حسابي على تويتر وشتمتيني لمجرد أختلافات في أراء سياسية، وأذكر وقتها أني حاولت أن أشرح لكِ وجهة نظري، بنفس سذاجة سارة بالضبط التي، كما وصفتيها في مقالك، كانت تفترض الطيبة في الجميع وتشرح لهم سبب اختلافها معهم، وأذكر أني رفضت الاستمرار في الحديث معكِ وقتها بسبب الألفاظ الخارجة والخادشة للحياء التي استعملتيها معي. 

نعم يا نوارة هذه هي الحقيقة، أنتِ نفسك واحدة من الأشرار الذين قتلوا ساره ولكن بوجه مختلف. أنتِ ظلمتيني وأهانتيني وتنمرتي عليّ وليس مرة واحدة بل أكثر من مرة، ولم يصحو ضميرك ولم تكلفي نفسك عناء الاعتذار حتى اليوم. 
والحمد لله أن روحي كانت أكثر صلابة وصموداً من روح ساره فقاومت تنمرك أنتِ وجمال عيد وأشباهكم، حتى نلت من هذه الحياة ما استحقه من إنجاز ونجاح. 
 
نوارة نجم... أنتِ أيضاً من الأشرار