بدأت العلاقة فجأة و دون أي توقعات لا من طرفه و لا من طرفها، و لأنها لأول مرة تشعر بهذا القدر من الاحتياج للشعور بالأمان مع هذا الرجل تحديدا دون غيره قررت أن تتحدى الوقت و ألا تسمح له باقتصاص بضعة أيام او اسابيع من علاقتيهما قبل أن يصارحها هو كما تفعل غيرها من البنات اللواتي يتلاعبن بالرجل باحتراف حتى يسقط في الشباك مستسلما للأبد .. بادرت هي بجسارة و قالت له "أحبك" بينما أخذ هو يفكر أربع أو خمس أو عشر مرات قبل أن يرد عليها على الرغم من كل علامات الدهشة و السعادة التي بدت على ملامحه بمجرد إعلانها الخبر على مسامعه.
قال لها: الوقت هو المعيار الوحيد لصدق علاقتنا، و هو المحك الفاصل بين كونها مجرد نزوة عابرة أم أنها قصة حب حقيقية؟
قالت له: المسألة بالنسبة لي مختلفة تماما، الحب عندي لا يرتبط بزمان أو مكان، هو إحساس مطلق بالراحة و السعادة المطلقة لا أشعر به إلا معك أنت و لهذا لن أتنازل عن حبك حتى لو كان مجرد نزوة لأني حتى في تلك النزوة اللعينة أشعر بالأمان!
قال لها: أن الحب عبارة عن مخزون من المواقف الجميلة و "الجدعنة" بين الطرفين و الوقت هو الذي سيسمح لهذا المخزون إما أن يزيد أو يقل أو يختفي تماما
قالت له: قصتنا أكبر من كل ذلك .. قصة حبنا استثنائية و لا يمكن إخضاعها لتلك المعايير. الحب هو الشيء الوحيد الذي يربط بيننا الآن و ليس لنا أدنى أمل في أن يربط بيننا شيء آخر حتى تكون لنا المساحة الكافية لاختبار الحب .. لو لم يبقى حبنا بنفس القوة ستدهسنا الأيام و نفترق بكل تأكيد، و أنا أضعف بكثير من أحتمال ويلات فراقك
مرت بضعة أسابيع على هذا الحوار المزعج و شهر بالتمام و الكمال على العلاقة بالكامل
قالت لنفسها: أنا أحبه و لهذا وضعت نفسي في موقف الفعل بعد أن احترفت لعب دور رد الفعل في كل العلاقات السابقة و استطيع تماما تفسير ما يقول و تفسير تأخيراته المستمرة عن مواعيدي و الرد على رسائلي و كيف أنه لا يقول كلام الحب إلا ردا على كلامي ربما من باب المجاملة كما كنت أفعل أنا مع غيره. ربما ببساطة لأن المسألة لا تعني له الكثير، أو على الأقل لا تعني له علاقتنا نفس ما تعنيه لي .. فما الذي يدعوني إذا للانتظار في قصة حب لن تأتي علي إلا بمزيد من الإحباطات و الآلام؟ إجابتي الوحيدة هو اني أحبه و لكن الحب بالنسبة لي إحساس بالأمان .. فأين الأمان إذا؟ لكني على أي حال لا استطيع إلا أن انتظر .. يا لحماقتي! كيف لم أسأل نفسي من قبل إن كان يحبني كما أحبه؟ من أنا بالنسبة له؟
قال لنفسه: هل أحبها فعلا؟ أنا أشعر بزيادة نسبة الإندورفينات [الهرمون المسبب للسعادة] في مخي حين أقابلها .. افكر فيها كثيرا و هي بعيدة عني، لكني لا أتحرق شوقا للقائها حتى أن أياما و أسابيع تمر دون أن أنزعج لعدم رؤيتها .. أي عاقل في الدنيا يقول أن هذا هو الحب؟ من هي إذا بالنسبة لي؟
و بالرغم من أنها كانت تظن أنها ملكت العالم به و بناءا على ذلك اتخذت قرارات مصيرية فقط لتضمن البقاء إلى جواره باعتباره أول الأولويات في حياتها و ما دونه تحصيل حاصل ... اكتشفت هي و اعترفت لنفسها بكل شجاعة أنها لا تعلم شيء عن أي شيء و أن كلامها عن الأمان في الحب هو مجرد هراء، و تأكد لها انه "هو" الوحيد ذو الخبرة هنا و أنه كان محقا تماما في كل ما قال عن الحب و النزوة و الوقت و مخزون المشاعر و الجدعنة التي تسمح أو لا تسمح باستمرار العلاقة!