لم يعد هناك مكان آمن في هذا العالم، الإرهاب يجتاح أكبر العواصم ولم يعد الشرق الأوسط هو الميدان الوحيد لأفعالهم الآثمة، داعش وصلت أوروبا وقريباً ستضرب أمريكا. والجميع خائف من الجميع، الأوروبيون خائفون من العرب، والعرب خائفون من رد فعل الأوروبيين، والأوروبييون والعرب خائفون من إرهاب داعش، وداعش خائفة من التحالف الدولي ضدها، والدول المنضمة للتحالف خائف من بعضها البعض. وهكذا أصبح الخوف مكون أساسي من مكونات حياتنا اليومية.
وكمصرية من مواليد الثمانينات، فقد أنعم علي القدر بشيء من الخبرة في التعايش مع حالة الرعب المستمر التي يخلفها الإرهاب، فقد عاصرت موجات مختلفة من الإرهاب منذ طفولتي ثم مراهقتي في التسعينات وحتى اليوم، وأريد أن أنقل لكم خبرتي ربما تساعد:
* انتقوا ما تقرأونه من الأخبار، لا تقرأوا كل شيء ولا تتابعوا كل شيء. كونوا انتقائيين جداً لمن تقرأون أو ماذا تشاهدون على التليفزيون، ركزوا على أصحاب الرسائل الإيجابية، من يبشرون ولا ينفرون، من يدركون حجم الخطر لكن ليس من ينقلون إليكم حالة ذعر غير مبرر كلما وقعت حادثة تحت بيتك أو حتى في الهند.
* كونوا على يقين أنه ليس بأيديكم شيء، وأن ما يحدث ليس ذنبكم، وخوفكم لن يحل شيء، وقلقكم المستمر لن يؤدي إلى أي تغيير، الضمان الوحيد لتغيير أي شيء هو العمل على حله، يعني اتخاذ قرارات وخطوات عملية لحله، وليس بالحديث عنه وتحليله والتفكير فيه ثم التفكير فيه ثم التفكير فيه. هناك متخصصون مهتهم عمل ذلك، فدعوهم يعملون، وانشغلوا أنتم بما تعملون.
* ركزوا على دوائركم المقربة جداً من الأهل والأصدقاء، تواصلوا معهم باستمرار وتحدثوا معهم يومياً لو أمكن، في كل شيء، وأنقلوا لهم مشاعر أيجابية، ستعود عليكم بتأثير ممتاز، وتواصلك معهم وتأكدك من أنهم جميعاً بخير سيبعد عنك حالة القلق والذعر تماماً.
* عش كل يوم كأنه أخر يوم في حياتك، استمتع بملذات الحياة دون تأجيل، لكن لا تبذر فيما لا يستحق، أنشر محبتك على الجميع، وابتسم في وجه الجميع في كل مرة تقابلهم وكأنك ستراهم لآخر مرة في حياتك، لا تؤجل شيء للغد، حتى إذا ما جاء الغد تكون مستعد لأن تعيشه كاملاً دون رواسب من الأمس ودون قلق على المستقبل.
* عيش.. حب الناس وعيش، رغم أنف داعش والإرهاب والحرب العالمية الثالثة.