Sunday, July 12, 2015

ذكرى رابعة.. يوم انتصرت مصر على الإرهاب


الحملة الشعبية لإدراج الإخوان تنظيم إرهابي دولياً


إنها ذكرى أحداث رابعة والحمد لله أنها مجرد ذكرى. 

لولا فض أوكار الإرهاب في رابعة والنهضة في 2013، ما كان لنا أن نحتفل بإنجاز مثل قناة السويس الجديدة منذ أيام، وربما كانت قوات الناتو تجوب شوارعنا الآن بحجة الحفاظ على الأمن، أو ربما كنا الآن نعيش نفس السيناريو المفزع الذي يعيشه أخوتنا في ليبيا وسوريا. 

في مثل هذا اليوم من عامين، خاضت الشرطة المصرية حرباً حقيقية لتحرير مصر من براثن الإرهاب، حرباً كان أول من استشهد فيها ضابط يحمل ميكروفون ويطالب الإرهابيين بالخروج من مكان الاعتصام حتى لا يصيبهم أذى، فجاءه الرد من داخل هذا الوكر الذي أسموه اعتصاماً، بطلقة رصاص من قاتل محترف أودت بحياته. 

قضت الشرطة المصرية على محاولة تحويل مصر إلى نفس السيناريو الذي دمر سوريا وليبيا، ودفعت في تحقيقه جماعة الإخوان الإرهابية كل ما لديها من مال ورجال وعتاد، صورت الجماعة الإرهابية نفسها للغلابة على أنهم مسلمون ويدافعون عن الإسلام، والتقم العالم الطعم الذي روجته وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية وصدقوا أنهم سلميين وأن الاعتصام حق إنساني، في حين كانوا يحولون الاعتصام تدريجياً إلى أوكار يخبأون فيها السلاح ويحرضون فيها على العنف، ويقودون من داخلها أعمال إرهاب وتعذيب وقتل.

صورت جماعة الإخوان الإرهابية المشهد على أنه حرب بين شعب ودولة، في محاولة لإضفاء شرعية على تجمعاتهم الآثمة، وعندما لم تنجح خطتهم، بسبب محاولات الدولة المتكررة التفاوض مع قياداتهم، والتي بآت جميعها بالفشل بسبب تعنت الإخوان وأنانيتهم، حولوا الصورة لتكون حرب بين شعبين، وكأن الشعب المصري الذي خرج بعشرات الملايين في 30 يونيو للمطالبة بإسقاط مرسي قد انقسم على نفسه وأصبحنا مهددين بحرب أهلية. 

كانوا يتحدثون عن سيناريو الحرب الأهلية كأنه واقع رغم استحالته في دولة كمصر تتمتع بتوحد النسيج الثقافي فيها منذ عهد مينا موحد القطرين، وقد خابت مساعيهم. 

خاضت الشرطة المصرية هذه الحرب بحرفية وشرف لما نرى لهما مثيل في دول أكثر منا استقراراً وحرية، في تعاملهم مع هذا القدر من الإرهاب الصريح. فقد كانت قوات الأمن المسؤولة عن فض الاعتصام حريصة تماماً على التنبيه بإخلاء المكان قبل التدخل لفض أوكارهم الإرهابية، ثم التدرج في استخدام القوة واستهداف الإخلاء والسيطرة على الموقف عوضاً عن استهداف أشخاص أو عناصر بعينها بشكل انتقامي. 

كان من الممكن أن نتجنب خسارة الآلاف من رجال الشرطة البواسل الذين فقدتهم مصر في هذه الحرب، لو أن الشرطة استعملت القوة التي تتناسب مع حجم التسليح داخل هذه الأوكار منذ اللحظة الأولى، لكن رجال الشرطة وبشرف فضلوا أن يموتوا في سبيل الوطن على أن يخالفوا ضميرهم أو يسيئوا استخدام ما بأيديهم من أمانة. 

يشهد الله على كلامي هذا، وهذه الشهادة ليست مجرد كلام أنقله لكم عن تقارير أو تغطيات إعلامية، بل كنت أنا نفسي شاهد على ما حدث في رابعة كجزء من عملي كمراقبة من المجتمع المدني. 

بقي أن لا ننسى أن معركة رابعة لم تكن فقط في ميداني رابعة والنهضة، بل أمتددت لكل ربوع مصر بعد أن قام الإرهابيون بحرق الكنائس وقتل مدنيين بشكل عشوائي والهجوم على أقسام الشرطة، ومشهد تعذيب الضباط في كرداسة. 

كانت فوضى، لكن بفضل تماسكنا شرطة وشعب وجيش تحول الكابوس إلى مجرد ذكرى، سنشفى من أثارها مع مرور الوقت. 

تحية لكل من ضحى بنفسه من أجل بقاء الوطن، ولكل من يضعون حياتهم كل يوم على كفوفهم من أجل مصر. 


