في العدد 203 بتاريخ 3 يونيو 2009، نشرت مجلة روتانا هذا الحوار معي (أضغط على الصورة أعلاه لتكبيرها)، لكني نظراً لظروف كثيرة على المستوى الشخصي والمحلي والإقليمي، والدولي أيضاً لم استطع نشره إلا الآن.. وسأقوم بنشر حوارات أخرى تمت معي خلال الفترة الماضية والتي انشغلت فيها بزيارة الرئيس أوباما وأحداث إيران، سأنشرها تباعاً على مدونتي على مدار الأسبوع القادم:
داليا زيادة: هاجمونى بسبب الختان!
الكونجرس الاسلامى بعيد عن المخابرات الأمريكية
حوار: حسين أبو السباع
أطلقت عليها مجلة تايم الأمريكية بطلة الحقوق المسلمة واستضافتها إذاعة بى بى سى أكثرمن مرة ووضعتها على قائمة نساء على جبهة الحرية فى مصر وألقت محاضرة عامة فى جامعة هارفرد الأمريكية حضرها عدد كبيرمن المهتمين من جميع الجنسيات والأعمار والثقافات والديانات وعلى الرغم من كل ما تعرضت له من هجوم إلا أنها قررت آلا تغضب.. إنها داليا زيادة مدير مكتب شمال إفريقا لمنظة لكونجرس الإسلامي الأمريكى فى القاهرة والتى التقيناها فكان هذا الحوار:
كيف بدأت علاقتك بالكونجرس الإسلامى الأمريكى؟
بالصدفة البحتة بينما كنت أبحث عن كلمة حلم بالإنجليزية على الإنترنت وصلت إلى موقع المنظمة وكانوا وقتها يعلنون عن مسابقة كتابة المقال تحت سن 25 عاما، وبالفعل كتبت مقال وأرسلته إليهم وكان عن حقوق المرأة المصريةالشابة وحصلت بموجبه على تكريم منهم في بداية عام 2006 بعدها تم التواصل بيننا عبرالانترنت
معنى ذلك أنك لم تلتقى أياً من أعضاء الكونجرس وجهاً لوجه؟
لا، لقدحدث اللقاء طبعاً. فعندما أقاموا مؤتمراً فى القاهرة دعونى إليه فى نهاية العام 2006 وفىهذا المؤتمر التقيت ببعض العاملين بالمنظمة وتعرفت من خلال الفعاليات للمرة الأولى في حياتي على تجربة الأسطورة مارتن لوثر كنيج الناشط الأمريكى الأسود الذى تمكن من إنهاء التفرقة العنصرية ضد الأمريكين أصحاب البشرة السمراء بشكل سلمى، ومن يومها أنبهرت بفكرة العمل غير العنيف وقررت أن اتبناه فى كل شىء فى حياتى.
ما الصعوبات التى واجهتك بعد انضمامك إلى المنظمة؟
فى اليوم التالى لإعلان أننى توليت منصب مدير مكتب شمال أفريقيا فوجئت بعدد لانهائى من الإتهامات ومحاولات التشويه فهناك من اتهمنى بأننى عميلة للمخابرت الأمركية، وأن منظمة الكونجرس الإسلامى الأمريكى ما هي إلا ذراع لهذه المخابرت، وكنت أعتبر ذلك نكتة مضحكة، نظراً لأن المنظة غير حكومية وتعمل بشكل مستقل وتعمتد فى تمويلها على التبرعات الذى يقدمها أفراد وشركات إسلامية وغير إسلامية تؤمن برسالتنا من جميع انحاء العالم. أما بعضهم فاختار مهاجمتى لمجرد أنى سبق وأعلنت محاربتى لختان الإناث.
حدثينا عن موقفك من الجدل الذى دار حول موضوع الختان؟
فى الحقيقة أنا لم أغضب ممن تناولوا الموضوع بشكل شخصى؛ فأنا نفسى لم أستطيع التفرقة بين ما هو شخصى و ما هو عام فى هذه القضية تحديداً؛ فالطبيعى أنك حين تنكوى بالنار تصرخ وهنا لاتكون الجريمة أنك صرخت أو حاولت حماية غيرك من الوقوع فى الألم ذاته ولكن الجريمة الحقيقة تقع على عاتق من تجرأ على كيك بالنار وللأسف مجتمعنا لايفهم ذلك! فحين تناولت موضوعاً حساساً مثل الختان لم يكن ممكنناً أن أتحدث عنه بشكل مجرد بحت، وكأننى أتحدث عن نظرية علمية لا يربطنى بها شىء.
ولماذا وصل الأمر إلى هذه الدرجة؟
الذى جعل البعض ينظر إلى الموضوع بسلبية هو أنه قيل على لسان بنت فقد تناسوا أنى فى الأساس ناشطة حقوقية قبل أن أكون بنتاً، وكما هو معلوم فإن الكلام عن التابوهات غالباً ما يكون له ثمن والحديث فى قضية الختان مازال تابوه فى مجتمعنا المصرى وكذلك العربى؛ لذلك كان على أن أدفع الثمن المتمثل فى سوء فهم البعض أو حتى مهاجتى لمجرد أنى تحدثت فى الموضوع