إليكم واحدة من إبداعات صديقتي الجميلة قلبا و قالبا: خولة يوسف
الصوت، والضوء، والصدى: الانتظار
تراودني ابتسامتك الشهية
من حافة الدهشة
سأسقط كفكرة
في كأس الوقت..
أتقيا ذاكرة المكان..
أعرف مسبقاً،
بأنني خسرت
كل معاركي
في لحظة مجانية.
لم يحن الموت،
لأننا ما زلنا نعوي
والآخرون
يتسكعون
في حانة الوقت.
كأننا قبلة تائهة
لعاشقين أفلسا مبكراً.
كأننا روزنامة
مطرزة بالوهم.
كالي
سليلة الغربة
لما تنسين رنين الأبدية في صوتك
لما تفتحين جرحك
دون أن تشتري دواءا؟
لما ننسى ضحكاتنا
في نافذة الحوار؟
ألا تشعرين بأنها قابلة للسرقة؟؟
أيتها الصدفة الجامحة
أخبريني
لماذا لا نحتال على صدقنا؟
نبيع حفنة من الانتظار
في ساحة الهزيمة
لماذا نحنّط أفراحنا
أنوثتنا الغضة
في عقارب الانتظار؟
اروي قمح وجهكِ
بفجر رضيع
لأنني..لأننا
بعنا سابقاً
تفاح الخيبة للريح
لم نعد هدية مجانية
لسائق يحتضن زجاجة
التملّق.
ناني..
****
ما عاد الوقت يكفي لانهاء قبلة
يقولها دائما
وهو يصنع احتضاره
كأنه تبغ كردي شبه مشتعل
تعلمتْ
بأن الحب وعياً بالموت..
كانت خطيئته الأولى
مستمتعاً بجنونه
يقول لها:
الجنون يحميني لئلا يغيرني العالم
يسألها بنزق؟
لماذا تأخذين يديك
وتتركين وجهي؟
تنفض الغبار عن وجهه
تحاول أن تستعيده
لكنها مكبّلة
كدمية في خيمة القباحة
كل ما حولها
يسرق نبلها
ويتركها بلا وسادة
بلا أحلام
تصوم عن الكلام
في بهو الحياة
تسأله حزينة
شفافيتي تقتلني؟
يجيبها
الأحجار دموع إلهية
تحجرت من فرط الحساسية
تحاول ألا تصاب بوعكة عاطفية
تنام في كل الأوقات
تقرأ تعاليم بوذا
سقراط..مزامير داوود
تخاف أن تصدق
بأنها انهزمت مرتين
مرة مع الحياة
ومرة مع الموت
يسألها:
هل فقدت عذرية الابتسامة؟
تصمت وتشتمه بداخلها
لأنه وحده من عهر الابتسامة
وحده لم يبتسم إلا
وهو ملدوغ بالحزن
يمتص رحيق الموت
في حجرة ربانية
كتمثال في عصر المقصلة
جسد محنّط بالقداسة
تختزل سمرتها
في زجاجة الانتظار
انتظار اليقظة
الطفولة الملساء
انتظار الموت بشجاعة
هناك في أحد المقابر
البعيدة
حيث من يستطيع
أن يبكي لموتها
ويبني لها سوراً من الورد
كل النهايات ساذجة
كذلك موتها ساذج
تشتعل بحماقات صغيرة
وهي تغرّد فوق جثتها
كسائحة لجسد امرأة
تغازل خرافات خاصة
دون أن تعي موتها الأبدي
ناني
****
****
قالت له
لا تنتظرني
فقط دعني أًحدثُ لك
اتركني على حافة المستحيل
لا أتحقق
ولا أنتَ تصل
...
يتحول الزمن لحبل مشدود بين هاويتين
الذاكره التي تنضب من أي سراب
والحلم الذي لا يقوى على التكون
الوقت الذي ذهب
والوقت الذي لن يأتي
...
قالت له
تعب مني كلُ انتظار وجد
تعبت منى الارصفه
الحواري التي تتلوى في الذاكره
تعب مني الصمت
...
أحقَاً يختصرُ الوقت بقبله
كألفِ سنة مما تعدون
وكم من القبلات نحمل فينا
...
قالت له
إمض
إبق
لم يعد هناك من فرق
أنتَ هنا.. أنتَ ذهبت
أنا هنا ..انا أذهب
كل ما هنا هناك
وكل ما أنتَ.. أنا
وكلانا موثقان الى الرحى
كلانا
لا نسمع
لا نرى
لا نتكلم
...
وننسى أن ننظر في المرأة
وعندما يحين الوقت
نخوضُ في مياهنا الآسنه
ونبصقُ على الانعكاسات
كما لو أنها
لآخرين
...
قالت له
كل الطرقاتِ تودي اليكَ
لذلك سأتحجرُ هنا
...
أشبهك
تشبهني
ربما
صنعةُ أحدبَ أخرق
نحن
...
وماذا ننتظر
كلُ الإنتظاراتِ
أواني تنضحُ بما فينا
...
أطلقني للوهم
قالت له
...
أحبكِ قال
وماتَ من جديد
...
كالي