يوم جديد قد حل.. ليعلمني درسا جديدا.. كانت لي تجربة في الفترة القصيرة الماضية مع واحد نصّاب، حرفته هي بيع الكلام، يخدع به من حوله و يبتذ أموالهم، مرة عن طريق مداعبة مشاعرهم، مرة عن طريق مغازلة خيالاتهم، و مرة بإبهارهم بإدعائه دور الأستاذ اللي فاهم كل شيء، و قد خلصت من هذه التجربة بعدة دروس، أود أن أطلعكم عليها، لأني حين أقولها بصوت عال معكم أواسي نفسي، كما أني أكتبها أملا مني من أن تكونوا من ذلك النوع الذي يتعلم من أخطاء غيره:
- من الصعب جدا أن تشعر بالألم لأنك ضحية نصّاب سرق أموالك أو كذب عليك و استغلك، لكن الأصعب هو أن تستسلم لذلك الإحساس و تدعه يقتلك. خصوصا لو كان المبلغ المسروق مبلغ صغير لا يستحق! أعتبر أنك صرفته على دورة تدريبية لاستكشاف النصابين!!
- أن تكون ضحية خير من أن تكون حرامي، على الأقل لن تخجل من نفسك حين تراها في المرآة، و إن كنت أشك أن هذا النوع من الأفاقين جلد أجسامهم سميك يجعلهم لا يشعرون بأي شيء أصلا، و لا الخجل و لا غيره.
- إن واجهت النصاب الذي سرقك، و وجدته يعدك بأن يصلح ما فعله و يرد إليك ما سرقه منك، فلا تصدقه أبدا، لأن من الغباء الشديد أن تعتقد أن من لا يتورع في أكل أموال غيره من الممكن أن يحفظ وعده، حتى لو حلف لك بحياة أولاده!
- إلى كل بنت لم تكتمل خبرتها في الحياة بعد، إن وقف أمامك رجل و أقسم لك أنه لا يقبل أن تدفعي لأجله جنيه واحد، فأعلمي أنه يكذب، لأنه في نفس اللحظة الذي يقول لك فيها هذا يكون يخطط في قرارة نفسه كيف يستنزف كل قرش لديك... هذا إن لم يكن طبعاً يخطط لأشياء أخرى مثل استغلالك لإشباع نزواته الجسدية و علاج أمراضه النفسية... مع كامل اعتذاري للرجال الشرفاء إن فهم من كلامي التعميم الأعمى.
- و أيضاً إلى كل بنت لم تكتمل خبرتها في الحياة بعد، الحب أخذ و عطاء، و الرجل الذي يتعود أن يأخذ دون أن يعطي، سيتركك إن عاجلاً أو أجلاً، و سيزيد على جحوده بأن ينعتك بصفات سيئة أمام أصدقائك، و يدعي عليك كذبا كل شيء تسوله له نفسه المريضة. هذا لأن أخلاقك الكريمة قد تجعلك تمنحين ببذخ مما يجعله يشعر بأنك لست ذات قيمة! كوني دائما الطرف الذي يأخذ، و لا تعطي إلا بحساب.
- سلم أمرك لله، الدائرة تدور، و رب الكون موجود، فمن احتال عليك اليوم، سيجد من يحتال عليه غدا... ربما لن تراه و هو يتألم مثلما كنت أنت تتألم بسببه، لكن المهم أنه سيحدث. غداً لناظره قريب!
- و أخيراً، فقدان الأب يعني فقدان أشياء كثيرة جداً، أهمها الأمان و الحماية من شياطين الإنس، فلو كان أبي حياً اليوم ما كان تجرأ ذلك الحقير على استغلالي و أكل أموالي! لكن هي مشيئة الله، و أنا راضية بها تمام الرضا.. ربما فعل الله ذلك ليجعلني أقوى. من يدري؟