شوية عقل.. ده مش ماتش الأهلي ضد الزمالك، ده الأمن القومي بتاع مصر
❓الناس اللي قاعدة تفخم وتعظم في الاعتداء الذي قام به فرد التأمين المصري على جنود اسرائليين بالأمس، من أنتم؟ وما مصلحتكم بالضبط؟ أي حد بيحب مصر بجد مستحيل يكون فرحان باللي حصل أو يحتفل بيه أو يعتبره عمل بطولي أصلاً.
1️⃣أولاً: إيه العمل البطولي في التسلل لحدود دولة مجاورة بينا وبينها معاهدة سلام وتعاون أمني من سنين، ومصالح اقتصادية لا حصر لها؟ حققت إيه من قتل الجنود اللي واقفين على حدودها بحركة غدر ليس لها أي مبرر منطقي إلا رغبة من قام بتدبيره (واستخدم فرد التأمين في تنفيذه) في إشعال الصراع بين مصر وإسرائيل أو على أقل تقدير إحداث شرخ في العلاقة الجيدة جداً بينهم؟ أو ربما بشكل أخر يكون المعتدي مدفوع بدوافع دينية متطرفة مثل تلك التي تدعو لقتل اليهود على أساس هويتهم الدينية، وهو أيضاً أمر يضر بمصر وضد مبادئ الدولة المصرية تماماً.
2️⃣ثانياً: هذا الحدث قد يضر بمصالح مصر ضرر بالغ لو لم يتم التعامل معه واحتواءه بين المسؤولين المصريين والإسرائليين في أسرع وقت. وأفضل طريقة لاحتواءه من وجهة نظري هو إجراء تحقيقات شفافة في الأمر تحت إشراف الطرفين، وكذلك اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمنع تكراره، وهذا ما وعد به وزير الدفاع المصري نظيره الإسرائيلي في مكالمة هاتفية بعد الحادث بساعات قليلة.
👈لو مش فاهم مصالح مصر ممكن تتضرر قد إيه من حادث زي ده، شوف الخريطة علشان تفهم:
⬅️من الغرب الوضوع مشتعل في ليبيا وعلاقتنا مع ليبيا بتزداد سوء يوم بعد الأخر مع الأسف كنتيجة للانشقاق السياسي فيها وانحياز مصر لطرف ضد أخر هناك.
⬇️من الجنوب الحرب الدائرة في السودان ألقت أثقالها على الوضع الاقتصادي في مصر وحملت مصر متاعب ستضاعف من معاناتها الفترة القادمة بشكل كبير.
➡️من الشرق غزة ومشاكل غزة التي لا تنتهي
‼️ ناهيك عن التهديد المستمر اللي بتشكله الصراعات في المواقع الثلاث على الأمن القومي المصري.
👆بين هذا وذاك مصر لا تتحمل الدخول في معركة أمنية أو سياسية حتى (لا داعي ولا منطق لها أبداً) مع إسرائيل. التعاون غير المسبوق بين مصر وإسرائيل في السنوات القليلة الماضية هو أحد أهم عوامل نجاح مصر في اجتياز مرحلة حرجة جداً في تاريخها بين محاربة الإرهاب وتحديات اقتصادية ضخمة.
👈في الفترة بين ٢٠١٣-٢٠١٥ في الوقت الذي تسلل فيه عناصر حماس إلى داخل سيناء وشكلوا تنظيمات إرهابية قامت بمبايعة داعش لاحقاً، كانت القوات الإسرائيلية بجانب القوات المصرية تحارب الإرهاب في سيناء.
👈في الوقت اللي كان العالم كله واقف ضد مصر بعد سقوط الإخوان وانتشرت الدعوات في الغرب بفرض عقوبات علي مصر ومقاطعتها دبلوماسياً واقتصادياً، كان المسؤولين الإسرائليين بيلفوا في المحافل الدولية للدفاع عن الدولة المصرية الحديثة وقتها، بل كانوا بيقولوا بشكل واضح وسمعته بنفسي "إن أمن واستقرار مصر على يد السيسي هو ضروري لأمن واستقرار إسرائيل".
👈ده غير طبعاً التعاون الاقتصادي بين مصر وإسرائيل في الكشف عن الغاز في شرق البحر المتوسط وتسييله وبيعه لـ أوروبا وأسيا، واللي إسرائيل فضلت إنها تتعاون فيه مع مصر على أي دولة أخرى في حوض المتوسط، وده أعطى مصر القدرة على أنها تحقق حلمها في أن تكون محور للطاقة في هذه المنطقة، رغم كل التعقيدات الجيوسياسية والصراعات على الحدود البحرية فيها.
❌ إسرائيل ليست عدو مصر.. أقول تاني: إسرائيل ليست عدو مصر.
إسرائيل جارة مصر المباشرة، ومن أكثر الدول التي وقفت إلى جانب مصر في أكثر الفترات الحرجة التي مرت بها، ولا يوجد أي سبب على الإطلاق لإشعال الصراع معها. ومن يفعل ذلك أو يشجع عليه يضر مصالح مصر أشد ضرر.
👈هذه كلمة حق أردت أن أبلغها لأصحاب العقول، خصوصاً إن كل مواقف إسرائيل الإيجابية والمحبة تجاه مصر التي ذكرتها هنا وأكثر أنا شهدتها بعيني، وأنا واثقة إن الجهات المعنية في مصر تعي تماماً أهمية كل النقاط التي ذكرتها وتتصرف وفقاً لذلك بغض النظر عن حالة الغوغائية الإعلامية المعتادة حول الموضوع.
👈 ربنا يرحم ضحايا الحادث ويحفظ على مصر وإسرائيل أمنهم واستقرارهم وتعاونهم.
كل شخص غوغائي يحاول اليوم أن يبرر الاحتفال بقتل الجنود الإسرائيليين على حدودنا بإنهم يهود، ومن وجهة نظره المريضة شايف إن قتلهم حلال حتى لو كانوا مسالمين ولم يمارسوا أي اعتداء ضده، فهو في الحقيقة إما إرهابي أو مشروع إرهابي.
ومثلما استهدف جاره اليهودي على الحدود، بمجرد أن تتاح له الفرصة سوف يستهدف جاره المسيحي اللي ساكن معاه في نفس الشارع. وهو اللي بيتحرش بالنساء ويعتدي عليهم ويذبحهم في وضح النهار لو رفضوا الزواج منه.
لا تشجعوا التطرف أو تهللوا له..
المسلم الحقيقي هو "من سلم الناس من لسانه ويده" (وهنا الكلام عن كل المخلوقات اللي ينطبق عليها وصف الناس على وجه الأرض مش المسلمين فقط).
المسلم الحقيقي لا يغدر بناس بينه وبينهم ذمة وعهد مهما حصل، بالعكس ده المفروض يحميهم لو اقتضت الضرورة. لا دي أخلاق الرسول ولا أخلاق الصحابة ولا أخلاق المصريين أصلاً. فوقوا.
نشر أولاً على صفحتي في فيسبوك هنا وتعرضت بسببه لحملة منظمة من جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس وبعض المصريين المتعاطفين مع القاتل، ووصلت الحملة المنظمة ضدي إلى تهديدي بالقتل.