Wednesday, July 08, 2015

أسباب في شرح قانون مكافحة الإرهاب


قانون مكافحة الإرهاب مصر

إن الجدل المثار حول قانون مكافحة الإرهاب الذي خرج بعد إلحاح شعبي طال شهور، ونتج عن تأخيره إراقة الكثير من الدماء البريئة وتحقيق مكاسب أكبر لقوى الشر على حساب أمن مصر القومي واستقرارها، يُخبر بأننا ما زلنا نعاني من رواسب نفسية سلبية ورثناها من القمع المقنن الذي كان يمارس في حقب الديكتاتورية ثم الثيوقراطية التي توالت على مصر عبر العقود الماضية، وجعل بعضنا يأخذ موقف هجومي ضد أي تشريع جديد بدعوى أنه أتى لتقييد الحريات لا لفرض الاستقرار. 

حدث ذلك الرفض الأعمى مع قانون تنظيم التظاهر وقانون الجمعيات الأهلية الذي ما زال تائهاً في حالة جدلية غير مفهومة، ويتكرر الآن مع قانون مكافحة الإرهاب؛ رغم أن أي من هذه القوانين لم يأتي لتقييد الحريات، ولكن فقط لوضع قواعد تنظم كيفية العمل بهذه الحقوق بما لا يضر بالأمن القومي لمصر ويراعي تنوع المواطنين ومواقفهم. وهذه القوانين ليست بدعة مصرية، بل هي قوانين لها ما يماثلها وربما يزيد عنها شدة وحسم، ليس فقط في دول طاعنة في الديمقراطية مثل أمريكا وغالبية الدول الأوروبية، ولكن أيضاً في المواثيق الدولية التي استغرق المشرعون سنوات لضبطها.

وأهم ما ينفي عن قانون مكافحة الإرهاب شبهة استخدامه كأداة لممارسة القمع أن التعديلات الأخيرة قد وضعت تعريفات دقيقة للعمل الإرهابي ومرتكبه والمحرض عليه والمروج له، على عكس ما كان في قانون الطوارئ مثلاً وعباراته المطاطة والذي كان إلغاؤه من أهم مطالب ثورتنا في ٢٥ يناير. تحديد التعريفات بهذه الدقة يحقق المعادلة الصعبة لعدم المساس بالحقوق والحريات الأساسية للمواطن العادي بينما تسمح باكتشاف العمل الإرهابي حتى قبل وقوعه والتعامل معه. 

وعلى عكس موقف نقابة الصحفيين، لم أرى في المادة ٣٣ أي شيء يمس بحرية الرأي والتعبير أو حرية نقل وتداول المعلومات، لأن نص المادة الواضج جداً يغنيني عن القول بأن المقصود ليس الصحفي النقابي المحترف الذي يتحرى المصادر الدقيقة لملعوماته، ويتجنب إساءة استخدام قلمه في أعمال تضر بأمن البلاد والعباد، وهي أمور لو أخل بها أي صحفي يجب على نقابة الصحفيين أن تكون أول من يعاقبه. 

ولكن المقصود من هذه المادة هو المواقع والصحف والقنوات التي انتشرت الفترة الأخيرة على أنها منابر إعلامية بينما هي منابر للإرهاب، تستخدم للتحريض والترويج وبلبلة الرأي العام، وافتعال حالات غضب وهمية تربك وتدمر أكثر من الأسلحة والقنابل التقليدية. وما أكثرهم!

ولنتذكر هنا كيف تعاملت ألمانيا، بجلالة قدرها، مع الإعلامي الإخواني أحمد منصور، قبل ثلاثة أسابيع، لمجرد أنه استضاف قيادات من جماعة إرهابية في برنامجه، مجرد استضافتهم وضعته في السجن تحت تحقيقات مشددة لأيام، وكان مهدداً بتوجيه تهم أكبر له، لولا تدخلت جنسيته الأنجليزية وأنقذته! 

وأخيراً، لو أن في القانون عيب يحتاج المراجعة فهو يتعلق بطول إجراءات الضبط والتقاضي، التي كانت السبب الأساسي في كل التراخي الذي حدث الفترة الفائتة، وكذلك الإصرار على معاملة الإرهابي على أنه مجرم. 

المجرم شخص يفترض فيه الصلاح أرتكب خطأ نتج عنه ضرر في حق المجتمع، ولهذا لا حرج في أن يتمتع بحقوق المثول أمام قاضيه الطبيعي والاعتراض على الحبس الاحتياطي واستئناف الحكم الصادر ضده ثم الطعن عليه، لكن الإرهابي أو حتى المشتبه به في عمل إرهابي يجب أن تكون عقوبته مباشرة وحاسمة ورادعة، ولا يجوز له التمتع بأي من هذه الحقوق التي تمنح للمجرم. 

