Friday, October 03, 2008

عشرين سنة؟ أمتى وأزاي؟ حد يفهمني


يوم الأول من أكتوبر.. أي أول أيام عيد الفطر "المصري".. أي أول أمس، أحتفلنا بالبيت بمناسبة هامة جدا، ألا وهي عيد ميلاد مي أختي، ليس الحدث جديدا فهو يتكرر كل عام في نفس التوقيت وفي نفس الساعة تقريبا، وربما أيضا بنفس الطقوس ونفس الأغاني ونفس الضحكات.. لكن المختلف هذا العام هو أن مي أختي أتمت عامها العشرين!



عشرون عاما مرت دون أن أشعر أو يشعر أي أحد حولي، بصراحة لا أستطيع أن أصدق ومازلت في حالة ذهول غير منطقية إلى لحظتنا هذه، حين حملت أمي بمي أختي كان عمري خمس سنوات ونصف لكن فعليا كان يعادل 20 سنة على الأقل لأني كنت الأبنى الكبري التي تشارك أبويها تحمل كافة المسؤوليات، أكاد أن أقسم أني شاركت أمي في حملها لمي، كنت أتألم كلما تألمت وأفرح كلما فرحت وأتوحم كلما توحمت، كنا ندعو الله ليل نهار أن تأتي المولودة بنت، كنت قد سئمت من العيش مع أخوتي الصبيان، أحمد ومحمد، لمدة ست سنوات كاملة.



كنت أريد بنت لأني أرغب في التغيير وحسب، والحمد لله أستجاب الله لدعوات أمي وأتى بمي إلى الدنيا، أخترت لها أسمها، ولم يناقشني أبوايا فيه، ربيتها علي يدي، سقيتها من أفكاري، كانت ومازالت تنام في حضني على سريرنا المشترك، على الرغم من كثرة الأسرة في البيت، وعلى الرغم من أن سريرنا الصغير لم يعد يحملنا معا، علمتها كلماتي، وأتفقنا بشكل غير مقصود على إشارات لا يعرفها غيرنا، رافقتها في كل المراحل الهامة في حياتها، كنت معها في أول يوم بالمدرسة وأول يوم بالجامعة، كنت معها في أول قصة حب عفوية مراهقة، حتى حين ألتحقت أنا بالجامعة كنت أشاركها فيما أدرس، كنت أقرأ عليها مسرحيات شكسبير وروايات برونتي وأشعار دوّن.. أصبحت حتى تحب نفس الأفلام التي أحبها.. يااااه مرت عشرون سنة؟ مي أصبح عمرها عشرين سنة؟ كيف؟ وأنا لا أستطيع أن أراها إلا أبنة الأربعة أعوام؟!



أذكر نفسي حين أتممت عامي العشرين.. كان يوما مهيبا بالنسبة لي، قال لي معلمي الذي كنت ومازلت أحبه وأكن له كل الاحترام، أن الإنسان يتغير كل خمس سنوات بالكامل، لا يقصد طبعا من ناحية الشكل ولكن من الناحية النفسية وطريقة التفكير ومثل هذه الأمور التي نشعر بها ولا نستطيع تفسيرها على نحو مادي.. لكني كنت دائما أنظر إلى سن العشرين على أنه المرحلة الفارقة في حياة كل الناس، قبلها نكون أطفال في أجساد كبار، لا نشغل بالدنيا بالا، وبعدها نصبح من العقل والحكمة بحيث نقدر على الخوض في غمار الحياة.



لكن ما حدث هو أني لم أتغير نهائيا.. أو ربما تغيرت لكني لم أشعر بأي تغيير، داليا التي عرفتها قبل العشرين هي ذاتها داليا التي أعرفها الآن في الـ 26 لا جديد سوى أني أصبحت أقل تسامحا تجاه من يذنبون في حقي.. فهل يعد هذا تغيير؟ وهل ستتغير مي أختي هي الأخرى؟ أتمنى أن لا يحدث ذلك، لعلها تستطيع الحفاظ على الطيبة التي سقيتها أياها منذ طفولتها ولا تتخلى عنها مثلما أضطررت أنا لمواراتها قليلا حتى أستطيع التعامل مع ثعابين الإنس!



عشرين سنة؟ عشرين سنة؟! عشرييييييييييين سنة؟!!!!!!!!