ثلاثة أشياء أحببتها كما لم أحب شيئا قط: نهر النيل، موسيقى فريد الأطرش، و أداء آل باتشينو التمثيلي. كل منهم يمنحني إحساسا لا يقاوم بالسعادة، و دفعة قوية لمواصلة الحياة مهما اجتمعت بها من عقبات و هموم، فطلة واحدة على نهر النيل، أو سماع أغنية واحدة من ألحان أو غناء فريد الأطرش، أو الغوص في مشهد تمثيلي واحد من إبداع آل باتشينو هو بالنسبة لي كل ما تحتاجه روحي لتتطهر و كل ما يحتاجه قلبي ليعرف معنى السعادة... إلا أني ما زلت أتطلع إلى درجة أعلى من درجات السعادة تحقيقها ليس مستحيلا، لكنه صعب و ربما يعتبره البعض جنون.. فكلما تركت لخيالي العنان، أجدني في مشهد خرافي كهذا: في ليلة من ليالي الشتاء الملبدة بالغيوم، بعيدا في أحضان النيل يوجد بيت زجاجي هو بيتي الصغير.. يطفو على وجه الماء، عندما تقترب منه تسمع صوت فريد الأطرش يشدو برائعته: "أضنيتني بالهجر" و بداخله أجلس أنا في يدي كوبا من الشاي الساخن و أمامي التليفزيون، أشاهد آل باتشينو في مشهد رقصة التانجو الشهير في فيلم "عطر إمرأة"... و استسلم بلا أدنى مقاومة للسعادة التي لم يعرفها غيري، فيا ترى هل سيتحقق الحلم يوما؟