اليوم هو يوم فارق في تاريخ العالم، وواقع الشرق الأوسط، اليوم قتلت القوات الأمريكية قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.
هذا الرجل يتخطى في إرهابه البغدادي وبن لادن، هو مؤسس كل الكيانات الإرهابية التابعة لإيران، من تنظيمات وميليشيات، والتي تعيث فساداً في دول الشرق الأوسط منذ عقود، وهو المسؤول عن قتل ما يزيد على خمسمائة ناشط مدني عراقي الشهر الماضي فقط، عبر اغتيالات مباشرة، بهدف إخماد الثورة في العراق.
نظام الملالي في إيران كانوا يسمونه الخاتم الذي يزين أصبع إيران، كان بالنسبة لهم كل شيء، لهذا فإن مقتله اليوم هو بداية النهاية لإيران وجبروت النظام الإيراني.
وكما هو متوقع، التنظيمات الإرهابية التي كان يدعمها سليماني في السر مثل حركة حماس، خرجت تنعيه ووصفته بالشهيد! كما فعلت الجزيرة (قطر) أيضاً، وبالتأكيد أن أردوغان (تركيا) في صدمة كبيرة الآن.
الرئيس الأمريكي ترامب اتخذ خطوة الهجوم على مكان سليماني في العراق منفرداً دون موافقة الكونجرس، وذلك بعد سلسلة من الاستفزازات الإيرانية كان أخرها الاعتداء على السفارة الأمريكية في العراق، وكذلك مقتل وإصابة أفراد في قاعدة عسكرية أمريكية هناك، لهذا كان يجب أن ترد الولايات المتحدة، وطبعاً لأن ترامب كان يعلم أن الكونجرس لن يوافق، اتخذ الخطوة منفرداً، وللأسف خرج الديمقراطيين في الكونجرس بعد ساعات من نجاح الضربة الأمريكية يلومون ترامب بدلاً من أن يشكروه بحجة أن ما فعله سيصعد العنف في الشرق الأوسط، وهناك في الإعلام من يردد هذا الكلام الغير منطقي للأسف.
إلى هؤلاء القلقين بشأن تصاعد العنف في الشرق الأوسط بعد مقتل الإرهابي قاسم سليماني، لا تكذبوا على أنفسكم... فإن الشرق الأوسط يعوم في بحر من العنف منذ عقود بسبب سليماني وميليشياته، الفرق الآن أن هذا العنف يقتل الإرهابيين ويحافظ على حياة ملايين المدنيين التي فقدت على يد إرهابهم.
صحيح أن الضربة أمريكية، لكن الأبطال الحقيقيين لهذه الواقعة هم شباب العراق الذين لم يرهبهم ميليشيات إيران ونزلوا يطالبون بتحرير بلادهم منهم. والعار كل العار على الحكومة العراقية التي تنعي سليماني على أنه "شهيد"!!
أما بالنسبة لمستقبل مصر في خضم هذا اللهيب، فلست خائفة على بلد يقودها رجل مثل عبد الفتاح السيسي.