Thursday, July 26, 2018

لماذا رفعت أمريكا الحجب عن جزء المساعدات العسكرية المستحق لمصر والمؤجل منذ 2016؟

مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي


نشرت وكالات الأنباء خبر مقتضب بالأمس لا يتجاوز بضعة أسطر، مفاده أن: "وزارة الخارجية الأمريكية قد قررت يوم الأربعاء (بالأمس) أن إدارة الرئيس دونالد ترامب قررت السماح لمصر باستخدام 195 مليون دولار من المساعدات العسكرية الأجنبية تعود للعام المالي 2016 كانت قد حجبتها في السابق."

وهنا نسأل، لماذا رفعت أمريكا الحجب عن جزء من المساعدات المستحقة لمصر؟ لماذا الآن تحديداً؟ وماذا يعني ذلك بالنسبة للعلاقات المصرية الأمريكية؟ وفيما يلي محاولة لشرح الدوافع وراء هذا الإجراء الذي سيعيد العلاقات المصرية الأمريكية إلى شيء من الاتزان الذي افتقدناه السنوات القليلة الماضية.

إن هذا الجزء من المساعدات الأمريكية يتعلق بتطوير ملف حقوق الإنسان، وهو في يد وزارة الخارجية الأمريكية، وقد تم حجبه أول مرة في أواخر عهد أوباما على خلفية إدعاءات بقيام مصر بانتهاكات حقوقية، وتم تجديد حجبه طوال السنوات التالية، حتى بعد تولي ترامب، بسبب تردد وزير خارجيته السابق ريكس تيلرسون بشأن مصر وخوفه من خسارة قطر. 

لكن مايك بومبيو وزير الخارجية الجديد هو مسؤول ذكي وحصيف ويعلم تماماً دور مصر في مواجهة الإرهاب وجماعة الإخوان التي كان يحاربها بومبيو منذ أن كان عضواً في الكونجرس، وشهد بنفسه خطورتها على الأمن القومي الأمريكي أثناء خدمته القصيرة كمدير للمخابرات الأمريكية في 2017.

وقد كانت أمريكا قد استخدمت هذا القطاع من المساعدات للضغط على مصر خصوصاً فيما يتعلق بقضية المنظمات الأجنبية والتي حكم فيها على أمريكيين ومصريين يعملون بمنظمات أمريكية عام ٢٠١٣، ولكن قبل شهرين فقط، تم إعادة فتح القضية وتم تبرئة كل المدانين، واعتقد أن هذا هو ما حفز الإدارة الأمريكية الآن على الإفراج عن هذه المساعدات نظراً لموقف مصر الإيجابي تجاه تطوير حقوق الإنسان.