Thursday, October 02, 2008

العيد السنة دي غير كل الأعياد.. أه والله العظيم بجد


وأخيرا رجع العيد.. مازلت حتى اليوم أستقبل العيد بنفس بهجة أيام الطفولة، على الرغم من أن كل الأشياء التي كانت تحضر لي البهجة آنذاك لم تعد موجودة حتى اليوم، منها مثلا العيدية التي كنت أجدها تحت مخدتي وتوقفت الآن لأني كبرت، والملابس الجديدة التي كنت أعلقها على طرف سريري ولم أعد أعلقها لأن شراء الملابس الجديدة لم يعد مرتبطا بالعيد فقط ولكنه ممكن في أي وقت آخر طوال العام، وتصفيف شعري بطريقة جديدة – نعم قبل الحجاب كنت أصنع لنفسي "نيولوك" جديد كل عيد – والخروج مع أصحابي والذي توقف نظرا لأنشغالنا كل بحياته، وغيرها الكثير من الأشياء التي كانت ولم تعد تكن.



جاء العيد هذا العام دون أي من هذه المحفزات على الفرح، لكني فرحة بشكل غير طبيعي! جزء من فرحتي هذه مفهوم الأسباب وجزء منها لا أعرف عنه سببا ولا أريد أن أعرف، يكفيني ما كان العام الماضي من عذابات وآلام ما كان يجب أن أضع نفسي فيها من الأساس، دعونا منها الآن، لا أريد أن أتحدث عنها الآن ولا أي وقت بعد الآن – غصب عني لازم أقفلها للأبد – فلنركز فقط على الأسباب العظيمة التي أحدثت لي هذا القدر العظيم من السعادة بالعيد هذا العام.



أولا تصادف أن العيد أنتهى مع نهاية شهر سبتمبر وهو بحق أمر يستحق الاحتفال في حد ذاته، أنا للأسف الشديد أكره شهر سبتمبر بشدة، ففيه توفى أبي وتوفت جدتي لأمي وجدي لأبي ووقعت فيه أحداث الحادي عشر من سبتمبر ووقعت فيه أحداث الدويقة ووقعت فيه أغلب المجازر البشرية، باختصار هو شهر الكوارث والأمراض.. شهر ينشط فيه عزرائيل بشكل مرعب، لذلك أصبحت أكره شهر سبتمبر هذا بقدر ما أحب الحياة، وأصبح رحيله بالنسبة لي مدعى للاحتفال في حد ذاته.



ثانيا أول أيام العيد – أقصد العيد المصراوي الذي بدأ اليوم وليس العيد الخليجي أو الشامي الذي بدأ أمس – أول أيام العيد هذه السنة يوافق الأول من أكتوبر وهو عيد الميلاد العشرين لأختي مي التي أحبها لدرجة الأمومة. لحد الآن عندي أزمة في تصديق أن مي أصبح عمرها عشرين سنة.



ثالثا صحة ماما تحسنت بدرجة مذهلة بعد العملية وأصبحت حالتها أفضل بكثير، واستعادت قوتها ونشاطها في فترة قصيرة جدا، بصراحة طول فترة مرض أمي كنت أشعر وكأني مبتورة القدمين، شيء مني لا يستطيع العمل، أما الآن وقد شفيت أمي فقد أصبحت الحياة كلها ملك يدي وطوع أمري. أصبحت قادرة – بلا مبالغة – على الخوض في المستحيل.



رابعا في العيد هذا العام سأحتفل مع أسرتي بخطوبة أخي على أبنة خالي وستحتفل أبنة خالتي بخطوبتها على من كانت تحبه، يعني الحمد لله أستقر كل على من يريد وأخيرا سيطرق الفرح أبواب بيتنا أكثر من طرقة واحدة في أسبوع واحد.



خامسا مر شهر رمضان وأنا أشاهد مسلسل أسمهان، وما أروعه من عمل، سأحدثكم عنه بالتفصيل في تدوينة منفصلة هو وبعض الأشياء اللذيذة الأخرى التي أطلت علينا من شاشة التليفزيوم هذا العام، مثل إعلانات كريم عبد العزيز مع كوكاكولا، وإعلانات القرد المصري التي أخذته شمبونجو منا بصنعة لطافة – ربنا يسامحهم!



خامسا وهذا هو الأهم عملي يسير على نحو ممتاز وكل ما أبغي تحقيقه يتحقق، كتاب جديد سيصدر لي بالمشاركة مع بعض الباحثين بعد العيد مباشرة بعنوان "مصر إلى أين؟" عن مؤسسة ثروة التي أقوم بتنسيق أعمالها في مصر، سأحدثكم عنه بالتفصيل في تدونية منفصلة، وأطلقنا مؤخرا في المنظمة التي أدير مكتبها في مصر (منظمة المؤتمر الإسلامي الأمريكي) حملة جديدة عن حرية العقيدة خلال شهر رمضان، فضلا عن بعض الأبحاث والدراسات التي أديتها بنجاح تام والحمد لله على الرغم نن الضيق الشديد في الوقت.. والتطور الهائل وحجم العمل الذي لا يتوقف في مركز سوفت كوبي للترجمة الذي أسسته منذ عامين فقط، وديواني الشعري الأول سيصدر بعد شهرين فقط. بجد بجد.. الحمد لله! سأحدثكم عن كل ذلك بمزيد من التفصيل في التدوينات القادمة إن شاء الله.



وقبل أن أختم، أشكر كل من سأل عني في غيابي الذي أرغمت عليه بسبب الإنشغال الشديد بأمور البيت والعمل طوال شهر رمضان، أشكركم جميعا لأنكم تتابعونني، حتى ذلك المعلق المجهول الذي كان يرسل لي كل ثلاثة أيام طوال فترة غيابي يحمد الله على أنه مرتاح مني بجملة كلها أخطاء إملائية، يكفيني أنه أتعب نفسه ودخل إلى مدونتي هذه المرات الكثيرة حتى وإن كان لا يحب ما أكتبه فيها، وأشكر من راسلوني منكم على الأيميل، أنا بحق أحبكم بقدر حبي لهذه المدونة التي أعتبرها مرآة روحي.



كل عام وأنتم جميعا سعداء مثلي :-)