القانون الدولي نفسه يفرق بين الأثنين في المحاكمة والعقوبة.

Wednesday, July 01, 2015

تفاءلوا رغم الألم

ثورة 30 يونيو مصر


رغم أنف الإرهاب، كل عام ومصر أم الدنيا وقد الدنيا. إنها الذكرى الثانية لتحرير مصر من براثن جماعة الإخوان الإرهابية، الذين سرقوا حلم ثورتنا في غفلة يبدو أن القدر لن يكف عن معاقبتنا عليها أبداً، لكن عزاؤنا أننا لم نستسلم وجعلنا من الثورة ثورتين، رغم علمنا بأن الثورة الجديدة سيكون ثمنها الدم، وأننا دخلنا حرب لن تخمد نارها بين يوم وليلة، واخترنا - شعباً وجيشاً - أن نكمل للنهاية، ونجحنا فيما ظن العالم أنه من المستحيلات. 

تفاءلوا رغم الألم، لأن المعركة الدائرة بيننا وبين الجماعة الإرهابية منذ عامين، ما هي إلا مرحلة ستمر كقبض الريح في عمر مصر، نعم هي مرحلة مؤلمة، لكن الزهرة الجميلة كي تثمر لابد وأن تنغرس في الطين أولاً، ولأن المأساة التي نعيشها اليوم لا تساوي واحد على مليون مما كانت مصر مقبلة عليه باستمرار الجماعة الإرهابية في الحكم، إما على مستوى الأمن الداخلي أو العربي أو حتى على مستوى الأمن والسلم في العالم.

تفاءلوا رغم الألم، لأن لدينا جيش من خير أجناد الأرض ما زال صامداً في وجه عدوان الإخوان وأنصارهم من الجماعات الإرهابية ذات المسميات المختلفة والهدف الواحد على حدودنا الشرقية والغربية والجنوبية، رغم تخلي العالم عن مساندتنا، ورغم مساندة بعض الدول لإرهابهم للنيل من مصر. 

تفاءلوا رغم الألم، لأن في مصر جهاز شرطة مدنية هم أيضاً خيرة الرجال، تصدوا لمحاولات الإرهاب زعزعة الاستقرار في الداخل وتعطيل الاقتصاد وشل حياتنا، ولولاهم ما شعرنا ببعض الأمان الذي نشعر به الأن، ولأنهم رغم ما يلاقونه من ويلات أدناها عدم التقدير وأعلاها القتل والتعذيب، استطاعوا على مدار عامين تصفية عشرات البؤر الإرهابية، وأضطروهم غير أسفين لإشهار وجههم القبيح وإيديهم الملوثة بالدماء أمام العالم. 

تفاءلوا رغم الألم، لأنه ما زال لدينا رفاهية المطالبة بمزيد من الحقوق والحريات في ظل دولة تعلي سيادة القانون فوق جميع السلطات، ولم تستغل الظروف التي تمر بها مصر لارتكاب ممارسات قمعية أو فرض إجراءات غير عادلة، حتى لو كانت المسألة تتعلق بتعاملهم مع قوى الشر والإرهاب، ورغم قدرتهم على الانتقام بشكل مباشر. هزتني كلمة الرئيس السيسي في إفطار الأسرة المصرية منذ أيام قليلة عن ضرورة التوحد واستعداده لتقبل كل من يريد أن يعيش بيننا في سلام مهما أختلفنا معه في الرأي والموقف، فجاء الرد مباشرةً من جماعة الدم باغتيال محامي الشعب، المستشار هشام بركات.

تفاءلوا رغم الألم، لأن في مصر قيادة سياسية واعية تفهم ضرورة أن تعمل بيدين، يد تبني ويد تحارب، وأننا بعد شهر وبرغم كل التحديات، سنشهد إطلاق واحد من أكبر المشروعات القومية في تاريخنا، محور قناة السويس الجديد، الذي تم إنجازه في عام واحد فقط - وهو أمر لو تعلمون عظيم - وما سيتبعه من أنشطة استثمارية ضخمة ستأتي بخير كثير على المصريين.  

تفاءلوا رغم الألم، لو أن هذه الجماعة الإرهابية قتلت ألاف المصريين على مدار عامين، فأعلموا أن هذا أهون بكثير من أن كانت مصر بالكامل ستمحى من على الخريطة وتتحول إلى مجرد ولاية داخل الدولة الإسلامية التي أخترعوها، تماماً مثلما حدث مع دولتين كان اسميهما العراق وسوريا. 

تفاءلوا رغم الألم، لأن "ربنا موجود" ومصر مباركة في كل كتبه، ولأن البد التي لم تنهزم أبداً على طول تاريخها، لن يهزمها حفنة من تجار الدين والدم.