لا أحد يعرف من منهما خرج من قلب الآخر! هل هي التي خُلقت من ضلعه؟ أم هو الذي وُلد من رحمها؟ فكان اللقاء حتمي والفراق مستحيل.
التقيا بينما كان كل منهما يهرب من خوفه.. من جرحه الذي لم يندمل بعد، حيث مقصلة تنتظره لتبتر جبالاً من الأحلام والذكريات بناها لسنوات على رمال الإيمان بالحب حتى أصبحت جزءاً أصيلاً منه وأصبح بترها مرادفاً للموت.
بحث فيها عن الأمان، عن الحب، عن الأمل، وبحثت فيه عن الطريق، عن الصديق، عن القوة التي تحتاجها لتكمل مشواراً كُتب عليها. فاتفقا على أن يكملا المشوار معاً.
غمرتهما السعادة والرضا لبضعة خطوات... كانت الدنيا – كل الدنيا – طوعاً لهما.
رغماً عنهما، كانت مضطرة لأن تتركه لأيام، لكنهما أتفقا على أن لا يفرقهما شيء وأنه سيظل إلى جانبها حتى ولو بروحه. وأنها ستبقى طيفاً يحرسه.
عادت من جديد، والشوق يسبقها إليه، لاحظت انشغاله عنها بمداواة جرحه الذي لم يندمل بعد! شعرت بالحزن، وبدلاً من أن تسانده فضلت أن تبتعد خطوتين لأن تدخلها لن يزيد الجراح – جراحه وجراحها - إلا ناراً.
ولأنها حقاً تحبه.. لم تحسن تقدير الموقف، واجبرت نفسها على الإبتعاد خطوتين فقط وأخذت تشاهده في ترقب وحذر!
رأها تبتعد أتسع جرحه وارتعد قلبه من احتمال غدر جديد، فأدار لها ظهره وابتعد خطوتين هو الآخر.. فقط خطوتين، عساها تدرك أنها أخطأت وأنه مازال بحاجة لوجودها.
لكنها لم تفهم!! رأته يبتعد تذكرت جرحاً حفره الحب في قلبها يوماً ومازال له أثر! خافت من أن يتكرر! فأدارت له ظهرها في حزن شديد.
غلبهما الشوق! فكرا في محو كل تلك الخطوات التي باعدت بينهما في طريق العودة إلى حيث كانا في بداية قصتهما، يدها بيده، تستمد منه قوتها ويستمد منها الحب. لكنه تردد... لكنها ترددت... وترددا طويلاً، حتى صارت الخطوتين خطوات...
همس باسمها، وفي حذر نادى عليها من بعيد، التفتت إليه بابتسامة عاشقة أرقها الفراق.
قال لها أحبك، ثم صمت.
قالت له ألف أحبك، ثم صمتت هي الأخرى.
وجد الخوف لنفسه مسكناً رحباً بين أرجاء الصمت الذي غلف حبهما في تلك المساحة الصغيرة جداً من البضعة خطوات التي تفصل بينهما الآن – جسداً وليس روحاً!
ويبقى السؤال: إلى متى سيظل الخوف الذي جمعهما... يفرقهما؟!
ويبقى اليقين: أنه حتى لو فرقهما الخوف إلى حين، حتماً سيجمعهما الحب إلى الأبد!
لسه الكلام ما انتهاش بيناوبرضه أحلامنا لسه في البداياتإيه ال ضيع حلمنا مناوقبل ما يتولد حبنا مات؟