في كل مرة ... بعدما أفيق من حالة النشوة التي يغمرني بها أدائه التمثيلي المتشرب بصلوات الروح و ألحانه و أغنياته التي تعيد للقلب اتزانه, أسأل نفسي من أين لي به, فهل تسمح لي قوانين العقل البشري بتجاوز المسموح به و الانزلاق في حالة عشق أبدي معه, على الرغم من أن الحياة أجبرته على الرحيل قبل وصولي أنا بسنوات و سنوات و بخلت على قلبي المسكين بمتعة اللقاء. كلما تلذذت بألم حبي المستحيل أجد نفسي أتطلع بشغف إلى الجنة التي قد أقابله فيها, و أسأل نفسي في تردد هل سيسمح لي الله عندما يدخلني الجنة برفقة حبيبي الذي منعتني الدنيا من صحبته؟ و هل سيكون مصيره النهائي في الجنة معي؟ أم أن مصيره النار؟ و علي إذن أن أجتهد على قدر العشق الذي يسكنني بالدعاء إلى الله ليدخله الجنة معي؟ و لكن من يضمن لي أني سأدخل أنا الجنة؟ أنا أضمن لنفسي ذلك, ألم يقل الله في حديث من الأحاديث القدسية "أنا عند ظن عبدي بي". و أنا غالب ظني أني سألتقي بفريد الأطرش هناك على ضفاف نهر الكوثر حيث نستظل بالشجرة التي كافئني بها الله على كثرة تسبيحاتي و استغفاراتي من ذنوب أخشي الوقوع بها. و سنبدأ معا - أنا و فريد - في صياغة جنتنا الخاصة, من بعض كلماتي و الكثير الكثير من ألحانه.