إن ما يجري في مصر الآن هو مثال حي على الصراع بين الديمقراطية والإرهاب داخل الدولة الوطنية الحديثة؛ وإليكم شواهد التحدي الذي نواجهه في التسلسل الزمني الذي أعرضه فيما يلي:
- يوم ١٢ فبراير وبعد أيام من انطلاق عملية سيناء العسكرية الشاملة، نشر داعش فيديو "حماة الشريعة" الذي توعدوا فيه المصريين بالقتل والتفجير لو شاركوا في الانتخابات ووصفوا مصر بدولة الكفر!
- بعد فيديو داعش بيومين، نشر تنظيم القاعدة فيديو لزعيمهم أيمن الظواهري يدعو فيه الشباب المصري للإنقلاب على الرئيس السيسي ومقاطعة الانتخابات الرئاسية.
- الأسبوع الماضي؛ شارك المصريون المقيمون في خارج البلاد في الانتخابات الرئاسية بشكل مبهر غير مبالين لتهديدات داعش أو القاعدة أو الإخوان، ولم يكن للإخوان سوى ظهور هزيل جداً في شكل مظاهرات محدودة في كل من لندن، بواقع خمسة عشر شخصاً، وفي نيويورك، بواقع ثلاثة أشخاص.
- خلال الأيام القليلة الماضية، إنكب المحللون في الجزيرة وغيرها من المؤسسات البحثية التي تدعمها قطر على مناقشة إذا ما كانت جماعة الإخوان المسلمين عليها أن تلجأ للعنف لأنها فشلت أن تحقق أهدافها عبر الطرق السلمية! (وحقيقةً لا أعرف بالضبط متى كانت الإخوان سلمية على مدار 80 عام هو طول تاريخها؟!)
- اليوم، شهدت محافظة الإسكندرية حادث تفجير بشارع المعسكر الرومانى بمنطقة رشدى بواسطة عبوة ناسفة أسفل سيارة، كانت تستهدف موكب مدير الأمن اللواء مصطفى النمر مدير أمن الإسكندرية أثناء مروره بالشارع، وأسفر الحادث عن حالتين وفاة من الشرطة وإصابة أربعة مواطنين تواجدوا بالصدفة في محيط الحادث.
ورغم إنه لم يُعلن عن مرتكب العمل الإرهابي حتى لحظة نشر هذا البوست، فهو حتماً واحد من الثلاثة (داعش أو القاعدة أو الإخوان)، وأرجح أن المسؤول هو تنظيم داعش لعنهم الله! مع العلم أن تنظيم داعش في الأساس وُلد من رحم القاعدة، وأن المتطرفين الذين بايعوا داعش في سيناء، هم عبارة عن جماعات إرهابية صغيرة تشكلت على يد حماس والإخوان في أثناء العام الذي قضوه في حكم مصر.
أصبح أمام المصريين الآن تحدي جديد وهو مواجهة الإرهاب باستخدام حقهم في الممارسة الديمقراطية والمشاركة بكثافة في الانتخابات الرئاسية التي ستجري خلال الأيام التالية، وليس فقط من خلال الحرب الشاملة التي تقوم بها القوات المسلحة حالياً في سيناء، حيث أن الحفاظ على استقرار الدولة الوطنية في مصر ومواصلة مسيرة التطور الديمقراطي في التقدم هو أبلغ وأنجع رد على الإرهاب وداعميه.