Friday, September 28, 2007

عندما تتكلم السبوبة




كتب: طارق قاسم


نقلا عن موقع ثروة_مصر





ما حدث لدى الإعلان عن افتتاح فرع القاهرة لمنظمة الكونجرس الإسلامي الامريكية كان (استربتيز صحفي) مقززا ..وبصرف النظر عن الخلط السمج بين اللشخصي والعام والأيديولوجي أثناء تعاطى بعض الصحف والمواقع الإليكترونية مع الموضوع ،وذلك في معرض الحديث حول رصيد النشاط الحقوقى لداليا زيادة رئيسة فرع القاهرة،بصرف النظر عن ذلك ،فإن ما حدث جلب لسطح الأحداث فصلا جديدا من مسرحية غير شريفة اسمها( عندما تتكلم السبوبة) ،تدور فكرتها الرئيسية حول تنازع الوجهات السياسية والمالية بين أناس يعملون وفق أجندة حقوقية نختلف حولها أو نتفق ، و آخرين يرون في مثل هذه المناسبات – الكلام بشان العمل الحقوقي- موسما جديدا للمزايدة باسم درء الغزو الرومي والتصدي لمحاولات اختراق الواقع المصري.




وبدون مواربة وبما يشبه التعميم غير المجحف يمكن القول بثقة أن أغلب الجهات التي تنتفض وتتفلطح وتتشدق بمفردات الحرب المقدسة فى مواجهة العمل الحقوقي – رغم قناعتي الشخصية بأن قطاعا واسعا من النشاط الحقوقي في مصر ليس خالصا لوجه حقوق الانسان- هى نفسها مرتبطة بمرجعيات سياسية و مصادر تمويل تجعلها تمارس حالة من الالتواء السياسي و الفكري إ زاء أي قضية تمس مصادر تمويلها ودعمها سواء كانوا من قاطني أبراج النفط أو القابعين في ثنايا ملابس النظام الداخلية.




على أن ثمة دافعا آخر معروفا يدفع حاملى لواء مقاومة اختراق مصر عبر المنفذ الحقوقي لعزف ذات المقطوعة المتعثرة المفككة متنافرة الجمل ،ذلك هو الحاجة للقيام بغسيل مواقف من خلال تمثيل دور أخلاقي يدغدغ قناعاتنا الأخلاقية والقومية والنفسية وصولا إلى الدينية ..وللتدليل على ذلك أسوق موقفا حدث لصديق عزيز يعمل صحفيا بجريدة يرتبط مؤسسوها بعلاقات مالية وثيقة بعدد من دول الخليج من بينها السعودية..فعندما ثارت صحف المعارضة في وجه الاتفاقية التي وقعتها الحاجة وزيرة القوى العاملة لتحويل المصريات الجامعيات الى خادمات في بيوت بارونات الغاز والفضائيات, رأى صديقي أن يجري تحقيقا صحفيا حول هذا الموضوع يبحث فيه بعض الزوايا الجديدة وعرض الفكرة بالفعل على رئيس التحرير الذي ما ان سمعها حتى انتفض و أعرب عن عدم تصديقه (المفتعل والتمثيلي والفج) لوجود اتفاقية بهذا المضمون وقال لصديقي ان كل ما يتردد بهذا الصدد محض افتراء .. كانت الاتفاقية تقضي بتوريد 120 الف خادمة جامعية لبيوت السعودية الشقيقة .. نفس هذه الجريدة هي واحدة من كتيبة الصحف التي تطعن باستمرار في نوايا منظمات العمل الحقوقي بدون مناسبة قبل أن تكون هناك مناسبة وتحقر من شان أي ملف ساخن تفتحه تلك المنظمات..



إن ما يحدث من ترصد مشحون بالحب الجارف للفضائحية تجاه كل ما يتعلق بالعمل الحقوقي خصوصا المنطوي على تنسيق من أي نوع مع جهات أجنبية لهو ( هرتلة) تغفل حقيقة أن الحالة الحقوقية في مصر متدنية بشكل فاجع كما يدوس حقيقة أهم هى أن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها..