Sunday, May 23, 2021

What Can Egypt Single-handedly Do for the Israeli-Palestinian Conflict?



Since the beginning of the current episode of war between Gaza and Tel Aviv, all eyes have been directed towards Egypt. The world is expecting Egypt to step up and play its historical role as “the big sister” of Arabs, and intervene to halt, or at least de-escalate, the fight happening next door. However, realistically speaking, what can the Egyptian state single-handedly do to end the current round of conflict between Israel and Hamas, and guarantee sustainable peace, if the United States and the international community are acting lethargic and indifferent.  

The ongoing fight between Gaza and Tel Aviv is, allegedly, the most destructive battle between the Israelis and the Palestinians, since the Gaza War in 2014. The loss of hundreds of innocent lives and the physical damage of infrastructure and individual properties is only one crack of the destruction. The greater damage is the indirect costs of the impairment of Middle East peace potential and re-empowering Islamist extremists and terrorist organizations.

According to latest statics by the Palestinian Ministry of Health, announced on May 19th, the death toll in Gaza reached a total of 219 Palestinians, including 63 children, while at least 1530 Palestinians have been injured. Meanwhile, the Israeli Aviation has been striking residential buildings and individual properties in Gaza. So far, nine buildings were brought to the ground by Israeli bombs, including a 12-storey building that housed media offices owned by major regional and international media organizations. The Israeli military justified destroying the buildings by saying that they were used as hideouts for Hamas’ meetings and intelligence activities.

On the other side, the Israeli Emergency Response Service announced that 12 Israelis, including one soldier, one child, and two women, have been killed by Hamas’ missiles fired at southern Israeli cities. According to official statistics from the Israeli government, Hamas fired more than 3000 missiles at Israeli cities, but about 400 of them fell short and landed inside Gaza and the Israeli Iron-Dom defense system managed to intercept more than 50% of the missile attacks by Hamas, according to Israeli military statements. Inside Israel, the Israeli Arabs, who represent 21% of the Israeli population and are mostly young, started to clash with Jews, which is raising an alarm for a potential civil war. 

Decision-makers around the world are following the tragic events and they stated their concern, but a few are actually intervening to end the war or control the damage. The United Nations and the international community have already condemned the violence and called for ceasefire. The Arab League and its member states, collectively and separately, condemned the violence and called for peace, and then they went back to work as usual. Judging from American President calls with Israeli Prime Minister, last week and this week, the Biden Administration seems to be intentionally keeping itself distant from the Israeli-Palestinian conflict. 

Egypt, with the help of Jordan, is the only country that is taking real steps, beyond verbal condemnations and objections, towards ending the conflict and solving the crisis. Since the beginning of the conflict, Egypt has been making daily calls with Israeli officials and Hamas leaders, urging them to stop the fight and sit for negotiations. Egypt also proposed a ceasefire plan for both sides of the conflict. Meanwhile, Egypt opened Sinai for Gazan civilians who are seeking shelter and medical aid, despite the risk this may entail on Sinai security. 

Following a trilateral summit between the Egyptian President El-Sisi, Jordanian King Abdullah, and French President Macron, in Paris on the morning of May 18th, President El-Sisi announced Egypt’s decision to allocate 500 million dollars for reconstructing Gaza, as soon as the war ends. Apparently, this announcement was an attempt to encourage Hamas to show willingness for committing to a truce. 

Geography is destiny! Egypt could and should intervene to end the current war between Israelis and Palestinians. That is not only because Egypt is the immediate neighbor of Gaza and Israel, or the historical big sister of the Arab countries. But, most importantly, because Egypt is the only country that is keeping balanced relations with both Israelis and Palestinians; including not only the Palestinian Authority but also Hamas. 

However, there is a realistic limit to what Egypt can do. While Egypt coordinates with the Palestinian Authority to pressure Hamas to stop the fight from its side, the international community and the United States must balance Egypt’s efforts by pressuring Israel to accept the Ceasefire proposal and accept to sit for negotiations with Hamas. This ought to happen while keeping in mind that the role of the regional and international mediators must continue beyond ending the war to guarantee long-term sustainable solution for the Israeli-Palestinian conflict.
x

مصر بحاجة لتعاون المجتمع الدولي لوقف العنف الإسرائيلي الفلسطيني

 


منذ بداية الجولة الحالية من الحرب بين غزة وتل أبيب، اتجهت كل الأنظار نحو مصر، إذ يتوقع العالم من مصر أن تلعب دورها التاريخي كـ "الشقيقة الكبرى" للعرب، وأن تتدخل لوقف، أو على الأقل تهدئة، القتال الدائر في الجوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين. لكن بنظرة واقعية على الأمور، ما الذي يمكن أن تفعله الدولة المصرية بمفردها لإنهاء الصراع المحتدم حالياً بين إسرائيل وحماس، ناهيك عن تحقيق سلام دائم ومستمر بين الطرفين، في ظل حالة التخاذل واللامبالاة التي تبديها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي تجاه الصراع رغم ضراوته.
إن الاقتتال الدائر حالياً بين غزة وتل أبيب هو أكثر المعارك تدميراً بين الإسرائيليين والفلسطينيين، منذ الحرب على غزة في ٢٠١٤، إذ أن خسارة المئات من الأرواح البريئة والأضرار المادية التي أصابت البنية التحتية والممتلكات الخاصة ليست سوى جزء بسيط من الدمار الأكبر الذي ينتظر منطقة الشرق الأوسط جراء هذه الحرب، والذي يتمثل في التكاليف غير المباشرة لإخماد المجهودات التي اتخذت في السنوات القليلة الماضية من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى إعادة تمكين المتطرفين الإسلاميين والمنظمات الإرهابية وعودة خطابهم المتطرف إلى مقدمة المشهد السياسي.
بحسب الإحصائيات الأخيرة الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، في ١٩ مايو، فإن الحرب قد أودت بحياة ٢١٩ فلسطينياً، حتى الآن، بينهم ٦٣ طفلاً، فيما أصيب ما لا يقل عن ١٥٣٠ فلسطينيًا. بالإضافة لذلك، قامت قوات الطيران الإسرائيلية بقذف عدد من المباني السكنية والإدارية في غزة. حتى الآن، تم هدم تسعة مبانٍ، بما في ذلك مبنى مكون من ١٢ طابق كان يضم مكاتب إعلامية لكبرى المؤسسات الإعلامية الإقليمية والدولية. وبرر الجيش الإسرائيلي تدمير المباني بأنهم لديهم معلومات تؤكد أنها تستخدم كأماكن سرية لاجتماعات حماس وأنشطتها الاستخباراتية.
على الجانب الآخر، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل عشرة إسرائيليين، بينهم جندي وامرأتان، جراء إطلاق حماس للصواريخ على مناطق سكنية. بحسب أحدث الإحصائيات الرسمية نقلاً عن الجيش الإسرائيلي، أطلقت حماس أكثر من ٣٠٠٠ صاروخ على تل أبيب ومدن إسرائيلية جنوبية، لكن أكثر من ٤٠٠ صاروخ منها أخفقت وسقطت داخل غزة، ونجحت منظومة القبة الحديدية الدفاعية الإسرائيلية في اعتراض أكثر من ٥٠٪ من الهجمات الصاروخية لحركة حماس، بحسب تصريحات عسكرية إسرائيلية. داخل إسرائيل، بدأ العرب الإسرائيليون، الذين يمثلون ٢١٪ من سكان إسرائيل ومعظمهم من الشباب، في الاشتباك مع اليهود الإسرائيليين، وهو ما يدق ناقوس الخطر بشأن احتمال اندلاع حرب أهلية داخل إسرائيل.
يتابع كبار المسؤولين حول العالم تلك الأحداث المأساوية وقد أبدوا قلقهم تجاها، لكن القليل منهم قرر أن يتدخل بشكل عملي لإنهاء الحرب أو السيطرة على الأضرار المترتبة عليها. فقد أدانت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالفعل العنف الدائر ودعوا إلى وقف إطلاق النار. كما أدانت جامعة الدول العربية والدول الأعضاء فيها، بشكل جماعي وبشكل فردي، تجدد الحرب بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ودعوا للإسراع في إقامة السلام، ثم انصرف كل منهم ليمارس حياته واعماله كالمعتاد. حتى الولايات المتحدة تبدو منعزلة عن الأزمة الجارية. قياساً على ما جرى في المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، يبدو أن إدارة بايدن غير مهتمة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على عكس الإدارات السابقة، وربما هي أيضاً غير مهتمة بالشرق الأوسط ككل.
إن مصر، بمساعدة محدودة من الأردن، هي الدولة الوحيدة التي اتخذت خطوات عملية على الأرض، أبعد من بيانات الشجب والإدانة، تجاه إنهاء الصراع وحل الأزمة. منذ بداية الأزمة أجرت المخابرات والدبلوماسية المصرية اتصالات يومية مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين وقيادات حركة حماس في محاولة لتهدئة الصراع، وإقناعهم بوقف إطلاق النار والجلوس للتفاوض. كما فتحت مصر سيناء للمدنيين في غزة الذين يبحثون عن مأوى وبحاجة لمساعدة طبية، على الرغم من المخاطر التي قد تنتج عن ذلك على الحالة الأمنية في سيناء، وقامت الدولة المصرية بإرسال أطباء ومساعدات طبية إلى داخل غزة. وفي نهاية القمة التي عقدت صباح ١٨ مايو في باريس بين الرئيس المصري السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله والرئيس الفرنسي ماكرون، أعلن الرئيس السيسي قرار مصر تخصيص ٥٠٠ مليون دولار لإعادة إعمار غزة فور وقف الحرب، فيما بدا كمحاولة لتشجيع حماس على إبداء استعدادها للالتزام بالهدنة والتفاوض مع الإسرائيليين.
الجغرافيا قدر! مصر تقدر على وينبغي لها التدخل بكل ما تستطيع لإنهاء الحرب الدائرة حالياً بين الإسرائيليين والفلسطينيين. هذا ليس فقط لأن مصر هي الجارة المباشرة لغزة وإسرائيل، أو الشقيقة الكبرى للدول العربية. لكن الأهم من ذلك، هو أن مصر هي الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط، وربما في العالم كله، التي تحافظ على علاقات متوازنة مع كل من الإسرائيليين والفلسطينيين، وليس فقط مع السلطة الفلسطينية ولكن أيضاً مع حركة حماس.
ومع ذلك، هناك حدود يفرضها الواقع لما يمكن أن تقوم به مصر في هذا الصدد. بينما تنسق مصر مع السلطة الفلسطينية للضغط على حماس لوقف القتال من جانبها، يجب على المجتمع الدولي، والولايات المتحدة تحديداً، موازنة جهود مصر بالضغط على إسرائيل لقبول اقتراح وقف إطلاق النار وقبول الجلوس للتفاوض مع حماس. يجب أن يحدث هذا مع الأخذ في الاعتبار أن دور الوسطاء الإقليميين والدوليين يجب أن يستمر إلى ما بعد إنهاء الحرب لضمان حل مستدام طويل الأجل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وليس فقط إنهاء الجولة الحالية من العنف.


Saturday, May 22, 2021

The Regional Collateral Damage of the Current Israeli-Palestinian War

 


The ongoing fight between Gaza and Tel Aviv is the most destructive battle between the Israelis and the Palestinians, since the Gaza War in 2014. The loss of hundreds of innocent lives and the physical damage of infrastructure and individual properties is only one crack of the destruction. The greater damage is the indirect costs of the impairment of Middle East peace potential and re-empowering Islamist extremists and terrorist organizations.
On the first week of May, which also was the last week of the Muslim holly month of Ramadan, a conflict over property between four Palestinian families and an Israeli settler, in Sheikh Jarrah neighborhood, echoed into a cluster of protests in Jerusalem. Quickly, the peaceful protests turned into violent riot, which led to clashes between the Palestinian protesters and Israeli policemen. Overnight, the whole scene escalated into an actual war of drone and missile attacks between Gaza and Tel Aviv that has been going on, for over a week.
According to latest statics by the Palestinian Ministry of Health, published on May 17th, the death toll in Gaza claimed a total of 197 lives, including at least 58 children and 34 women, while at least 1,235 Palestinians have been injured. Meanwhile, the Israeli Aviation has been striking residential buildings and individual properties in Gaza. So far, nine buildings were brought to the ground, including a 12-storey building that housed media offices owned by major regional and international media organizations. The Israeli military justified destroying the buildings by saying that they were cover spaces for Hamas meetings and intelligence activities.
On the other side, the Israeli military announced that 9 Israelis, including one soldier, and two women, have been killed by Hamas fired missiles. According to official statistics from the Israeli government, Hamas fired more than 2000 missiles at Tel Aviv, but about 400 of them fell short and landed inside Gaza. Apparently, Hamas deliberately fired this large number of missiles at condensed intervals to confuse the Israeli Iron Dome missile defense system. However, the system managed to intercept more than 50% of the missile attacks by Hamas, according to Israeli military statements. On a side note, it is surprising how and when Hamas managed to procure this large number of missiles. That is perhaps an interesting topic to investigate after the current episode of war ends.
The world is following the tragic events with a lot of concern, but a few are actually intervening to end the war or control the damage. The United Nations and the international community have already condemned the violence and called for ceasefire. The Arab League and its member states, collectively and separately, condemned the violence and called for peace. Egypt, the immediate neighbor of Gaza and Israel, took a step further by sending medical aid to Gaza and phone calling the waring parties, in an attempt to de-escalate the conflict. Egypt has also opened Sinai for Gaza civilians seeking shelter and medical aid, despite the risk this may entail on Sinai security.
On the popular level, many Egyptians are disturbed and confused by the war happening next door. They are sympathizing with the innocent Palestinian civilians being killed and injured in such large numbers. But at the same time, they refuse to support Hamas, which had been killing Egyptian soldiers in Sinai, between 2013-2015, in avenge for the removal of the Muslim Brotherhood from power.
In fact, the only party that is benefiting from the current war is the Islamist extremists of the Middle East. That includes Hamas, the Muslim Brotherhood, and the violent terrorists of Daesh (ISIS), Al-Qaeda, and other minor violent extremist groups. Most of these groups base their legitimacy in the eyes of their followers, recruits, and financers over portraying the Israeli-Palestinian conflict as a religious war between Muslims and Jews. The re-appearance of violent scenes from the Israeli-Palestinian conflict on TV stations and social media platforms, all over the Middle East, is re-empowering those extremists by giving them a space to bring their dangerous rhetoric of “Islam versus Judaism” to the forefront, once again.
This re-emergence of terrorist and extremist Islamist groups over the Israeli-Palestinian conflict is a threat to all the efforts that has been exerted, in the past three years, to achieve the Middle East peace. The promising potential of the Abraham accords signed, last year, between Israel and some Arab countries, is now under the threat of failure or at least freeze. The historical news of the inclusion of an Arab Islamist party in the coming Israeli government has become impracticable. And, the urge to change the Palestinian political leadership, through free and fair elections, has diminished under the heat of war. That is the real damage caused by the current episode of war between Gaza and Tel Aviv. This will hurt the entire region and will require decades to fix its dire consequences.

الأضرار الجانبية للحرب الإسرائيلية الفلسطينية على منطقة الشرق الأوسط

 


إن الاقتتال الدائر حالياً بين غزة وتل أبيب هو أكثر المعارك تدميراً بين الإسرائيليين والفلسطينيين، منذ الحرب على غزة في ٢٠١٤، إذ أن خسارة المئات من الأرواح البريئة والأضرار المادية التي أصابت البنية التحتية والممتلكات الخاصة ليست سوى جزء بسيط من الدمار الأكبر الذي ينتظر منطقة الشرق الأوسط جراء هذه الحرب، والذي يتمثل في التكاليف غير المباشرة لإخماد المجهودات التي اتخذت في السنوات القليلة الماضية من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى إعادة تمكين المتطرفين الإسلاميين والمنظمات الإرهابية وعودة خطابهم المتطرف إلى مقدمة المشهد السياسي.
في الأسبوع الأول من شهر مايو، والذي كان أيضًا الأسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك، نشبت مشادات اعتيادية بين أربع عائلات فلسطينية ومستوطن إسرائيلي في حي الشيخ جراح، ترتب عليها تنظيم مجموعة من الاحتجاجات في القدس، وسرعان ما تحولت الاحتجاجات التي بدأت سلمية إلى أعمال شغب أدت إلى اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية. وبين عشية وضحاها، تصاعد المشهد برمته إلى حرب حقيقية تتمثل في هجمات متبادلة بمئات الصواريخ بين غزة وتل أبيب، وما زالت الحرب مستمرة ومتصاعدة منذ أكثر من أسبوع.
بحسب الإحصائيات الأخيرة الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، في ١٧ مايو، فإن الحرب قد أودت بحياة ١٩٧ فلسطينياً، حتى الآن، بينهم ٥٨ طفلاً و٣٤ امرأة، فيما أصيب ما لا يقل عن ١٢٣٥ فلسطينيًا. بالإضافة لذلك، قامت قوات الطيران الإسرائيلية بقذف عدد من المباني السكنية والإدارية في غزة. حتى الآن، تم هدم تسعة مبانٍ، بما في ذلك مبنى مكون من ١٢ طابق كان يضم مكاتب إعلامية لكبرى المؤسسات الإعلامية الإقليمية والدولية. وبرر الجيش الإسرائيلي تدمير المباني بأنهم لديهم معلومات تؤكد أنها تستخدم كأماكن سرية لاجتماعات حماس وأنشطتها الاستخباراتية.
على الجانب الآخر، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل تسعة إسرائيليين، بينهم جندي وامرأتان، جراء إطلاق حماس للصواريخ على مناطق سكنية. بحسب إحصائيات رسمية نقلاً عن الحكومة الإسرائيلية، أطلقت حماس أكثر من ألفين صاروخ على تل أبيب، لكن قرابة ٤٠٠ صاروخ منها أخفقت وسقطت داخل غزة. على ما يبدو أن حماس تعمدت إطلاق هذا العدد الكبير من الصواريخ على فترات متقاربة لإرباك نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي المعروف باسم "القبة الحديدية". لكن النظام نجح في اعتراض أكثر من ٥٠٪ من الهجمات الصاروخية لحركة حماس، بحسب تصريحات عسكرية إسرائيلية. ولنا هنا ملاحظة جانبية حول كيف ومتى تمكنت حماس من الحصول على هذا العدد الكبير جداً من الصواريخ. ربما يكون هذا الموضوع المثير للاهتمام مادة جيدة للبحث، بعد انتهاء الحرب.
يتابع كبار المسؤولين حول العالم تلك الأحداث المأساوية بقلق كبير، لكن القليل منهم قرر أن يتدخل بشكل عملي لإنهاء الحرب أو السيطرة على الأضرار المترتبة عليها. فقد أدانت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالفعل العنف الدائر ودعوا إلى وقف إطلاق النار. كما أدانت جامعة الدول العربية والدول الأعضاء فيها، بشكل جماعي وبشكل فردي، تجدد الحرب بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ودعوا للإسراع في إقامة السلام. وربما تكون مصر هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي اتخذت خطوات على الأرض للتخفيف من حدة الحرب على الفلسطينيين في غزة، نظراً لتجاورها الجغرافي المباشر مع قطاع غزة ومع إسرائيل، حيث قامت الدولة المصرية بإرسال مساعدات طبية إلى غزة والتواصل بشكل مباشر مع كبار المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين في محاولة لتهدئة الصراع منذ بدايته، وفتحت مصر سيناء للمدنيين في غزة الذين يبحثون عن مأوى وبحاجة لمساعدة طبية، على الرغم من المخاطر التي قد تنتج عن ذلك على الحالة الأمنية في سيناء.
على المستوى الشعبي، يشعر الكثير من العرب، والمصريين على وجه الخصوص، بالانزعاج والحيرة تجاه حالة الحرب الدائرة في بيت الجيران. يحمل أغلب المصريين في قلوبهم تعاطف واضح تجاه الأبرياء من المدنيين الفلسطينيين الذين يصارعون الموت على مدار الساعة. لكنهم، في الوقت نفسه، يرفضون إظهار أي تعاطف أو دعم تجاه حركة حماس، التي لم تتردد في قتل الجنود المصريين في سيناء، بين عامي ٢٠١٣ و٢٠١٥، انتقاما لإزاحة الإخوان المسلمين عن الحكم في القاهرة.
في الواقع، فإن الطرف الوحيد المستفيد من الحرب الحالية هو المتطرفون الإسلاميون الذين ينتشرون كالجراد في كافة ربوع الشرق الأوسط، تحت مسميات وشعارات متنوعة، ومن بينهم، على سبيل المثال لا الحصر، حركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات الإرهابية الكبرى مثل داعش والقاعدة وشبيهاتها من الجماعات المتطرفة الأصغر حجماً. تبني معظم هذه الجماعات شرعيتها في أعين أتباعها ومموليها على تصوير الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أنه حرب دينية بين المسلمين واليهود.
لهذا فإن عودة ظهور المشاهد العنيفة من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على المحطات التلفزيونية ومنصات التواصل الاجتماعي المؤثرة في الرأي العام في المنطقة، هو نذير خطر بإعادة تمكين هؤلاء المتطرفين من خلال منحهم مساحة ومادة مناسبة لإعادة طرح خطابهم المتطرف عن "الحرب بين الإسلام واليهودية" وبالتالي إعادة ترسيم أنفسهم في صدارة المشهد السياسي مرة أخرى.
إن ركوب الجماعات الإسلامية الإرهابية والمتطرفة على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يشكل تهديدا لجميع الجهود التي بذلت خلال السنوات الثلاث الماضية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط ومحاربة التطرف الديني، بما في ذلك الإمكانات الواعدة لاتفاقات إبراهيم التي وقعت، العام الماضي، بين إسرائيل وبعض الدول العربية، والتي باتت الآن مهددة بالفشل أو على الأقل مهددة بالتجميد، مثلها مثل ما سبقها من اتفاقيات سلام. كما أصبح الخبر التاريخي عن انضمام حزب إسلامي عربي إلى تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، أمر غير قابل للتحقيق بعد اشتعال الحرب والقبض على مئات العرب داخل إسرائيل خلال الأسبوع الماضي. كما أصبحت الدعوة الملحة لتغيير القيادة السياسية الفلسطينية، من خلال انتخابات حرة ونزيهة، أمر غير ذات أهمية في ظل ضبابية الحرب.
إن هذا التراجع تحديداً والعودة إلى المربع صفر بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط هو الضرر الحقيقي الذي سببته الجولة الحالية من الحرب بين غزة وتل أبيب، وهو أمر لن يتضرر منه الإسرائيليون أو الفلسطينيون وحدهم، بل سيضر منطقة الشرق الأوسط بأسرها، وسيتطلب الأمر سنوات طويلة لإصلاحه.


Friday, May 21, 2021

The Regional Security Issue in Egypt-Turkey Affairs

 


The reconciliation process between Egypt and Turkey is finally moving to the diplomatic track, heralding the end of a heated dispute between the two countries that lasted for more than seven years. The progress of talks between Egypt and Turkey is the fruit of months-long successful negotiations between the intelligence bureaus of the two countries. The echo of Turkey-Egypt rift caused waves of turmoil that went way beyond their immediate bilateral interests to disturb the entire Middle East and North Africa (MENA) region. It also altered the dynamics of the ongoing conflict in the eastern Mediterranean between Greece and Turkey.
However, we may not assume that fixing the rift and restoring relations between Egypt and Turkey could immediately bring peace to the region. For this to happen, the two countries should spend more time on appropriately reconstituting confidence in each other that allows them to effectively cooperate on handling the complex geopolitical and security regional issues.
In early May, a Turkish delegation headed by the Deputy Minister of Foreign Affairs visited Cairo and held exploratory talks with Egyptian diplomats, in preparation for broader meetings between Turkish and Egyptian senior state officials, in the near future. A joint statement issued by the Egyptian and Turkish sides described the talks as "frank and in-depth" as they went beyond bilateral issues to discuss "the need to achieve peace and security in the eastern Mediterranean region" and some MENA countries such as Iraq, Syria, and Libya. Despite the fact that the joint statement is brief and short, it portrays the future agenda, not only for Egypt and Turkey, but for MENA and the eastern Mediterranean as well.
The joint Egypt-Turkey statement was followed by a number of positive statements from senior Turkish officials, including Turkish President Recep Tayyip Erdogan, who emphasized his country's keenness to “rebuild unity with the Egyptian people.” The same approach was also eloquently expressed by the Turkish Defense Minister Hulusi Akar, who enjoys more credibility and respect in the region and worldwide. Akar said that the Egyptian and Turkish peoples “cannot be separated from each other,” given the common values that they share and the common history of brotherhood and friendship that ties the two peoples.
"There may have been a pause in our relations for several reasons. But I am confident, with all my heart, that this will be overlooked in a short time and that our brotherhood and our friendship with Egypt will reach high levels again;” said Hulusi Akar. In more than one speech following the exploratory talks, Hulusi Akar emphasized that the development of Turkish-Egyptian relations should be beneficial and necessary for the MENA region; especially for countries of immediate interest to both Turkey and Egypt, like Libya.
Despite the optimism instigated by the success of the exploratory talks in melting the mountain of animosity between Egypt and Turkey, more work still needs to be done to realize the highest potential of Turkish-Egyptian regional role. A strong bond of mutual confidence and fruitful interdependency needs to be appropriately constructed. There are a lot of points where the process of rebuilding confidence can start.
The economic sector is one of them. In spite of the political rift, over the past seven years, economic relations have never stopped Turkey and Egypt. Actually, the trade exchange between the two countries has been continuously growing, to the point that Egypt has become Turkey's largest trading partner in Africa, followed by Libya, according to recent statements by the head of the Turkish-Libyan Business Council.
On the security level, Turkey has already shown its good intentions towards Egypt by making the brave decision to curtail the hostile activities against the Egyptian state by the Muslim Brotherhood members residing in Turkey. Still, Turkey needs to hand over the terrorists of HASM who killed the Egyptian public prosecutor and are currently living safely in Turkey.
Nevertheless, the direct bilateral relationship between Turkey and Egypt is linked to several overlapping and intertwining interests. The two countries need to spend appropriate time breaking down these entanglements in an attempt to reach a formula, good enough, that prevents any conflicts between them in the future over their regional interests and alliances. Clearly, regional security is expected to be the main engine for cooperation between Egypt and Turkey in the coming period, especially in light of the United States decision to withdraw from the Middle East to devote more time and resources to its political and economic battle with China.
This leaves the Middle East with one of two options. The first option is to act apathetic and leave the door open for another international power (in this case, Russia) to take advantage of the American withdrawal and enhance its influence over MENA; which will certainly harm Arab interests and strengthen Iran. The second option is for the leading countries of the Middle East to drop down their disputes and unite, so they can write the future of their region with their own hands. Egypt’s reconciliation with Turkey should encourage a wider Arab-Turkish reconciliation; which will definitely benefit the entire Middle East. Turkey is a member of NATO that has a proven ability to challenge and resist Russia’s influence of the region.
The restoration of relations between Egypt and Turkey is the first step in the right direction for a stable and peaceful Middle East. Both Egypt and Turkey enjoy a distinguished geographic location and superior military capabilities. According to the Global Firepower ranking for 2021, Turkey and Egypt hold the first and second places, consecutively, in terms of military strength among all other Middle East countries, including Iran and Israel.
Putting an end to conflicts and overlapping interests in regional issues, especially in Syria, Libya, Iraq, and the eastern Mediterranean, between Egypt and Turkey, and then between Turkey and the Arabs, is very important to maintain security and ensure the stability of the region, and also to ensure the sustainability of strong bilateral relations between Egypt and Turkey, on the long term.